أعلنت وزارة الداخليّة السوريّة إلقاء القبض على «مشعوذ»، استغل عشرات الأشخاص بريف دمشق، مدّعياً «قدرته على فك السحر وحل الخلافات وغيرها من أعمال السحر والدجل».

وقالت وزارة الداخليّة عبر صفحتها الرسميّة في فيسبوك إن شرطة مخيّم الوافدين ألقت القبض على الشخص المذكور، الذي استغل عشرات الأشخاص الذين لجأوا إليه وابتزّهم، بحسب فيديو يُظهِر اعترافاته.

وبحسب الفيديو الذي بثته الوزارة، فإن الشخص المذكور يمارس عمله منذ أكثر من عام في ريف دمشق، وأكد في اعترافاته أنه استقبل عشرات النساء واستغلهن عبر ادعائه بقدرته على تنفيذ طلباتهن باستخدام «السحر والشعوذة».

 كما اعترف بابتزاز العديد من النساء عبر تصويرهن بكاميرا فيديو، ليقوم بعدها بطلب المال منهن.

وعادت ظاهرة اللجوء إلى «المشعوذين» بقوّة إلى المجتمع السوري مؤخراً، في حين يقول مختصون في علم النفس إن ذلك يعود إلى الأوضاع المترديّة الذي يعيشها المواطن في الداخل السوري.

ويؤكد الطبيب النفسي “عامر عثمان” أن لجوء الأشخاص إلى «السحرة والمشعوذين» يعود بشكلٍ أساسي إلى اليأس من إيجاد حلول لمشاكل الحياة، فيلجأ الإنسان إلى هؤلاء الذي يستغلون حاجاته، «ويقومون بممارسة الدجل والكذب ليجنوا الكثير من المال».

ويقول “عثمان” في اتصالٍ هاتفي مع (الحل نت): «تُنمّي تلك الظاهرة وجود رغبات وتطلعات كبيرة لدى الإنسان لا يسعى لتحقيقها بالعمل الجاد، أو تنعدم الخيارات لتحقيقها، فتدفعهم للجري وراء المجهول، خاصةً ممن يمرّون بظروفٍ صعبة لا يجدون منها مخرجاً إلا باللجوء إلى الخرافات».

ويضيف: «هناك عدة عوامل أيضاً تساعد على زيادة الثقة في قدرات المشعوذ أو الدجّال، أبرزها الموروثات الشعبية الخاطئة التي تؤثر في النفس البشرية».

وتشهد عموم المناطق السوريّة، لا سيما الخاضعة لسيطرة دمشق، أوضاعاً إنسانيّة مترديّة، ناجمة عن الأزمات الاقتصاديّة التي تعصف بالبلاد منذ عدّة سنوات.

الأمر الذي سمح بانتعاش سوق «الدجالين»، فضلاً عن غياب الرقابة القانونيّة والتوعية المجتمعيّة لمحاربة هذه الظاهرة.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.