“الجولاني” يصف مناطق «الجيش الوطني» بـ «الغابة» ويلمح بانتزاعها لصالح “تحرير الشام”

“الجولاني” يصف مناطق «الجيش الوطني» بـ «الغابة» ويلمح بانتزاعها لصالح “تحرير الشام”

بشكلٍ علني، أكد متزعم تنظيم ‘‘هيئة تحرير الشام’’، ‘‘ أبو محمد الجولاني’’ نيته بتوسيع نفوذه صوب المناطق التي يسيطر عليها ‘‘الجيش الوطني’’ المعارض، المدعوم من أنقرة، بعد أيام قليلة من نشر موقع (الحل نت) معلومات خاصة تفيد بنوايا الجولاني في المنطقة.

ودعا ‘‘الجولاني’’ في حديث تناقلته تقارير صحفية محلية أمس السبت، إلى تأسيس سلطة واحدة، ومؤسسات واحدة، وإدارة واحدة، تدير كافة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. جاء ذلك خلال لقائه مع عدد من المهجرين والنازحين من محافظة حلب وريفها، يقيمون في محافظة إدلب.

وزعم ‘‘الجولاني’’ أنّ «الأهالي في منطقتي ‘‘درع الفرات’’ و‘‘غصن الزيتون’’ التي يسيطر عليها ‘‘الجيش الوطني’’، يطالبون ‘‘تحرير الشام‘‘ بالدخول إلى مناطقهم».

مضيفاً أن هناك «فارق كبير بين إدلب وما بين تلك المناطق، والفارق أنه في إدلب إدارة واحدة، و أما هناك العديد من الإدارات والسلطات المتعددة».

مُشيراً إلى أن «تلك المناطق التي يسيطر عليها ‘‘الجيش الوطني’’ لا تزال «غارقة بالفوضى والمخاطر الأمنية والاجتماعية والسياسية، على عكس محافظة إدلب، بالإضافة للنمو الذي تشهده إدلب وحل جميع المشاكل التي يعاني منها الأهالي في الخارج».

الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، ‘‘عرابي عرابي’’، اعتبر خلال حديث لـ (الحل نت)، بأن تصريحات ‘‘الجولاني’’ الأخيرة تأتي كـ ‘‘جس نبض’’ لردة فعل القوى الدولية النشطة في الشمال الغربي من سوريا، من أجل قراءة ارتدادات تصريحاته العلنية وتأثيرها «سواء كانت الارتدادات سلبية أم إيجابية».

وتابع بالقول أنه «إذا كانت الارتدادات إيجابية، فإنه سيستمر بالمضي قدماً في مخططه، وذلك لأن مشروع المجلس العسكري المشترك في المنطقة بين عموم القوى العسكرية هناك في الشمال الغربي، يبدو بأنه قد فشل لاسيما وأن حركة ‘‘أحرار الشام’’ تفتت و ‘‘الجبهة الشامية’’ رفضت محاولات ‘‘الجولاني’’ للاندماج معه».

وكان موقع (الحل نت) تفرّد في الثالث عشر من الشهر الجاري، بنشر تقرير حول مساعي متزعم ‘‘الجولاني”، إلى توسيع إطار نفوذه خارج محافظة إدلب خلال الفترة المقبلة.

حيث قالت مصادر مقربة من “تحرير الشام” أن “الجولاني” وبعد فشل مساعيه في تمدد نفوذه الأمني والعسكري إلى مناطق “الجبهة الشامية” في ريف حلب الغربي، اندفع لإنشاء فكرة تحالف مع فرقة “السلطان سليمان شاه” التي يقودها المدعو محمد الجاسم “أبو عمشة”.

وأكدت أن «هناك تنسيق مصالح واضح وبمستوى عالٍ بين “أبو عمشة” و“الجولاني”، إلا أن الأخير يرى أن له قوة ضاربة في منطقة عفرين تزيد من سطوته هناك وتدفع “أبو عمشة” للتقارب معه أكثر، حيث تتمثل تلك القوة بفصيل “أحرار الشرقية” الذي ينشط في عفرين وهو على صلة جيدة بالجولاني من خلال فصيل الشعيطات المبايع للهيئة وينشط في ريف إدلب الغربي، والذين يعتبرون أقوى العناصر التي يعتمد عليها الجولاني».

وفي هذا السياق، لفت ‘‘عرابي’’ إلى أن ‘‘الجولاني’’ يحاول استمالة ‘‘أبو عمشة’’ بشكلٍ رئيسي، فضلاً عن إرسال شرعييه إلى المناطق التي يسيطر عليها ما يعرف بـ ‘‘الجيش الوطني’’ للتواصل مع بعض قياداته خلال الفترة الماضية.

فيما استبعد حدوث أي تصعيد عسكري في المنطقة، بين ‘‘تحرير الشام’’ و فصائل ‘‘الجيش الوطني’’، مرجحاً أن يكون الخيار الأقرب للتنفيذ، هو الاندماج مع ‘‘الجيش الوطني’’، ما يرفع عن ‘‘الجولاني’’ وهيئته؛ صفة الإرهاب.

وختم بالقول أن «أبو عمشة استطاع أن يخصص له حظوة جيدة عند الأتراك، وكذلك استطاع أن يؤسس له حاضنة شعبية مساندة له في المنطقة»، الأمر الذي يرفع من احتمالات التفاهم والاندماج بشكل أساسي عبر التوافق بين ‘‘الجولاني’’ و‘‘أبو عمشة’’. «الخلاف فقط سيكون حول حصة الجولاني في السيطرة على تلك المناطق، بالنسبة للفترة التي تلي الاندماج مع الجيش الوطني».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.