صرح مصدر دبلوماسي، الأربعاء، أنّ الأردن طلب رسمياً من الحكومة السورية إبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود السورية – الأردنية، بهدف الحفاظ على أمن المملكة.

ونقلت الصحف الأردنية عن مصدرٍ دبلوماسي حكومي لم تسمه، أنّ الطلب جاء خلال لقاء رئيس هيئة الأركان الأردنية اللواء “حسين الحنيطي”، بنظيره السوري العماد “علي أيوب”، والذي تضمن مباحثات حول قضية أمن الحدود وتهريب المخدرات أيضاً.

واعتبر المصدر، أنّ وجود «المليشيات الطائفية لا يزال يثير قلق الأردن منذ سنوات، ويفرض ضغطًا إضافيًا على الجهود التي يبذلها الجيش الأردني للحفاظ على أمن الحدود».

والتقى “أيوب”، برئيس هيئة الأركان الأردنيّة “الحنيطي”، في زيارةٍ لم يُعلن عنها سلفاً، الأحد الفائت، اتفق فيها الجانبان على «استمرار التنسيق والتشاور المستقبلي، إزاء مجمل القضايا المشتركة».

وكانت الزيارة المذكورة، هي الأولى من نوعها لوفد من «الحكومة السوريّة»، إلى الأردن، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبيّة في البلاد عام 2011.

وتأتي هذه الزيارة، في إطار ما يبدو إعادة توطيد للعلاقات، بين الأردن والحكومة السوريّة.

كما أنها تأتي بعد نحو ثلاثة أشهر من زيارة مماثلة، أجراها وزيرا النفط والكهرباء السوريّان، إلى العاصمة الأردنيّة، لبحث ملفات الطاقة بين الجانبين.

وحول تلبية دمشق لطلب عمّان، قال المحامي “أكرم الزعبي”، لـ(الحل نت)، إنّ: «الحكومة السورية لا تمتلك القرار في إخراج المليشيات الإيرانية، وهو ما يعقّد موقفها أمام الأردن».

وأشار “الزعبي”، إلى أنّ إيران تتمسك بالجنوب السوري ولا سيما على الحدود الإسرائيلية، ولن توافق بشكلٍ أو بآخر على إخراج مقاتليها من هذه المنطقة.

المليشيات الإيرانية يهددون اللاجئين في الأردن

وحاولت الأذرع العسكرية الموالية لإيران، تعزيز سلطتها على الأرض في درعا من خلال تقديم عروض ومغريات، تزامناً مع عقد الحكومة السورية تسويات في المنطقة لاستقطاب الشبان، لقاء منحهم تأجيل عن الخدمة الإلزامية لمدة عام واحد.

ففي سبتمبر/أيلول 2020، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن عدد الذين جندتهم إيران للقتال لمصلحتها في الجنوب السوري ارتفع إلى 13.5 ألف شخص، حيث تستمر المليشيات الإيرانية بإغراء الشباب هناك بالأموال للانضمام إلى صفوف القتال لصالحها.

ويتميز الجنوب السوري عن باقي المناطق السورية بأنه يشغل موقعًا استراتيجيًا وحساسًا في الخريطة السورية، بسبب قربه من إسرائيل.

ومنذ سنوات، تحاول الأخيرة منع أي تموضع إيراني بالقرب من حدودها، وتقول إنها تنسق مع الجانب الروسي بشأن ذلك.

وسبق أنّ عبّر ملك الأردن “عبد الله الثاني” عن مخاوفه وتعهّد بالدفاع عن حدود بلاده الشِّمالية ضدّ “الميليشيات الأجنبية”.

في إشارةٍ إلى القوات الموالية لإيران، والتي تخشى عمان من أن قربها قد يمنحها القدرة على زعزعة استقرار المملكة، لا سيما بسبب التأثير الذي قد يخلّفه على اللاجئين السوريين.

ويستضيف الأردن أكثر من مليون لاجئٍ سوري ولا يمكنه استيعاب المزيد، وأن الاستقرار في جنوبي سوريا ضروري لضمان عودتهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.