أعرب المتحدث الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، “آرام حنا”، الثلاثاء، عن دعم قواته لمساعي خفض التصعيد في شمال شرقي البلاد، رغم تصاعد حدة التهديدات التركيّة.

وقال “حنا” في تصريحٍ لـ(الحل نت): «ندعم المساعي التي تحقق خفض التصعيد وإيجاد حل حقيقي يضمن تحرير المناطق وإعادتها لأهلها».

وأشار “حنا” إلى التزام قواتهم باتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة منذ أواخر 2019، إبان العملية العسكرية على مدينتي رأس العين وتل أبيض.

في السياق، سيرت الشرطة العسكرية الروسية، أمس، دورية مشتركة مع الجانب التركي في ريف كوباني الشرقي، وهي الدورية السادسة والسبعين بين الجانبين في المنطقة منذ الاتفاق الروسي – التركي بشأن وقف إطلاق النار في المنطقة.

إلى ذلك، نوه “حنا”، إلى أن الدوريات هي نتيجة لاتفاقية وقف إطلاق النار التي التزمت “قسد” فيها، وهي تتم «بشكل دوري روتيني ولا يمكن الحديث عن تأثيرها لطالما الانتهاكات كانت ولا تزال مستمرة على طول خطوط التماس».

مُشدداً على عزم قواتهم في عدم التردد «باستخدام حق الدفاع المشروع في حال التعرض لهجوم».

تركيا تصعّد لهجتها عسكرياً ضد الشمال السوري

وتصاعدت اللهجة التركيّة خلال الفترة الأخيرة، حول احتمالية القيام بعمليّة عسكريّة وشيكة للمعارضة السوريّة المدعومة من أنقرة بدعم مباشر من القوّات التركيّة في مناطق الشمال السوري.

وكالة (رويترز) نقلت قبل أيام عن مسؤولين أتراك قولهم إنّ أنقرة: «تستعد لشن عملية عسكرية ضد قوّات سوريا الديمقراطيّة، رداً على هجمات أسفرت أحدثها عن مقتل جنديين تركيين، وذلك في حال فشلت محادثات مرتقبة مع واشنطن وموسكو بهذا الشأن».

كذلك ادعت صحيفة (ملييت) التركية في تقرير نشرته في وقتٍ سابق أنه: «من المتوقع أن تهدف العملية المرتقبة، إلى السيطرة على عمق 30 كيلومتراً في المنطقة الحدودية، بدءاً من تل أبيض ورأس العين ووصولاً إلى جرابلس غرباً والخط الحدودي مع العراق شرقاً».

ويرى محللون أن التصريحات التركيّة، لا تعدو كونها تهديدات لكسب بعض الأوراق خلال المفاوضات.

وذلك لأن «تركيا لا يمكن لها التحرك ضد مناطق شمال شرقي سوريا دون وجود رأي داعم من قبل الولايات المتحدة، وهذا ما لايتوفر حالياً بسبب سوء العلاقات التركية الأميركية حالياً».

وسيسهم أي تحرّك عسكري في تلك المنطقة، بطريقة أو بأخرى، في زيادة نشاط خلايا تنظيم “داعش”، التي لا تزال نشطة في بعض مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا.

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي السوري “شورش درويش”، المقيم حالياً في ألمانيا، أن الدور التركي ينحصر في مناطق غرب الفرات بالتفاهم مع روسيا.

مؤكداً بالقول: «ليست لدينا معطيات عن تفاهم تركي مع واشنطن، ومثال عفرين وماجرى حولها من اتفاقات تنازل بين أنقرة وموسكو يؤكد حاجة تركيا على التفاهم مع الروس، وأنه لولا التفاهم والتنازل لما استطاعت تركيا المضي والسيطرة على المناطق التي أطلقت عليها أسماء “درع الفرات” و”غصن الزيتون”».

وأضاف “درويش”، لـ(الحل نت)، إنه «الآن مع اشتداد التهديدات على تل رفعت (شمالي حلب)، فإن التهديدات التركية تبقى مجرد كلام بلا معنى، إلا إذا اقترنت بالتفاهم والتنازل لموسكو عن مناطق أكثر أهمية في ريفي إدلب وحلب».

مضيفاً، أن «الأوضاع في تلك المناطق تشير إلى حضور إيراني أيضاً، وهذا يتطلب تنازلاً تركياً آخر للإيرانيين، فضلاً عن إمكانية أن دفاع القوات المتمركزة في تل رفعت، قد يكون مختلفاً ومستنزفاً للقوات المسيطرة على المنطقة».

ويبدو أن «مقدار التنازل هو الذي سيحدد جدية التهديدات المتصلة بضعف أنقرة التي تريد التخلص من الانتقادات لأدائها الداخلي، عبر شن المزيد من الحروب وتحقيق “انتصارات” لا قيمة لها على الأراضي السورية»، وفق “درويش”.

ويوجه المسؤولون الأتراك- على رأسهم الرئيس التركي “رجب طيّب أردوغان”- انتقادات «حادة» للولايات المتّحدة، بسبب دعمها المتواصل لـ”قسد”، الذي كان قد ساهم إلى حد كبير في القضاء على وجود تنظيم “داعش” في مناطق الشمال والشمال الشرقي من سوريا.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.