في أسلوب ترهيب جديد لسكان المنطقة، بدأت مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” مؤخراً بزراعة ألغام أرضية بمحيط  نقاطها وأماكن انتشارها بريف ديرالزور الشرقي، ضاربة بعرض الحائط ما قد تسببه من أخطار قد تطال المدنيين من رعاة الأغنام والإبل والمزراعين والبدو الرحل خلال الأيام القادمة.

وهنا تزداد انتهاكات وتجاوزات المليشيات الإيرانية  بحق الأهالي في ديرالزور، وتتوزع مابين الاستيلاء على منازل وممتلكات المدنين وفرض الإتاوات وتجنيد الأطفال واستغلالهم إلى زراعة الألغام بدون أي مبالاة، وكل ذلك يُقابل بتجاهل من قبل الجهات الحكومية المسؤولة في المنطقة.

توزع الألغام

وقال الصفحي عبادة عبدالرحمن من ديرالزور في حديثه ل (الحل نت) إن: ماتقوم به مليشيات الحرس الثوري في ديرالزور من زرع ألغام في المنطقة، هو امتداد لما قامت به في بادية حمص خلال الأسبوعيين الماضيين، حيث بلغ عدد الألغام التي زرعتها في محيط حقلي الهيل والضيبات جنوبي السخنة أكثر من 450 لغماً روسي الصنع.

وأضاف أن: زراعة الألغام في ديرالزور توزعت بين بادية الميادين والبوكمال، حيث كان النصيب الأكبر  لمحيط محطة (t2) حيث زُرع مايفوق 140 لغماً مخصصة للأفراد والآليات بمحيطها، كما زرع أكثر من 200 لغماً آخر في محيط قاعدة الإمام علي أيضاً، وقرابة 100 لغم في محيط نبع ماء “عين علي”، والعمليات جارية على  تفخيخ مناطق أخرى.

وأشار إلى أن عمليات زراعة الألغام تتم عبر فرق متخصصة بهندسة الألغام طاقهما عراقي إيراني وبعض المختصين المحليين.

نوايا خفية

مصدر خاص مقرب من الثوري الإيراني، أفاد ل (الحل نت) أن “الهدف مما تقوم به مليشا الحرس الثوري من زراعة الألغام لن يقتصر على بادية حمص وديرالزور، إذ سيمتد إلى بقية نقاط وأماكن انتشارها في عموم المناطق السورية خلال الأيام القادمة، والحجة التي تقدمها لذلك، حماية عناصرها ومواقعها من ضربات خلايا #داعش ومجموعات لها ارتباطات بجهات معادية” وفق  تعبيرهم.

موضحاً أن “قيادة الثوري الإيراني (برئاسة حج سلمان وحج جعفر) هدفها الرئيسي منع تمدد القوات الروسية ضمن المناطق التي تسيطر عليها، وجاءت فكرة التفخيخ بالتزامن مع عمليات التسوية الجارية، التي تسعى روسيا من خلالها، إلى سحب العناصر المحليين من صفوف الفصائل الإيرانية وضمها إلى جانبها”.

تجاهل حكومي

مصادر محلية تحدثت لمراسل (الحل نت) عن تخوفهم من عمليات زراعة الألغام وخاصة في المناطق القريبة من أماكن عملهم أو الطرقات التي يسلكونها للوصول إلى أراضيهم الزراعية.

يقول مزراع من مدينة القورية فضل عدم ذكر اسمه لسلامته الشخصية ل (الحل نت) إن :المليشات الإيرانية منعتنا مسبقاً من زراعة الأرض بحجة أنها تقع في منطقة أمنية، محاذية لنبع ماء عين علي، ولكي تقطع الطريق أمام أي أحد يفكر بالذهاب لزيارة أرضه أو زرعه قامت بتفخيخها الآن.

وأضاف أن: عشرات المزارعين سواء في منطقته أو القرى القريبة منه، لم يعد باستطاعتهم الذهاب إلى حقولهم تخوفاً من انفجار أحد الألغام بهم، وهذا حال رعاة الأغنام والإبل فهم أكثر تضرراً أيضاً وخاصة أن منطقة البادية هي أهم المراعي لهم وخاصة في فصل الشتاء

ولفت المصدر إلى أنهم تقدموا بشكاوي إلى الجميعات الفلاحية التابعة للحكومة في مناطقهم على قرار منعهم من زراعة أراضيهم من قبل المليشيات الإيرانية مسبقاً، إلا أنهم لم يجدوا آذناً صاغية لهم

أعداد وأحصائيات

ولاتوجد إحصائية دقيقة لتعداد ضحايا الألغام في محافظة ديرالزور لتعدد أطراف القوى المسيطرة عليها، مابين القوات الحكوميّة وميليشيات إيران من طرف وقوات سوريا الديمقراطية #قسد من طرف آخر، بعد انهيار تنظيم “داعش” ونهاية سيطرته في سوريا والعراق وانتشار خلاياه في منطقة البادية.

وزرع الألغام استراتيجية اتبعتها أطراف عدة في النزاع السوري، أبرزها تنظيم داعش  الذي عمد إلى تفخيخ أجسام عدة من أبنية وسيارات وأدوات منزلية وعبوات غذائية في المناطق التي كان ينسحب منها.

وتعد الألغام والأجسام المتفجرة من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية المستمرة منذ العام 2011.

وقد سجلت سوريا العام الماضي، وفق التقرير السنوي لمرصد الألغام الأرضية، أكبر عدد من ضحايا الألغام، متقدمة على أفغانستان، حيث بلغ 2729 بين قتيل ومصاب، وهي بلد غير موقع على معاهدة حظر الألغام.

والجدير بالذكر أن اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، أكدت مطلع نيسان/ أبريل الماضي، أن الحرب في سوريا أدت إلى وقوع أكثر من 11 مليون شخص تحت خطر الألغام الأرضية، ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.

مُشيرةً إلى أن الأطفال والمزارعين ورعاة الماشية وعمّال البناء وجامعي الخردة، والعاملين في المجال الإنساني، هم الفئات الأكثر عرضة للخطر.

اقرأ أيضاً: أولويات واشنطن في سوريا.. التطبيع العربي أم النفوذ الإيراني؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.