انتهى العراق من تسديد كافة تعويضات “غزو الكويت”، مع نهاية هذا العام، والبالغة أكثر من 52 مليار دولار، بعد ربع قرن من الدفع المالي للكويت.

وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، إن العراق سدد كافة تعويضات “غزو الكويت”، وقدرها 52.4 مليار دولار.

سداد الدفعة الأخيرة من تعويضات حرب الكويت، تبلغ 224 مليون دولار أمريكي، سيتم إيداعها لدى مصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وبعد تسديد تلك الديون للكويت ستدخل الحكومة في دوامة دفع مستحقات الغاز الإيراني والديون المترتبة.

— Mustafa Murad (@Mustafa29599018) December 10, 2021

وأضاف صالح بتصريحات صحفية، أن بغداد ألزمت بقرار صدر من مجلس الأمن الدولي عام 1991، بدفع كامل التعويضات عن “غزو الكويت”، بعد اجتياح صدام حسين لها.

وبين أنه: «منذ عام 1996، عندما تم توقيع مذكرة التفاهم بين الأمم المتحدة والعراق وفق برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء، بدأت بغداد يدفع التعويضات بنسبة 30 بالمئة من صفقات النفط المصدرة».

للقراءة أو الاستماع: 48 مليار دولار من العراق إلى الكويت: تعويضات غزو صدام

مضيفا، أنه وبعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، صدر القرار 1483 من مجلس الأمن، حيث حدد آلية الاستقطاع من مبيعات النفط العراقي بنسبة 5 بالمئة تسدد إلى الكويت.

من الفصل السابع إلى السادس

وأشار صالح إلى أن تلك الآلية استمرت حتى عام 2015. من ثم توقفت التعويضات إلى الكويت بسبب الظروف التي مر بها العراق، وخاصة حربه مع “داعش”.

صالح أردف، أن الآلية استؤنفت مجددا عام 2018، وأن آخر تعويضات الكويت، تم دفعها هذا العام. وكانت بواقع 3 بالمئة من كل برميل نفط عراقي مصدر.

وبحسب صالح، فإن هذا الملف سيغلق تماما في الأيام المقبلة، وأن العراق سيقوم بإجراءات دبلوماسية، للخروج من الفصل السابع.

للقراءة أو الاستماع: العراق يسلم الكويت رفات مواطنين كويتيين قُتِلوا خلال الغزو العراقي

مرجحا أن تنهي الأمم المتحدة في شهر شباط/ فبراير أو آذار/ مارس المقبل، ملف تعةيضات الكويت بشكل كامل. لتنتقل بغداد من الفصل السابع الذي يخص “الحرب والعدوان” إلى الفصل السادس الذي يخص “السلام”.

عواقب “غزو الكويت”

وبذلك، سيبقى لدى بغداد مبلغ 2 مليار دولار سنويا في خزينتها، بدلا من أن تدفعها إلى الكويت. كما كانت تفعل منذ نحو 25 عاما.

واحتل رئيس النظام العراقي السابق، صدام حسين، الكويت في عام 1990، قبل أن يتشكل تحالف دولي ضده. أجبره على الانسحاب والخروج من الكويت، عام 1991.

وكانت عواقب غزو صدام، وخيمة على العراق، فقد دخل في حصار اقتصادي دولي “خانق” منذ 1991 وحتى عام 2003. وحصل ذلك عندما أسقط نظام صدام.

للقراءة أو الاستماع: 600 مليون دولار كتعويض عن غزو العراق للكويت

وعانى أطفال العراق من نقص التغذية ومن شحة الحليب طيلة فترة التسعينيات، ما أدى إلى وفاة أكثر من مليون طفل بسبب الجوع الشديد.