وفي ظل تصاعد التوتر على الحدود الأوكرانية، وحشد أعداد كبيرة من القوات الروسية وتزايدها بشكل يومي، وعدم انصياع روسيا لدعوات العديد الدول بضرورة ضبط النفس، تلوح في الأفق عقوبات أوروبية عليها.

إذ قال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، إنهم يعدون حزمة شاملة من العقوبات لفرضها على روسيا، وكلنه لم يفصح عنها.

وجاء ذلك خلال لقائه العديد من الصحفيين قبيل مشاركته في قمة نهاية العام لقادة الاتحاد المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، الخميس 16 كانون الأول/ديسمبر.

اقرأ أيضاً: لقاء جديد بين بايدن وبوتين.. لماذا التلويح بالعقوبات الأمريكية؟

تأثير العقوبات الأوروبية على ملف سوريا

الباحث والمحلل السياسي حسن النيفي، قال للحل نت، أن العلاقة المتوترة بين أوروبا وروسيا، والتي تعود إلى مخاوف أوربية من غزو روسي لاوكرانيا سوف يكون لها تداعيات على الملف السوري.

وأضح النيفي، أن حجم هذه التداعيات مرهون بما ستسفر عنه المشكلة الأوكرانية، وبما أن العقوبات التي تتوعد بها أوروبا ستكون اقتصادية ولن تصل الى الصدام العسكري، استبعد النيفي، أن  تكون الانعكاسات كبيرة على الملف السوري.

وأشار النيفي، إلى أن أي ضغط على روسيا وخاصة من جانب أوروبا وأمريكا سينعكس إيجابا على الملف السوري.

تحذير أوروبي لروسيا

وحذر بوريل قائلاً “على روسيا خفض التصعيد وتجنب أي أفعال عدائية تجاه أوكرانيا، لأننا كأعضاء الاتحاد الأوروبي متفقون في دعم سيادة الأخيرة”.

وأشار بوريل، إلى أن قيام روسيا بأي أفعال عدائية ستجعلها تواجه بثمن سياسي واقتصادي باهظ.

لفت بوريل في البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء 14 كانون الأول/ ديسمبر،  إلى أن دبلوماسيي الاتحاد يحضرون السيناريوهات لكل أنواع الإجراءات التي قد تتخذها روسيا، لكنهم عملوا في “وضع وقائي”، على أمل تجنب المزيد من تصعيد الصراع.

وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات الروسية الأوروبية، لا يعتقد النيفي أنها ستشهد منعطفات حادة أو مفصلية، أرجع ذلك إلى أن أسباب الخلاف لا تعود ألى صدام أوروبي روسي مباشر، بل من أجل قضايا بعيدة عن أوروبا.

وأضاف النيفي، أن الصراع مهما بلغ حول أوكرانيا مثلاً أو سواها، فإن ردود الأفعال المتوقعة لن تتجاوز الحرب الاقتصادية.

الأزمة الأوكرانية:

بدأت الأزمة الأوكرانية مع روسيا فعلياً منذ أن أطاحت “انتفاضة” الأوكرانيين بالرئيس يانكوفيتش الموالي لروسيا.

وأعاد البرلمان الأوكراني العمل بدستور 2004 الذي يعزز من سلطتي البرلمان ورئاسة الحكومة، كما أسقط قانون منع التظاهر، وأصدر قانونًا بالإفراج عن يوليا تايموشنكو، إيذانًا بخروج البلاد من تحت النفوذ الروسي.

من جانبها صعدت روسيا وقامت بضم شبه جزيرة القرم إليها، فيما تم تشكيل حكومة جديدة موالية لموسكو؛ وباستفتاء حول مصير “القرم”.

عقوبات أمريكية على روسيا

كشف موقع “بلومبرغ” الأميركية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، ناقشت استهداف البنوك الروسية بعقوبات، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.

اقرأ أيضاً: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.. تمر بأسوء حالاتها بسبب البرنامج النووي الايراني

وذكر الموقع، أن أمريكا وحلفائها في أوروبا يبحثون  فرض عقوبات على “صندوق الاستثمار المباشر الروسي”.

إضافة إلى بحث قدرة روسيا على تحويل الروبل للدولار والعملات الأجنبية الأخرى، إذا ما قرر بوتين غزو أوكرانيا.

وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة قد تحد أيضا من قدرة المستثمرين على شراء الديون الروسية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.