عزل نصر الحريري من “هيئة التفاوض” السورية لهذه الأسباب

عزل نصر الحريري من “هيئة التفاوض” السورية لهذه الأسباب

كشفت مصادر خاصة داخل “الائتلاف” السوري المعارض، لـ”الحل نت” حقيقة الأنباء المتداولة، اليوم السبت، حول عزل رئيس هيئة التفاوض السابق، نصر الحريري، من عضويته داخل الهيئة التفاوضية التي يملك فيها “الائتلاف” نفوذا واسعا.

وأكدت المصادر، عزم رئيس الائتلاف، سالم المسلط، إصدار قرار داخلي خلال الأسبوع الجاري، يقضي بعزل نصر الحريري (عضو الهيئة العامة في الائتلاف حالياً) من عضويته في “هيئة التفاوض” دون الكشف حتى الآن عن الاسم البديل.

وقالت المصادر إن قرار العزل والتوافقات التي جاءت حوله أهم من الاسم البديل، معتبرة أن عزل الحريري كان يجب أن يتم بعد تولي المسلط لرئاسة الائتلاف (منتصف شهر تموز/يوليو الماضي)، إلا أن التأخير كان بسبب عدة ارتباطات خارجية للمسلط وفريق الهيئة السياسية للائتلاف.

عزل الحريري سيكون بشكل رئيسي خطوة “مهمة” تسعى فيها رئاسة الائتلاف للتقرب من السعودية، حيث قالت المصادر أن وصول المسلط إلى رئاسة الائتلاف، جاء بعد سلسلة تفاهمات بين كتل داخل الائتلاف، وخارجه. حيث وافقت دول إقليمية على فتح خط التوافق مع الائتلاف بمجرد وصول المسلط إلى رئاسة الائتلاف، شريطة إبعاد نصر الحريري عن “هيئة التفاوض”.

وذكرت مصادر “الحل نت” بأن عزل الحريري يأتي في وقت تتوافق فيه تيارات “هيئة التفاوض” من جديد، بعد الاجتماع الذي جمع “هيئة التنسيق” مع “الائتلاف” في مدينة اسطنبول التركية، خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وبينت أن إبعاد الحريري عن المشهد السياسي لدى مؤسسات المعارضة وتهميشه في الهيئة العامة، سيخفف من الاحتقان داخل “هيئة التفاوض”، وفق ما وصفته المصادر.

يشار إلى أن نصر الحريري، كان يرأس “هيئة التفاوض” منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017 وبقي في منصبه متجاوزا كل الاستثناءات القانونية حتى حزيران/يونيو 2020. بينما شهدت الهيئة تعطيلا لأعمالها (يستمر حتى الآن) بسبب رفض عدة كتل فيها (منصة القاهرة، هيئة التنسيق، منصة موسكو، بعض المستقلين والعسكريين) حضور الاجتماعات بسبب تجاوزات تنظيمية إثر انتخاب كتلة المستقلين الجدد أواخر عام 2019، وكذلك تمديد فترة رئاسة الحريري للهيئة التفاوضية.

وكانت “الهيئة” انبثقت عن مؤتمر الرياض الذي احتضنته العاصمة السعودية، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2015، واتُفق أن تكون تشكيلتها من 32 عضوا.

وفي مؤتمر “الرياض 2”، (تشرين الثاني/نوفمبر 2017) اختارت المعارضة السورية أعضاء النسخة الجديدة من “الهيئة” التي عُرفت بـ”هيئة التفاوض 2″، وضمت في المجموع 50 عضوا، واختير الحريري رئيسا لها خلفا لرياض حجاب.

وتشرف “الهيئة” بشكل مباشر على العملية التفاوضية مع حكومة دمشق، ضمن مسارات ترعاها الأمم المتحدة، بخاصة اللجنة الدستورية السورية.

السعودية تُعلق أعمال الهيئة التفاوضية

وكانت المملكة العربية السعودية علّقت عمل “الهيئة العليا للمفاوضات” المُعارضة، وذلك بدءا من نهاية شهر كانون الثاني/يناير الجاري بسبب عدم انعقاد اجتماعاتها الدورية.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، آنذاك،: “على ضوء استمرار تعطيل أعمال هيئة التفاوض السورية، فقد تقرر تعليق عمل موظفي الهيئة مع نهاية الشهر الجاري (يناير 2021)، وذلك لحين استئناف الهيئة أعمالها”.

هذا وتشير مصادر “الحل نت” إلى احتمالية عودة أعمال هيئة التفاوض في العاصمة السعودية، مطلع العام المقبل، بعد تقارب حصل بين “هيئة التنسيق” و”الائتلاف”، واتفاقهما على تشكيل وفد مشترك للتوجه إلى السعودية خلال الفترة القريبة المقبلة، والطلب منها إعادة إحياء عمل هيئة التفاوض على أراضيها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.