التواصل الروسي الأميركي في سوريا.. علاقة غير واضحة لهذه الأسباب

التواصل الروسي الأميركي في سوريا.. علاقة غير واضحة لهذه الأسباب

من الملاحظ بحسب تقارير صحيفة وتصريحات سياسية متبادلة أن شكلاً جديداً لعلاقات روسيا وأمريكا في سوريا يتم رسمه، لاسيما التواصلات المستمرة بخصوص الملف السوري.

إذ قال “أناتولي أنتونوف”، السفير الروسي في الولايات المتحدة الأمريكية في 17 كانون الأول/ ديسمبر، إن بلاده تحافظ على اتصالات مستمرة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن سوريا وخاصة في التعاون عبر القنوات العسكرية.

وأوضح السفير الروسي، أن التعاون والتبادل المستمر والسريع للمعلومات العسكرية بين البلدين، يساهم في تجنب الحوادث غير الضرورية والخطيرة في سوريا.

وجاءت هذه التصريحات في مقابلة للسفير الروسي، في “نيوز ويك” الأمريكية.

ووصف السفير، وجود القوات الأمريكية في سوريا بأنه “غير قانوني” وتحتل نحو ثلث الأراضي السورية، واعتبره أمراً غير مقبول. مضيفا، “نفترض أن القوات الأمريكية وغيرها من القوات العسكرية غير الشرعية يجب أن تنسحب من جميع أنحاء سوريا”.

اقرأ أيضاً: نهاية الحرب في سوريا: كيف يمكن لروسيا وأمريكا العمل سويًا؟

أمريكا لا تعطي الملف السوري أولوية

المحلل السياسي، حسام نجار، قال لـ “الحل نت”، أن أمريكا لم تكن موافقة على اتفاقيات سوتشي وأستانا لأسباب عدة. وبعد التعديل في بعض البنود ورعاية المبعوث الدولي لهذه الاتفاقيات تم القبول بها.

لذلك اعتبر نجار، أن الموقف الروسي تجاه القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا، يصفها أنها ليست شرعية. وبدورها تقوم أمريكا بالضغط على الروس وحصارهم.

وقال نجار: “أن من المعروف للجميع بما فيهم روسيا أن الحل في سورية بيد أمريكا. لذلك ستبقى خطوط التواصل في حدودها البسيطة هذه حتى تقرر أمريكا البدء بالحل النهائي”.

ولفت نجار، إلى أنه لا يوجد معوقات في التواصل الأمريكي والروسي، فالأخيرة تلبي حاجات إسرائيل وأمريكا تعطي حلفاءها كل الإمكانيات على الأرض من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه، على حد وصفه.

أمريكا وروسيا وتفاهمات في ملف سوريا

وفي حديث سابقلنائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، في حزيران/ يونيو 2021، أشار إلى حصول تقارب في وجهات النظر الروسية والأمريكية بخصوص الملف السوري، وذلك بعد القمة التي عقدت في جنيف 16 حزيران/ يونيو، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن الأخيرة.

وقال بوريسوف بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في حزيران/ يونيو الماضي، حول تقارب وجهتي النظر الروسية والأمريكية بعد قمة بوتين بايدن، “أفدت الأسد بذلك، وفي ما يخص الملف السوري في قمة بوتين بايدن تم ترسيم إمكانية استمرار الحوار المباشر بين الطرفين حول الملف السوري”.

واللافت أن تصريحات المسؤول الروسي جاءت بالتزامن مع تصريح للرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن بشار الأسد “شخص غير موثوق به”.

وقال الباحث والسياسي، بسام القوتلي، لـ “الحل نت”، في وقت سابق، إنّ توصل البلدين لاتفاقات حول سوريا ستكون ضمن أمور معينة، ضمن رؤيتها لمحاصرة الصين التي تعد حاليا العدو الأول لها، وكون واشنطن غير مهتمة بالمنطقة العربية حالياً.

ويشير القوتلي في حديثه لـ”الحل نت”، إلى أنّه سابقاً تحالفت أميركا مع الصين ضد الاتحاد السوفيتي. والآن هي مستعدة للتحالف مع موسكو ضد بكين. وسيكون ذلك بتقديم تنازلات لروسيا في سوريا.

اقرأ أيضاً: صربيا تفتح بوابة أوروبا مع دمشق.. هل تنجح المساعي الروسية؟

تقارب أمريكا وروسيا من أجل المساعدات الإنسانية

وتركز إدارة بايدن على الجانب الإنساني في الملف السوري، ولذلك يلعب هذا الجانب دوراً كبيرة في التقارب النسبي بين الأمريكان والروس.

وفي تقرير لمركز “الحوار السوري”، تطرق فيه إلى مكتسبات حققتها روسيا بسبب اهتمام أمريكا بالجانب الإنساني وبعدها عن السياسي، بالتالي عززت وجودها ونفوذها في المنطقة، ومهّدت لبناء تفاهم أوسع بين الجانبين الأمريكي والروسي.

وأشار التقرير، إلى أن أهم المكتسبات، تغاضي الولايات المتحدة عن خطوات بعض الدول لإعادة تعويم نظام الأسد، وتخفيف بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، وقيام روسيا بمحاولة استمالة “قوات سوريا الديموقراطية- قسد” والتمدد في مناطقها دون ردات فعل أمريكية.

موقف إدارة جو بايدن من روسيا

شهدت العلاقات الأمريكية الروسية توتراً كبيراً منذ تسلم جو بايدن رئاسة البيت الأبيض. ودارت عدة أحاديث حول قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لاسيما بعد سحب موسكو لسفيرها في واشنطن “أناتولي أنطونوف”.

وفي وقت سابق من 2021، أشارت تصريحات الرئيس الأمريكي إلى أنه غير مهتم بتحسين العلاقات مع روسيا. لاسيما بعد أن زادت النشاطات الروسية في منطقة الشرق الأوسط. وأهمها الانتشار العسكري الكبير في سوريا، وسعيها للدخول إلى لبنان من خلال مشاريع اقتصادية. جاء ذلك وفق دراسة أعدها مركز دراسات غرب آسيا، إضافة إلى استخدام روسيا لـ”الفيتو” لمنع دخول مساعدات إنسانية إلى سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.