أفاد مصدر مسؤول في الإدارة الذاتية إن عدد حالات الاغتيال التي تبناها تنظيم الدولة-(داعش) في مخيم الهول خلال العام الجاري بلغ 90 حالة قتل، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الحالات التي جرت خلال العام 2020.

وكان الحل نت قد وثق خلال عام 2020 وقوع 26 حالة قتل على الأقل في مخيم الهول، من بينها مقتل 22 لاجئاً عراقياً وثلاثة نازحين سورييّن وامرأة من الجنسية الروسيّة، فيما قدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان العدد حينها بـ33 حالة.

اقرأ أيضا: الكشف عن منفذي جرائم القتل في مخيم الهول

الأسباب

وأرجع شيخموس أحمد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في شمال وشرقي سوريا أسباب زيادة حالات القتل في المخيم مقارنة بالعام الفائت، إلى “تمكن التنظيم من إعادة تنظيم نفسه وعودة خلاياه إلى نشاطها مجددا في البادية السورية وريف دير الزور والعراق المجاور، خاصة وأن داعش ينتعش كلما تعرضت مناطقنا إلى تهديد من دول مجاورة كتركيا”، بحسب تعبيره.

وأضاف أحمد أن “المخيم يعتبر أحد المراكز الأساسية للتنظيم، حيث تتنتشر خلاياه، وبات له تنظيم و حسبة ويفرض الإتاوات، لذا من المحتمل أن تزيد محاولات القتل خلال العام 2022 في حال بقيت الأوضاع على ما هي عليه”.

وشهد المخيم منذ بداية الشهر الجاري مقتل نازحتين سوريتين، وإصابة لاجئين عراقيين اثنين في حوادث إطلاق نار، كما عثرت القوات الأمنية في القطاع الخامس من المخيم على أسلحة مزودة بكواتم صوت.

وخلال تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت قتل أربعة لاجئين عراقيين من بينهم رئيس المجلس العراقي لـ اللاجئين في مخيم الهول رغم خروجه مع عوائل سورية وعراقية من القطاعين الأول والرابع إلى قسم الاستقبال في المخيم بعد تلقيهم لتهديدات، كما اعتقلت القوات الأمنية 14 شخصا بتهمة المشاركة في عمليات اغتيال ضمن المخيم.

وأفادت مصادر من المخيم الحل نت أن إدارة المخيم تعمل على تأمين الحماية للأشخاص الذين يتعرض للتهديد من جانب خلايا التنظيم عبر نقلهم وعوائلهم إلى قسم الاستقبال أو إلى أماكن أكثر أماناً.

وأضافت المصادر أن التنظيم عمل خلال الفترات الماضية على اغتيال العديد من الأشخاص الذين عملوا سابقا في صفوفه، وذلك بشبهة تواصلهم مع إدارة المخيم المدنية أو القوى الأمنية فيه.

ضبط المخيم مؤجل

و حول مشروع سابق لتحسين أوضاع المخيم لتأمينه وإعادة ضبطه، قال شيخموس أحمد إن الإدارة الذاتية قدمت للاتحاد الأوربي في وقت سابق من العام الجاري مقترحاً لبناء ملاحق ومراكز تأهيل للسيطرة على المخيم ومنع عمليات التهريب، لكنها لم تحصل على أية مساعدات.

وأضاف أن “الإدارة الذاتية لا تستطيع أيضا تحسين أوضاع المخيم وضبط الأمن فيه جراء قلة إمكاناتها وهو ما يحتاج إلى دعم دولي”.

وتستمر عمليات إخراج النازحين السوريين واللاجئين العراقيين من المخيم ضمن خطة تقول الإدارة الذاتية إنها تهدف إلى إفراغه من السوريين، فيما تقوم بنقل عوائل إلى مخيم روج بمنطقة ديريك-(المالكية) لإبعادهم عن المتشددين.

وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي تمتلك رعايا في المخيم باستعادتهم إلا أن عدد الدول التي وافقت على مطلبها لا يزال قليلا، حيث يضم المخيم أكثر من 57 ألف شخص ينتمون إلى أكثر من 50 دولة، بينهم نحو2450 عائلة لمقاتلي التنظيم.

اقرأ أيضا: بواسطة «مُسدس كاتم للصوت».. مقتل لاجئ عراقي في “مخيم الهول” شرقي الحسكة

اعتقال قيادي خطير في داعش

وفي سياق متصل نشرت قوات سوريا الديمقراطية أمس اعترافات من وصفته بأحد أخطر قيادات داعش، الذي كان مكلفاً بالتخطيط والتنفيذ لعملية اقتحام سجن الغويران في مدينة الحسكة، بهدف إطلاق سراح سجناء التنظيم المحتجزين فيه.

وقال محمد عبد العواد إنه خطط لتأمين الأسلحة والذخيرة وسيارتين مفخختين وقيادة 14انتحاريا في عملية الهجوم المحتملة،لكن العملية فشلت.

وأضاف العواد في تسجيل مصور أنه قاد كتيبة “الدبابات والمدرعات” في عام 2014 إبان الهجوم على كوباني، كما شارك في الهجوم على مطار الـT4 العسكري.

وقال المكتب الإعلامي لقسد إن عملية أمنية بمشاركة قوى الأمن الداخلي أسفرت عن إحباط مخطط اقتحام سجن الحسكة واعتقال أعضاء الخلية التي كان يقودها “محمد عبد العواد”، بينما تمكن هو من التواري عن الأنظار.

وأضافت أنه جرى اعتقاله لاحقا من جانب وحدات المهام الخاصة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية وبدعم ومشاركة من قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.