تتضاعف أعداد الأطباء المتخصصين في التجميل على حساب الاختصاصات الأخرى، حتى أن بعضها أصبحت من النوادر في سوريا، ومنها التخدير والصدرية والجراحة الصدرية والأطباء العصبية والجراحة العصبية.

وقال نائب نقيب الأطباء في سوريا غسان فندي، اليوم 30 كانون الأول/ ديسمبر، أن الرغبة لدى الأطباء في العامين الأخيرين في الاختصاص بأمور التجميل طغت على أي اختصاص”.

اقرأ أيضا: العمليات الجراحية في سوريا ستتوقف لهذه الأسباب

أطباء يتجهون نحو التجميل في سوريا

وأشار فندي، إلى أنه “يوجد حاليا العديد من الاختصاصات النادرة في سورية منها التخدير والصدرية والجراحة الصدرية والأطباء العصبية والجراحة العصبية رغم أنها تلاقي رواجا هائلا في الغرب والدول المجاورة وبالتالي هناك وفرة في اختصاص وندرة باختصاص آخر”.

وجاءت هذه التصريحات لنائب نقيب الأطباء، في لقاء مع صحيفة “الوطن” المحلية. ولفت من خلاله، إلى أن الجامعات السورية خرجت في السنتين الأخيرتين أطباء مختصين في التجميل في سوريا أضعاف عدد الأطباء المختصين بهذه الاختصاصات النادرة.

وتوقع فندي، أن يكون عدد الأطباء في سورية ما بين 25 إلى 27 ألف طبيب.

ويأتي ذلك مع ارتفاع تكاليف عمليات التجميل في سوريا. حيث قد تبدأ تكلفة عملية تجميل في سوريا بما يعادل 200 دولار أمريكي وفوق.

عدد أطباء التخدير قليل جدا

وأكد فندي، أن عدد الأطباء الذين اختصوا تخدير خلال 10 سنوات الماضية لا يتجاوزن أصابع اليد في كل عام، وبالتالي، فإن دمشق  دقت ناقوس الخطر، ما قد يتسبب في توقف العمليات الجراحية وزيادة أوقات الانتظار ومعاناة رعاية المرضى.

وقالت رئيسة رابطة التخدير وتدبير الألم في نقابة الأطباء، زبيدة شموط، الخميس، في وقت سابق من 2021، إن هنالك خطر حول النقص الحاصل في أطباء التخدير في البلاد. مشيرة إلى أن هناك مشفيين حكوميين وهما الزهراوي والتوليد الجامعي في دمشق ليس فيهما أطباء تخدير.

وأوضحت زبيدة، أنه في سوريا في الوقت الحالي ما يقارب 500 طبيب تخدير. لكن البلاد بحاجة إلى أقل ما يمكن إلى 1500 طبيب لتغطية جزء من النقص، دون وجود حلول جذرية.

اقتراحات تدرسها الحكومة

وفيما يتعلق بتعويض النقص بأطباء التخدير، قال فندي، إن النقابة لم تبلغ حتى الآن بأي قرار للجنة الاقتصادية حول زيادة تعويض أطباء التخدير.

وأعرب نائب نقيب الأطباء، عن أمله بتحسين في تعويضاتهم رغم أن هناك عدة عقبات يصطدمون بها. وبالتالي فإن هناك بعض الأمور تقع على عاتق أطباء التخدير فيما بينهم وأمور أخرى تقع على عاتق الحكومة لتحسين وضعهم.

وبالنسبة للاقتراحات التي تدرسها الحكومة لتحسين الوضع، بيّنت زبيدة شموط خلال حديثها مع صحيفة “الوطن”، أن زيادة التعويض لاختصاص التخدير إلى 300 بالمئة، وفصل وحدات التخدير عن الوحدات الجراحية.

ولفتت رئيسة الرابطة، إلى أن النسبة الكبرى من أطباء التخدير هم بين 55 إلى 65 عاما. وهم في مرحلة التقاعد على حين يوجد فقط ثلاثة أطباء هم تحت الـ30 عاماً. إضافة إلى أنه لا يوجد إلا أربعة أطباء مقيمون. وبالتالي «نحن في تدهور مستمر»، حسب قولها.

اقرأ أيضا: نحو 10 آلاف طبيب غادروا سوريا عام 2015 ونقص اختصاصات التخدير والطوارئ

مستقبل العمليات الجراحية في خطر

يعد طبيب التخدير هو أساس كل عمل جراحي وبغيابه لا يمكن إجراء أي عملية. وفي سوريا يؤكد العاملون في المجال الطبي، أن جميع خريجي هذا القسم من المتوقع أن يغادر البلاد.

وبالإضافة إلى ذلك، لا ينكر الأطباء أن السبب الرئيس لمغادرة بعض الاختصاصين من سوريا وهو المشافي الخاصة. لأن هناك مشافي هي عبارة عن حيتان تمتص دم طبيب التخدير الذي يعيش تحت رحمتها، وفق ما قالته شموط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.