يواجه النفوذ الإيراني والعسكري تهديدا بالانحسار، لا سيما مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، ورغبة روسيا وفق تقديرات محللين بإبعاد قوات طهران عن عدد من المناطق السورية، لا سيما في الجنوب وبعض مناطق الساحل.

وفي مؤشر على تهديد الميليشيات الإيرانية جنوبي سوريا، شهدت مناطق الجنوب خلال الفترة الماضية، تنفيذ قوات إسرائيلية “مهام خاصة” في عمق الأراضي السورية، بهدف إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود بين سوريا وإسرائيل، وفق ما ذكرت تقارير صحفية يوم أمس الاثنين. 

فرقة خاصة لضرب إيران في سوريا؟

وبحسب ما نقل موقع قناة “الحرة” الأميركية عن مصادر إسرائيلية فإن “فرقة هبشان” التابعة للجيش الإسرائيلي، تواصل نشاطها في الجولان السوري المحتل لتأمين ما تعتبره حدودها مع سوريا. في حين لا تقتصر النشاطات العسكرية على الجنود الإسرائيليين المنتشرين خلف خط فك الاشتباك، الموقع عام 1974 في داخل الجولان.

قد يهمك: قوات روسية في ميناء اللاذقية.. ما سر تحرك موسكو؟

وبحسب المصدر فإن العمليات نفذتها “قوات خاصة في عمق الأراضي السورية، لمنع أي تهديد أمني من قبل إيران أو مليشيات موالية لها، على غرار حزب الله اللبناني”.

وتقول تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية إنه “وبعد العمليات الأخيرة والضربات الجوية، فإن إيران سحبت نحو 75 بالمئة من القوات الموالية لها في سوريا منذ مقتل قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري) مطلع عام 2020”.

ما أبعاد التحركات الإسرائيلية والروسية؟

يفسر الباحث رشيد حوراني، هذه العمليات، انطلاقا من أن روسيا لجأت مؤخرا لإفساح المجال أمام إسرائيل بالتصعيد في مناطق الجنوب السوري، وذلك بعد أن أخفقت موسكو بإبعاد الميليشيات الإيرانية وفق المدى المتفق عليه مع أميركا وإسرائيل (حتى 80 كم من حدود إسرائيل).

ويقول حوراني في حديثه لـ“الحل نت“: “اليوم تلجأ روسيا وإسرائيل وأميركا إلى إظهار ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأمني الذي جرى بينهم في القدس في العام 2019، روسيا أطلقت يد إسرائيل، وتأتي بعدها لتلعب دور الحامي والمانع لهذه الضربات، وحالة استهداف مرفأ اللاذقية وانتشار الروس فيه بعد ضربه إسرائيليا هو نموذج سنلاحظ زيادة وتيرته في القادم من الأيام”. 

 واعتبر أن روسيا ستكون ملتزمة بما تم الاتفاق عليه، مع كل من اسرائيل وأمريكا، لأنها تعول بعد ذلك على إطلاق يدها لاقتراح الحل السوري وفق رؤيتها.

يتزامن إعلان إسرائيل عن تلك العمليات في الجنوب السوري، مع تنفيذ طائرات عسكرية روسية بالاشتراك مع سلاح الجو السوري لدوريات على طول الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان السوري المحتل.

وهو الأمر الذي أكدته روسيا عبر بيان لوزارة دفاعها أوضحت خلاله أن: “مسار الدورية المشتركة مع سلاح الجو السوري، كان على طول الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان من الشمال الى الجنوب، وبعد ذلك حلقت الطائرات الحربية على طول جزء من الحدود مع الأردن، ومن هناك إلى منطقة الفرات والشمال“.

وحول التحرك الروسي الأخير، يردف رشيد حوراني قائلا: “تتمثل الأبعاد بأمرين، إما استنزاف روسيا أكثر في سوريا، بحيث تعول أمريكا على شقاق بين الروس والإيرانيين، أو تعويم روسيا للتخلص من نفوذ إيران كبداية على يد الروس، ومن ثم التخلص من النفوذ التركي كمرحلة ثانية“.

الجدير ذكره أن القوات الإسرائيلية شنت في منتصف شهر آب/أغسطس الماضي، غارة جوية على منطقة الحضر، جنوبي سوريا استهدفت فيها مواقع عسكرية للجيش السوري، كما ألقت الطائرات الإسرائيلية مناشير تحذيرية للضباط السوريين مكتوبة باللغة العربية للابتعاد عن التشكيلات الإيرانية أو تلك التابعة لها.

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام المقبل. حيث جاء ذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانية في كل من سوريا ولبنان.

قد يهمك: روسيا وتفاصيل الغارات الإسرائيلية.. دعاية حربية أم إحراج لبشار الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة