أوعز محافظ الحسكة، غسان حليم خليل، السبت، للشرطة الحكومية لطرد المئات من العوائل النازحة التي قصدت منطقة المربع الأمني بمدينة الحسكة على خلفية هجوم تنظيم “داعش” على سجن الصناعة  بحي الغويران، فيما أرجعت مصادر الأسباب إلى محاولة القيادات الحكومية للتغطية على عملية فساد وسرقة للمواد الإغاثية، ولإرباك عمليات التمشيط التي تحدث في الأحياء المحيطة بالسجن.

وأفاد الناطق باسم “مجلس أعيان الحسكة”، ثابت الجوهر، “الحل نت” بأن المحافظ وقائد الشرطة في الحسكة أوعزا لمراكز الشرطة بـ”إخلاء مراكز الإيواء التي تضم المئات من العوائل إلى خارج منطقة المربع الأمني بعد مرور نحو عشرة أيام على استقبالهم في عدد من المطاعم والصالات”.

وأضاف المصدر أن “الحادثة ترافقت مع إزالة خيمتين كانتا قد نصبتا لاستقبال النازحين في منطقة ما بين الجسرين خلال فترة المواجهات وكانت وسائل الإعلام الحكومية تستغل ذلك للترويج باستقبال نحو 3500 عائلة، في حين أن العدد لم يكن يتجاوز الـ500 عائلة على أكثر تقدير”.

للقراءة أو الاستماع: تنظيم “داعش” يحترق بناره ودماء عناصره.. آخر أيام التنظيم

وأرجع الجوهر السبب في طرد النازحين إلى “محاولة من القيادات الحكومية للتغطية على عمليات الفساد وسرقة المواد الإغاثية، التي تصل عبر منظمة الهلال الأحمر، حيث كان موجة النزوح فرصة للتغطية والاستفادة من كميات متبقية وصلت مؤخرا”.

وأشار المصدر إلى وجود مجموعات من العمال تعمل على فرز المواد الغذائية، كالسكر والشاي والزيت وكل ما تحويه تلك السلات الغذائية المسروقة من حصة النازحين تمهيدا لبيعها عبر سماسرة، مضيفا أن “هذه العملية  مستمرة منذ سنوات وهي ليست متعلقة بحادثة لنزوح الأخيرة”.

تعريض حياة المدنيين للخطر

وتوقع الجوهر أن يكون من بين الأسباب محاولة من المحافظ لإرباك “القوى الأمنية” و”قوات سوريا الديمقراطية” التي تقوم بعمليات تمشيط وإحراجها من خلال تعريض حياة المدنيين للخطر في حيي غويران والزهور ولا تزال تجري فيهما بعض الاشتباكات حتى اليوم.

وأضاف أن المحافظ كان قد طالب عدد من المنظمات بتقديم المساعدة للنازحين في وقت سابق ولكن مجموعة من المنظمات أوقفت المساعدات بعد إجراء زيارة ميدانية للمربع الأمني، ولا يمكن استبعاد أن يكون من بين أهدافه الضغط على هذه المنظمات للحصول على كميات من المساعدات الإضافية.

 وتسبب هجوم التنظيم على السجن في الـ20 من الشهر الجاري ،وخروج خلايا للتنظيم من حي الغويران بموجة نزوح شملت نحو 90% من سكان المنطقة المحيطة بالسجن.

وكانت القيادات الحكومية قد افتتحت مطعم البستان بجانب الملعب البلدي والصالة الرياضية وعدد من المباني في المربع الأمني، المكون من شارعي القامشلي وفلسطين، كمراكز إيواء مؤقتة.

و يضم سجن الصناعة نحو 3500 معتقلا للتنظيم، كان المهاجمون قد سيطروا على أجزاء واسعة منه وأطلقوا سراح مجموعة من السجناء، لكن قوت “قسد” وقوى الأمن الداخلي “الآساييش” تمكنت من السيطرة على السجن بعد نحو أسبوع من المواجهات، فيما لا تزال عمليات التمشيط مستمرة في أحياء الغويران و الزهور في محيط السجن.

للقراءة أو الاستماع: استياء شعبي من استمرار بقاء سجون مقاتلي “داعش” بين الأحياء السكنية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.