بخط متواز، تتفاقم حالات العنف بأنواعه في العراق بشكل كارثي، ويتكيف العراقيين يوما بعد يوم مع الفواجع التي تضرب بهم من كل حد وصوب، إذ بات الفضاء العراقي يكاد لا يخلو يوميا من حادثة قتل أو تعنيف، أو هجوم إرهابي يثخن معاناتهم، ناهيك عن وقائع الانتحار اليومي.

وفي سياق ذلك، وأثناء ما كانت العوائل العراقية، تنتظر إنتهاء امتحانات نصف السنة، التي يؤديها أبنائهم وسط واقع تربوي مزري، اشتعل الرأي العام العراقي، بوفاة تلميذة في إحدى مدارس الجانب الأيمن من مدينة الموصل، بمحافظة نينوى، أثناء تأديتها الامتحانات إثر تعرضها لنزيف، قيل إن “طردها من المدرسة لعدم ارتدائها الحجاب”، تسبب به.

لا علاقة بالحجاب!

الحادثة التي هزت منطقة “الموصل الجديدة” والعراق أجمع، شككت قيادة شرطة المحافظة بروايتها التي تم تناقلها عن سبب الوفاة، لافتة إلى أن نتائج التحقيقات الأولية تفيد بعدم طرد الطالبة من القاعة الامتحانية.

وبحسب بيان لقيادة الشرطة اطلع عليه موقع الحل-نت، إن “الطفلة التي تدرس بمدرسة (أغادير الابتدائية)، في المرحلة الأخيرة من الدراسة الابتدائية، قد تم نقلها إلى المستشفى، وتسليمها بكتاب من مركز الشرطة المختص الى دائرة الطب العدلي”، مؤكدا أنه “سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية من قبل القضاء بحق من تثبت إدانته”.

وأكد أن “قائد شرطة نينوى، اللواء ليث الحمداني، أمر بتشكيل فريق عمل من ثلاثة ضباط تحقيق أكفاء للتحقيق بملابسة حادث الوفاة، بعد أخذ موافقات قاضي التحقيق المختص، والتعاون مع دائرة الطب العدلي، وإن فريق التحقيق قد توجه لمحل الحادث، والتقى مع لجنة التحقيق الإداري المشكلة من قبل المديرية العامة لتربية نينوى داخل المدرسة، والاستفادة من كاميرات المراقبة”.

“مشكلة بالقلب” ولجان تحقيق

ودونت إفادة والد المجنى عليها، والمدعي بالحق الشخصي، إضافة إلى افادة عمها “كمخبر وشاهد” في التحقيق، وإن النتائج الأولية للتحقيق بأن، المجنى عليها لم تُطرد من داخل قاعة الامتحان، وقد خرجت من المدرسة قبل الساعة الـ8 صباحا، أي قبل بدأ الامتحان، وفقا للبيان، الذي يشير إلى أن، سبب الوفاة “مرض في القلب وكذلك لا يوجد آثار شدة خارجية”، مبينا أنه، سيتم الكشف عن سبب خروجها من المدرسة، وعدم تأدية الامتحان بعد الانتهاء من مراحل التحقيق.

وكانت وزارة التربية العراقية، دخلت على خط الحادثة، قائلة في بيان رسمي تابع موقع الحل-نت، إن “وزير التربية، حميد الدليمي، قد وجهة بمتابعة قضية وفاة الطفلة سما، واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق المقصرين”.

المكتب الإعلامي للتربية أكد في البيان، أن “الوزير أمر الجهات المعنية في تربية نينوى بإيلاء الموضوع الأهمية القصوى، والتأكد من صحة الأنباء التي تم تداولها بخصوص منع الفقيدة من الدخول لأداء الامتحان قبل أن تفارق الحياة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.