رجح باحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن يتأثر تماسك تنظيم “داعش” بعد تكشف حقائق جديدة من وراء عملية اقتحام سجن الصناعة في الحسكة، ومن ثم مقتل زعيمه عبدالله قرداش في عملية للقوات الأمريكية بريف إدلب، شمال غربي سوريا.

وأفاد الكاتب الصحفي المصري والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، هشام النجار، “الحل نت” أن قيادات التنظيم “ركزت في خططها على نجاة قيادات عراقية وعائلاتها من خلال صفقات ومساومات مع جهات وأطراف نافذة على حساب توريط عناصر التنظيم وتركهم لمصيرهم”.

ولم يوضح الباحث ما هي هذه الصفقات، إلا أنه أضاف أن “عملية اقتحام سجن الصناعة بالحسكة والحقائق التي تكشفت من ورائها من شأنها التأثير على ما تبقى من تماسك التنظيم”.

مشيرا إلى أن “قرداش كان يدير “داعش” حتى قبل مقتل البغدادي، وهو ما سيترك تأثيره أيضا على التنظيم بعد اغتياله”.

“أجنحة جديدة”

واستدرك الباحث أن “أجنحة من داخله ستحاول الاستفادة من التخلص من قرداش رغم تأثيره، وستحاول التغطية على فضائح توريط العناصر العادية وعقد صفقات على حسابهم لنجاة قادة التنظيم العراقيين وعائلاتهم، مع بدء مرحلة جديدة بقيادتها”، وفق تعبيره.

وأضاف النجار “أنه لا يمكن إغفال هذا التنازع والانقسام الداخلي في قراءة مقتل زعيم التنظيم في أعقاب اقتحام سجن الحسكة لأن الرغبة في الانتقام والوشاية حاضرة في المشهد، علاوة على دور “هيئة الجولاني” المسيطرة على إدلب”.

وأشار إلى أن “هيئة تحرير الشام” بقيادة الجولاني لا تتوانى في تقديم خدمات كبيرة فيما يتعلق بتسهيل قنص إرهابيين مطلوبين لمخابرات أجنبية مقابل ما تطلبه من اعتراف دولي بسلطتها على غرار ما جرى مع طالبان”.

وتمكنت قوة أمريكية خاصة من محاصرة زعيم التنظيم في منطقة بريف إدلب شمال غربي سوريا، قبل أن يقتل نفسه ومن حوله، بحسب قيادات أمريكية.

وأثارت إقامة زعيم “داعش” في منطقة لا تبعد عشرات الأمتار عن حواجز لـ”هيئة تحرير الشام” تساؤلات عن احتمالية ضلوع “الهيئة” في المساهمة في اغتياله، خاصة وأن منزله لا يبعد عن قرية باريشا التي قتل فيها البغدادي بعملية مماثلة قبل عامين، سوى 65 كلم.

للقراءة أو الاستماع: عبد الله قرداش.. ما دور العراق وإسرائيل بمقتل زعيم تنظيم “داعش”؟

“دعم للأكراد”

وحول دلالات عملية اغتيال زعيم “داعش” أشار الباحث إلى وجود ما وصفه بـ”حسابات خارجية متعلقة بإثبات وقوف بعض الجهات مع مسار مكافحة الإرهاب خاصة مع ما تركته عملية سجن الحسكة من رسائل وإشارات سلبية” حيث بدا الأكراد بمفردهم في مواجهة الإرهاب والتنظيم”.

وأضاف النجار أن “مصالح إيران السياسية وضربات تركيا ضد الأكراد قوّت “داعش””، معتبرا أن “عملية قتل قرداش جاءت كما لو كانت هناك رغبة في تغيير هذا الانطباع وأن هناك تضامن من الولايات المتحدة مع الأكراد في مواجهة التنظيم”.

وكانت “القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية”، قد انتقدت “التحالف الدولي” واتهمته بفتح المجال الجوي أمام تركيا لقصف مناطق في تل تمر وعين عيسى وريف ديرك ومقتل أربعة من مقاتليها في القصف.

في سياق مماثل، كتب ممثل مكتب “مجلس سوريا الديمقراطية” في واشنطن، بسام اسحق، الجمعة، على حسابه في موقع “فيسبوك” أن “أحد أهداف عملية تصفية زعيم تنظيم “داعش” حسب المحللين هنا في واشنطن، هو توضيح أن أميركا ليس من يفتح المجال الجوي لتركيا لتنفذ عمليات في شمال شرق سوريا”.

وأضاف أن المحللون يرون أن “العملية تشكل إحراج كبير لتركيا حيث تظهرها بأنها غير متمكنة من الوضع الأمني في أماكن نفوذها في الشمال الغربي السوري، و هذا رد على عملية الحسكة التي كانت تهدف إلى التشكيك في قدرات “قسد” على بسط الأمن في مناطق سيطرتها”.

وأشار إسحق إلى أن “الرئيس بايدن بين في خطابه بأن “قسد” لعبت دوراً في تصفية زعيم “داعش” و شكرها على ذلك و أكد على استمرار الشراكة الأمريكية معها، وقد ذكرها بالاسم ثلاث مرات”.

للقراءة أو الاستماع: بعد القضاء على زعيم داعش.. هل يستفرد الجولاني بالشمال السوري؟

من هو قرداش؟

وكان عبدالله قرداش وهو لقب لأمير محمد عبدالرحمن المولى، زعيم التنظيم، الذي تولى قيادته عقب مقتل أبو بكر البغدادي عام 2019، حيث ينحدر من قضاء تلعفر بريف الموصل، ويعتبر قرداش المسؤول الأول عن عملية استهداف الإيزيديين في منطقة سنجار وقتل الآلاف من الرجال والنساء، واختطاف الآلاف من النساء والأطفال.

وتشير تقارير صحفية إلى تنفيذ التحالف الدولي لنحو 40 عملية استهداف لقيادات “داعش” وآخرين من حركات جهادية في كل من إدلب وريفي رأس العين-(سري كانيه) وتل أبيض-(كري سبي) الواقعة تحت النفوذ التركي.

للقراءة أو الاستماع: مقتل خليفة آخر .. ما الذي يربط بين بن لادن والبغدادي والقريشي؟