كشفت تسريبات لبيانات مصرفية من بنك “سويس كريدي”، ثاني أكبر بنك في سويسرا، عن معلومات تتعلق بحسابات بنكية ضخمة، شملت تفاصيل الحسابات المرتبطة بـ30 ألف عميل من عملاء أحد أكبر البنوك الخاصة بالعالم، وهذا التسريب كشف ثروة المستفيدين من أكثر من 100 مليار فرنك سويسري (108 مليارات دولار) تم إيداعها في واحدة من أشهر المؤسسات المالية في سويسرا، وأبرزهم عبد الحليم خدام.

في حين لم يتم الكشف عن الطريقة التي تسربت فيه بيانات الحسابات، كما لم يصدر أية بيانات من البنك أو المصادر المصرفية الرسمية في سويسرا.

تفاصيل ثروة عبد الحليم خدام في سويسرا

صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، بيّنت أمس الأحد، ثروة نائب الرئيس السوري السابق، عبد الحليم خدام، التي جمعها ونقلها إلى سويسرا أثناء خدمته في الحكومة قبل أن ينشق ويهرب إلى فرنسا.

ووفقا للمعلومات المسربة، فقد جمع خدام عشرات الملايين من الدولارات، من النقد وأسهم الشركات والقصور الفخمة، وهو مبلغ لا يصدق من الثروات لموظف حكومي، وفق وصف الصحيفة. 

وتُظهر تفاصيل حساب “سويس كريدي” الخاص بخدام، والذي شاركه مع زوجته وأبنائه الثلاثة، أن الأسرة كانت قد جمعت ثروة كبيرة قبل توليه الحكومة، وأنشئ الحساب في عام 1994، وفي أيلول/سبتمبر 2003، بلغ رصيده أكثر من 90 مليون فرنك سويسري (أكثر من 97 مليون دولار أميركي).

ومنذ أن توفي خدام في عام 2020، لم يستجب أبناؤه للمكالمات الهاتفية أو الطلبات المتكررة المرسلة عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية، بشأن حقيقة هذه الثروة. كما لم يعلق البنك السويسري على حساب عائلة خدام، لكنه قال إنه يلتزم بالسياسات واللوائح ذات الصلة.

للقراءة أو الاستماع: عودة “رفعت الأسد” تثير مخاوف “أسماء“.. “فراس طلاس” يكشف خفايا «العودة المشبوهة»

ثروة خال بشار الأسد

كذلك ضمت قائمة هوية رجل الأعمال السوري، محمد مخلوف، والد رامي مخلوف (ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد) الذي يعمل في صناعات تجارية مثل التبغ والعقارات والبنوك والنفط من بين 30 ألف عميل نشرت بياناتهم داخل تسريبات البنك السويسري.

كمية المال المودعة في حساب خال الرئيس السوري، بشار الأسد، محمد مخلوف (توفي عام 2020)، لم تذكر في الصحيفة، على الرغم من أن نفوذه في سوريا أكبر بكثير من عبد الحليم خدام، كونه من ضمن الدائرة العائلية لأسرة الأسد الأب والابن.

للقراءة أو الاستماع: أيمن زيدان يدافع عن عباس النوري بوجه حزب “البعث” ومؤيدي رفعت الأسد

شخصيات عربية

هذه البيانات التي تم الكشف عنها، حصلت عليها صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، التي قالت إن مصدرا مجهولا أرسلها لها على صندوق بريد آمن البيانات، وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان المصدر الذي أرسل المعلومات شخصا واحدا أم مجموعة. 

وعنونت الصحيفة البيانات، بـ”من الملك الأردني إلى رئيس المخابرات اليمنية، هؤلاء الرجال المثيرون للجدل لديهم حسابات في البنك السويسري الرئيسي”. ومن بين الشخصيات العربية، ورد اسم الجزائري خالد نزار، الذي شغل منصب وزير الدفاع حتى عام 1993. كما شملت نجلي الرئيس المصري الأسبق الراحل حسني مبارك، والرئيس السابق لجهاز المخابرات بمصر عمر سليمان.

للقراءة أو الاستماع: صحيفة فرنسية تكشف سراً جديداً حول هروب رفعت الأسد لسوريا

 أكثر الرجال فسادا

تأتي التسريبات بعد أيام، من اتهام ابن عم رئيس سوريا الحالي، الحكومة الفرنسية بممارسة العدالة الوطنية لإجبار رفعت الأسد – شقيق الرئيس السوري السابق – للعودة إلى البلاد. بعد 36 عاما قضاها في المنفى بفرنسا. حيث حُكم عليه أمام القضاء الفرنسي قبل أشهر بالسجن أربع سنوات بتهمة غسل أموال و الاختلاس.

وتعليقا على تصريحات خدام بأن “الرئيس السوري الأسبق قدم 300 مليون دولار من الأموال العامة لرفعت”، أجاب ريبال، أن “خدام تحدث في البداية برقم 500 مليون دولار، لكنه خفض المبلغ لاحقا بما يتماشى مع رقم الادعاء”.

كما وصف ابن رفعت الأسد، خدام، الذي توفي في باريس في العام 2020، بأنه “أكثر الرجال فسادا في تاريخ سوريا”. مشيرا إلى أن وزير الدفاع السابق، مصطفى طلاس، “كان يتباهى بكيفية تعزيز وصول بشار إلى السلطة. وكيف وقف ضد رفعت الأسد، وكان يصفه بأنه عميل موال لأميركا والغرب، وألف كتابا عن ذلك”.

كما نفى ريبال، سرقة والده لمئات الملايين من الدولارات من سوريا أثناء توجهه إلى منفاه. مزمعا على أن “أي أموال مفقودة يمكن تفسيرها بحل سرايا الدفاع في سوريا بعد إبعاد والدي. حيث استوعبت وحدات أخرى قوات السرايا ومعداتها وميزانيتها”.

وغادر رفعت الأسد (84 عاما) سوريا عام 1984 بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد شقيقه حافظ. وقد أعلن معارضته لابن أخيه بشار الأسد بعد توليه الرئاسة العام 2000.

للقراءة أو الاستماع: رفعت الأسد في سوريا: معلومات جديدة عن دور ابنه سومر في تحدي أسماء الأسد