تشهد الأسعار في سوريا ارتفاعات يومية باتت تطال معظم المواد الأساسية، كما طالت الارتفاعات قطاع اللحوم والدواجن، لتسبب حرمانا لشريحة واسعة من السوريين من هذه المنتجات، ويعلل التجار ذلك بأسباب مختلفة، منها الحرب على أوكرانيا، ومنها الوقود والكهرباء.

ومع اقتراب شهر رمضان، بدأت الموجة الأكبر في ارتفاع الأسعار، ما سيحرم العائلات السورية، التي اعتادت على وجود اللحوم بأنواعها كطبق رمضاني رئيسي، لتتحول هذه المائدة إلى مائدة رمضانية نباتية.

زيادة جديدة في أسعار الدواجن

أطلقت لجنة مربي الدواجن مؤخرا تحذيرات عديدة من تدهور القطاع، حيث  زيادة أسعار الأعلاف ونقصها في السوق، ترافقت في الوقت ذاته مع موجة الصقيع والعاصفة الحالية التي سببت أضرارا كبيرة لم يتم إحصاؤها بعد وفقا للجنة المربين، مما يعني زيادة في التكاليف والأسعار مع قرب بداية شهر رمضان الذي عادة ما يشهد زيادة في الطلب، حسب موقع “المشهد” المحلي.

ونقل الموقع عن الخبير في الإنتاج النباتي والحيواني عبد الرحمن قرنفلة، أن تكلفة الكيلوغرام الواحد من الفروج الحي أصبحت اليوم 7575-8000 ليرة وفقا لنجاح تربية القطيع، وذلك بعد ارتفع سعر طن الصويا لـ3.5 مليون ليرة، وطن الذرة لـ2.3 مليون ليرة.

وأوضح قرنفلة، أن تكلفة صحن البيض في أرض المدجنة أصبح 14.500 ليرة، مبينا أن قطاع الدواجن يعتمد بشكل شبه كامل على المواد المستوردة، فالإنتاج المحلي من الذرة الصفراء لا يغطي 10 بالمئة من الحاجة، أما الصويا فلا زراعة محلية لها أبدا، وبالتالي فإن أي ارتفاع في تكاليف الإنتاج سينعكس على سعر الفروج والبيض، وكذلك على المربين حيث يوقف الارتفاع الحاد في التكاليف التربية نتيجة عدم القدرة على شراء مستلزمات الإنتاج.

ولفت قرنفلة، إلى أن الكثير من مربي الدجاج البياض عرضوا القطعان للبيع قبل انتهاء عمرها الإنتاجي بـ4 أشهر، حتى لا تتراكم خسائرهم عما هي عليه أساسا، كما أعرض المربون عن البدء بتربية أفواج جديدة لعدم قدرتهم على شراء الأعلاف.

إقرأ:اختفاء الفروج عن موائد السوريين بعد شهرين.. ماهي الأسباب؟

الارتفاع ليس جديدا

في نفس السياق، كان موقع “الحل نت”، تابع منذ شهر شباط/فبراير الماضي، الارتفاع في أسعار الدواجن والبيض، حيث تجاوز سعر طبق البيض 12 ألف ليرة في المحال، والفروج ما بين 12 ألف وما فوق لكيلو الفروج المذبوح، و22 ألف ليرة وما فوق لكيلو الفروج المشوي، حسب نوعه ووزنه.

كما تابع الموقع، عزوف العديد من العائلات، عن شراء الفروج الجاهز، لارتفاع سعره بمعدل يصل إلى نحو ربع الراتب، أي نحو 33 ألف ليرة لوزن 1,5 كيلو، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 150 ليرة قبل الحرب.

ولفت “الحل نت”، إلى الانخفاض الكبير الذي تشهده صناعة الدواجن ، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، و واردات الأعلاف، وانقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى زيادة شبه يومية في أسعار الدجاج اللاحم والبياض، فضلا عن انخفاض القوة الشرائية للمواطنين، مما نتج عنه التخلي الكثير من الناس عن مشترياتهم.

ويرى خبراء اقتصاديون، أن هناك عاملين مهمين لاستقرار صناعة الدواجن، الأول تحقيق التوازن بين مستويات الدخل وقيمة المنتج، والثاني إعادة التمويل لقطاع الدواجن من قبل مستوردي الأعلاف، وهو ما لن يحدث حتى استقرار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا والذي أدى إلى النقص الكبير في واردات الحبوب بشكل عام، ومنها ما يتم اعتماده لتغذية الدواجن.

قد يهمك:دمشق: ارتفاع سعر الفروج البروستد.. 3 فراريج تُعادل راتب موظف

وينتقد مراقبون عدم تدخل المؤسسة العامة للأعلاف، للوقوف ضد الاستغلال الذي يمارسه التجار بحق المربين، واحتكارهم للأعلاف حتى يبيعوها بالسعر الذي يحلو لهم، دون أي تدخل منها، سوى التأكيد بأنها لن ترفع الأسعار الآن، بينما يتحمل المواطن ضريبة كل ما يجري من ارتفاع الأسعار، ليبحث مع اقتراب رمضان عن بدائل ليست أكثر من أنواع من البهارات والمنكهات البديلة للحوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.