لا يزال شبح الأزمات يطارد السوريين، في ظل عجز الحكومة عن كبح جماح هذه الأزمات المتتالية. حيث نشهد كل يوم نقصا في مادة ما أو ارتفاعا في الأسعار، فضلا عن تراجع الليرة السورية مقابل النقد الأجنبي بين الحين والآخر، الأمر الذي أصبح منهكا للمواطنين السوريين وأصبح حديثهم اليومي عن كيفية إدارة شؤونهم المعيشية في ظل تدني رواتب ودخل السوريين بشكل عام.

من جانبها، الحكومة السورية لا تفعل شيئا سوى إلقاء اللوم على التجار وتلاعبهم بالأسعار أو أن الأزمة عالمية ويجب على المواطنين التحمل والصبر!

تراجع كبير في الإنتاج

كشف عضو مجلس إدارة جمعية صناعة الألبان والأجبان السورية، أحمد السواس، أن بعض الورش أغلقت نتيجة ارتفاع تكاليف العملية الإنتاجية لـ الألبان والأجبان، وذلك لعدم قدرتها على تأمين المستلزمات للاستمرارية، وحذر السواس من تراجع كبير في كميات الإنتاج و ذلك في حال استمرت تكاليف الإنتاج بالارتفاع.

وأضاف عضو مجلس إدارة جمعية صناعة الألبان والأجبان في تصريحات لإذاعة “شام إف إم”، قبل يومين، أن الحليب هي المادة الأساسية في صناعة الألبان والأجبان وأن ارتفاع سعره سيكون له تأثير على جميع المواد المرتبطة به مثل الألبان والأجبان.

وأشار السواس إلى أن الحل يكمن في توفير مادة المازوت للحرفيين بكميات كافية، حيث يتم تأمين الكميات وفقا للمتاح فقط من قبل الحكومة، مبينا إلى أن الحرفيين يضطرون لشراء المازوت بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، التي تتراوح بين الـ5000 – 6000 لليتر الواحد.

كما ألقى السواس، في تصريحات صحفية قبل أيام، اللوم على الحرفيين، حيث وصف التصدير بأنه “مرض يصيب” الحرفيين الأمر الذي من شأنه يرفع تكلفة الحليب والجبن. مبينا أن نسبة التصدير حاليا تتراوح بين 20 و30 بالمئة من الإنتاج المحلي.

وأضاف السواس، في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية قبل أيام، أن الإمارات وأربيل في العراق تستأثران بأغلبية صادرات الجبن، بما في ذلك الجبن العكاوي والتشيكي والشلل، وكذلك الجبن المطبوخ. والذي أدى إلى رفع أسعار الألبان والأجبان.

وتابع: أن الحليب يتم تهريبه إلى لبنان من منطقة القصير القريبة من الحدود، وأن الكميات المهربة ليست كبيرة، لكن لها تأثير على إنتاج الحليب وتوافره، وفق تعبيره للصحيفة المحلية.

قد يهمك: الحليب ومشتقاته إلى أعلى سعر في دمشق .. ما علاقة الخبز اليابس؟

الأسباب

قال السواس بحسب تصريحه لإذاعة ” شام إف إم”، أن سعر كيلو اللبن اليوم يتراوح بين 2700 – 2500 ليرة سورية، والجبنة البلدية بـ13  ألف ليرة وهي الأكثر استهلاكا.

أما سعر كيلو اللبنة بـ9000 ليرة، مضيفا “مع ذلك ما تزال اللبنة من أرخص الأنواع، ونحاول ألا يصل الارتفاع لأرقام أعلى”، وفقا لعضو مجلس إدارة جمعية صناعة الألبان والأجبان السورية.

ونتيجة لارتفاع تكلفة الأعلاف، قام بعض المربين بذبح الأبقار وبيعها لحوم لتجنب دفع مصاريف العلف. فخلال السنوات الثلاث الماضية، انخفضت الثروة الحيوانية بحدود 35 بالمئة، بحسب قول السواس.

تنمو الأسعار بمعدل مرتفع وبشكل غير معقول في البلاد لا سيما بعد تدهور الاقتصاد بمعدل ينذر بالخطر. فلا تمييز بين المناطق أو القوى المهيمنة عندما يتعلق الأمر بارتفاع الأسعار في سوريا، إلا أنه أثار مؤخرا احتجاجات في جنوب البلاد، حيث طالب المتظاهرون بإدارة مستقلة بعيدا عن حكومة دمشق.

ومع ارتفاع الأسعار الجنوني الذي أصاب الأسواق السورية لاسيما في المواد الغذائية، عزف السوريون عن استهلاك العديد من المنتجات والاستغناء عن الكثير منها، فكان من أبرز المواد الغذائية التي تتصدر المائدة السورية هي الأجبان والألبان.

وبحسب مراقبين، يبدو أنه مع اقتراب شهر رمضان ستكون هناك موجة أخرى في ارتفاع الأسعار، الأمر الذي سيحرم العائلات السورية من العديد من المواد التي اعتادت على تناولها في هذا الشهر.

قد يهمك: تصدير الألبان والأجبان يرفع أسعارها في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.