مع ارتفاع أسعار منتجات الألبان إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات، من المحتمل أن تشهد صناعة الألبان في سوريا نموا في الإيرادات بنسبة 35 بالمئة في هذه السنة، ويرجع ذلك أساسا إلى انتعاش الطلب على منتجات القيمة المضافة، ومبيعات الحليب السائل الثابتة وارتفاع أسعار التجزئة بعد أن قطعت الحكومة عن المربين الدعم واضطر العديد منهم لاستخدام طرقا غير اعتياديه لإطعام المواشي.

ارتفاع جنوني لمنتجات الأبقار

وشهدت أسعار الحليب ومشتقاته في أسواق دمشق ارتفاعا جديدا خلال اليومين الماضيين، حيث وصل سعر كيلو الحليب إلى 2200 ليرة، بعد بيعه بـ 2000 ليرة. كما تراوح سعر كيلو اللبنة البلدية بين 9 و10 آلاف ليرة بعد أن كان يباع بسعر 8 آلاف وتراوح سعر كيلو الجبنة البلدية بين 13 و14 ألف ليرة بعد أن كان يباع بـ12 ألف ليرة.

https://twitter.com/thevoicesyria1/status/1504881890364375043?s=20&t=s86XVwHhAxPEJ0kOas9ROw

وعزا أحمد السواس، عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية للألبان والأجبان، سبب الزيادة إلى ارتفاع الطلب على الألبان والأجبان بنسبة 35 بالمائة خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى أن حالة خوف المواطنين في الوقت الحالي ومع اقتراب شهر رمضان، وارتفاع الأسعار وقلة توافر المواد أدى إلى ارتفاع الطلب على الألبان.

وفي تصريح لـصحيفة “الوطن” المحلية، بيّن السواس، أن نقص المازوت المستخدم في النقل واستخدامه في صناعة العبوات المملوءة بالحليب، لعب دورا في رفع أسعار الحليب ومشتقاته، مضيفا، و”تفاديا لتوقف الإنتاج من الحليب والجبن، يضطر الحرفيون حاليا إلى شراء المازوت من السوق السوداء بسعر 4300 ليرة لليتر”.

وأوضح أن الحليب زاد سعره على مرحلتين على مدار أسبوعين، حيث ارتفع سعر الكيلو الأسبوع الماضي 100 ليرة، وارتفع هذا الأسبوع بمقدار 75 ليرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار مشتقات الألبان والأجبان أيضا.

للقراءة أو الاستماع: ليس بسبب ارتفاع أسعارها.. السوريون يبتعدون عن شراء الألبان والأجبان

الخبز اليابس بدل أعلاف الحكومة

وأكد السواس، أنه بعد أن رفعت الحكومة الدعم عن مربي الأبقار، بدأ تجار الأعلاف في التلاعب بأسعارهم في السوق، حيث تقوم نسبة من مربي الأبقار الآن بتغذية أبقارهم بالخبز اليابس بدلا من العلف.

وقال عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية للألبان والأجبان، إن وزارة الزراعة كانت توزع مخصصات الأعلاف على مربي الأبقار، لكنها توقفت عن ذلك منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مما أجبر المربين على اقتنائها من السوق السوداء بتكاليف باهظة.

وبخصوص حركة التصدير، كشف السواس، عن توقف تصدير السمن الآن، رغم أن سعره لم ينخفض ​​بل ارتفع. لكن تصدير الجبن مستمر ولم يتوقف، وخصوصا إلى العراق والإمارات العربية المتحدة.

وقال إنه في الوقت الحاضر، ازداد الطلب على الجبن السوري من الإمارات والعراق. وارتفعت نسبة الشحنات بالتوازي مع شهر رمضان المقبل، مبينا أن هذا المنتج مرغوب فيه من هاتين الدولتين.

وفيما يتعلق بالحصول على الغاز المدعوم، أوضح لذات الصحيفة، أن الحرفيين الحاصلين على رخصة مزاولة المهنة فقط يحصلون عليه، بينما أصحاب البقالة الذين يصنعون الحليب واللبنة في محالهم لا يحصلون على الغاز. وأضاف أن الجمعية ستقدم طلبا إلى الإدارة المحلية خلال اليومين المقبلين من أجل توفير الغاز لأصحاب البقاليات.

للقراءة أو الاستماع: بعشرات الأطنان.. أسباب تراجع استهلاك منتجات الألبان والأجبان في سوريا

التصدير والتهريب

تنمو الأسعار بمعدل مرتفع وبشكل غير معقول في البلاد لا سيما بعد تدهور الاقتصاد بمعدل ينذر بالخطر. فلا تمييز بين المناطق أو القوى المهيمنة عندما يتعلق الأمر بارتفاع الأسعار في سوريا. إلا أنه أثار مؤخرا احتجاجات في جنوب البلاد، حيث طالب المتظاهرون بإدارة مستقلة بعيدا عن حكومة دمشق.

ولا تزال الحكومة السورية تبتعد في تبريراتها للغلاء عن الواقع، حيث أشارت هذه المرة وفي حديثها عن ارتفاع تكاليف الألبان والأجبان وتفاوت الأسعار، إلى أن ارتفاع الأسعار بين محل وآخر في السوق ناتج عن الغش وتلاعب التجار بنسب الدهون في الحليب. فضلا عن زيادة التهريب إلى لبنان والتصدير نحو العراق.

ونتيجة لارتفاع تكلفة الأعلاف، قام بعض المربين بذبح الأبقار وبيعها لحوم لتجنب دفع مصاريف العلف. فخلال السنوات الثلاث الماضية، انخفضت الثروة الحيوانية بحدود 35 بالمئة.

وقد ازدادت في الآونة الأخيرة مشاكل الثروة الحيوانية، تزامنا مع فقدان الحكومة السورية القدرة الاقتصادية لدعم المربين. إضافة إلى مغادرة الكثير من المربين وتركهم المراعي والهجرة أو حتى التفكير بأعمال أخرى.

وأدت عشر سنوات من النزاع وانعدام الأمن وحالات النزوح في سوريا، إلى استمرار تدهور الحالة الإنسانية. حيث يعاني 60 في المئة من السكان السوريين من انعدام الأمن الغذائي. و26 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمن والتقزم.

للقراءة أو الاستماع: عائلات سورية تعزف عن الألبان والأجبان وأخرى تشتري بـ”الوقية”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.