مع ارتفاع الأسعار الجنوني الذي أصاب الأسواق السورية لاسيما في المواد الغذائية، عزف السوريون عن استهلاك العديد من المنتجات والاستغناء عن الكثير منها، فكان من أبرز المواد الغذائية التي تتصدر المائدة السورية هي الأجبان والألبان.

رئيس جمعية الأجبان والألبان في دمشق، عبد الرحمن الصعيدي، أرجع انخفاض الاستهلاك لمادة الأجبان والألبان، إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي نتج عنه كثرة العرض وقلة الطلب.

وأكد الصعيدي، أنه بالرغم من استقرار أسعار المواد المنتجة، إلا أن نسبة استهلاك الأجبان والألبان ككل انخفضت 15 بالمئة عما كانت عليه سابقا.

اقرأ أيضا: بعشرات الأطنان.. أسباب تراجع استهلاك منتجات الألبان والأجبان في سوريا

أسباب أخرى لانخفاض استهلاك الألبان والأجبان

الصعيدي، أوضح أن هناك أسباب تتعلق بالحرفيين، حيث إنهم يستلمون مخصصاتهم من المازوت والغاز الاصطناعي، بنسبة 60 بالمئة فقط، مما يؤثر على عملهم واتجاههم لتأمين المادة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

وطالبت الجمعية الحرفية لصناعة الأجبان والألبان المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق، باعتماد الشهادة الحرفية المصدقة أصولا لتسهيل معاملات كافة الحرفيين في استلام بطاقة تكامل لاستلام الغاز الصناعي.

وطالبت بضم ملاك حرفيي ريف دمشق للجمعية، لأن عدد كبير من الحرفيين بالريف مسجلين لدى الجمعية الحرفية لصناعة الأجبان والألبان ومشتقاتها بدمشق بموجب قرار وزير الصناعة لعام 2008، مما يسهل على الحرفيين متابعة معاملاتهم لاستلام مادتي المازوت والغاز الصناعي.

ولفت رئيس جمعية الأجبان والألبان، بأن الحرفيين يعانون حاليا من ارتفاع الضرائب بشكل كبير ومجحف، ودعا الحكومة بمراعاة ظروف عمل الحرفيين الحالية، وتأمين مستلزمات العمل، وإعفاء المشاريع الجديدة لعدة سنوات من الضرائب حتى تتمكن من الانطلاق بالعمل، ودعم الإنتاج.

أسعار الأجبان والألبان

حول أسعار الجبنة والألبان في سوريا، اشترطت الجمعية الحرفية للألبان والأجبان في دمشق، استمرار تحسن توزيع المحروقات على حرفيي الجمعية من قبل الحكومة، لتخفيض أسعار منتجات الألبان في الأسواق، وذلك في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعا غير مسبوقا في تلك المنتجات.

وأكد رئيس الجمعية في تصريحات سابقة نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية أن: “توزيع المازوت لحرفيي الجمعية تحسن منذ 15 الشهر الماضي وحصل 80 بالمئة من الحرفيين على المادة التي باتت اليوم متوافرة لهم بسعر 1700 ليرة بعد أن كان يتم شراؤها من قبلهم من السوق السوداء بسعر 3500 ليرة”.

وأشار الصعيدي إلى زيادة مخصصات الحرفيين العاملين في مجال صناعة منتجات الحليب منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وقال: “أصبح الحرفي يحصل على 3 أسطوانات غاز كل عشرة أيام بدلا من أسطوانتين. مشيرا إلى أن توافر المازوت بالسعر الصناعي وزيادة كمية الغاز للحرفيين ساهما بانخفاض الأسعار بنسبة ضئيلة بحدود 5 بالمئة”.

ويعتقد الصعيدي أن استمرار تأمين الغاز والمازوت للحرفيين، سيؤدي إلى انخفاض أسعار المنتجات، بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 بالمئة.

وحول ذلك أضاف: «في حال توافرت المراعي المجانية للأغنام بشكل أكبر وجيد خلال شهر شباط القادم ستصل نسبة الانخفاض إلى 20 بالمئة، شريطة ألا يصدر أي قرار بتصدير الأغنام».

اقرأ أيضا: رغم تجميد قرار إنتاجها.. 90 في المئة من ألبان وأجبان دمشق وريفها من إنتاج نباتي

الثروة الحيوانية السورية تعاني من أزمة

هذا وقد ازدادت في الآونة الأخيرة مشاكل الثروة الحيوانية، تزامنا مع فقدان الحكومة السورية القدرة الاقتصادية لدعم المربين، إضافة إلى مغادرة الكثير من المربين إلى ترك المراعي والهجرة أو حتى التفكير بأعمال أخرى.

وبناء على بيانات وزارة الزراعة السورية، فقد تراجعت أعداد الثروة الحيوانية في سوريا من نحو 25 مليون رأس غنم سنويا قبل 2011، إلى أقل من 10 ملايين، وفق وسائل إعلام محلية.

ذلك بعد أن كانت الثروة الحيوانية في سوريا تساهم بشكل كبير في الأمن الغذائي، كما كانت تلعب دورا اقتصاديا كبيرا في الدخل وتأمين فرص العمل، وتدخل منتجاتها في العديد من الصناعات النسيجية الرائدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.