للأسبوع الثالث على التوالي تسجل الأسواق السورية انخفاضاً في استهلاك مواد الألبان والأجبان، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار وضعف القوة الشرائية للسوريين.

وتراجع الاستهلاك اليومي من منتجات الحليب خلال الأسبوع الماضي، بمقدار 50 طن يومياً في دمشق وحدها، حيث انخفض الاستهلاك من 200 إلى 150 طناً.

انخفاض القدرة الشرائية

وأكد رئيس جمعية الألبان والأجبان عبد الرحمن الصعيدي أن التراجع في المبيعات، يعود لانخفاض القدرة الشرائية عند الناس، مشيراً إلى أن هنالك تراجع يومي في استهلاك منتجات الحليب.

تسعيرة غير منصفة؟

ورغم تراجع الاستهلاك وصف الصعيدي تسعيرة كيلو الحليب بـ 1600 ليرة سورية، بـ«غير المنصفة»، وذلك لأن تكلفة إنتاج كيلو الحليب حالياً تصل للمبلغ المذكور ذاته.

وأشار الصعيدي إلى وجود نقص كميات الحليب المنتجة تتراوح بين 60- 65 بالمئة، متأثرة بذلك من الخسائر في قطاع الثروة الحيوانية، لافتاً إلى أن تحسين الإنتاج يحتاج إلى ترميم النقص في الثروة الحيوانية المنتجة للحليب.

قد يهمك: الفواتير ممنوعة في سوريا.. مستحيل تطبيقها لهذه الأسباب

وكانت العديد من المواد الغذائية سجلت انخفاضاً في استهلاكها في الأسواق السورية، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية للأهالي، أبرزها اللحوم.

وأعلنت جمعية اللحامين في سوريا قبل أيام انخفاض قدرة السوريين على شراء اللحوم، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تشهدها في البلاد.

وقال رئيس الجمعية إدمون قطيش في تصريحات نقلتها صحيفة تشرين إن الشهر الجاري سيشهد زيادةً على تسويق اللحوم بنسبة تتراوح بين 10- 15 بالمئة خلال الشهر الجاري، تزامناً مع أعياد الميلاد ورأس السنة.

وأوضح قطيش أن قدرة السوريين على شراء اللحوم انخفضت بشكل كبير، إذ تحولت طريقة شراء اللحوم من «شراء كيلوغرامات لحمة إلى أوقيات، أو مخصصات وجبة واحدة، وذلك بسبب انخفاض القدرة الشرائية، إلى جانب انقطاع الكهرباء».

أزمة الثروة الحيوانية

وازدادت مؤخرا مشاكل الثروة الحيوانية، تزامنا مع فقدان السلطات السورية القدرة الاقتصادية لدعم المربين في مناطق نفوذها، وفق التقارير.

يأتي ذلك إلى جانب فقدان الأمن بسبب فوضى الحرب المندلعة في البلاد، الأمر الذي دفع بالكثير من المربين إلى ترك المراعي والهجرة أو حتى التفكير بأعمال أخرى.

وبناء على بيانات وزارة الزراعة السورية، فقد تراجعت أعداد الثروة الحيوانية في سوريا من نحو 25 مليون رأس غنم سنويا قبل 2011، إلى أقل من 10 ملايين.

ذلك بعد أن كانت الثروة الحيوانية في سوريا تساهم بشكل كبير في الأمن الغذائي.

كما كانت تلعب دورا اقتصاديا كبيرا في الدخل وتأمين فرص العمل، وتدخل منتجاتها في العديد من الصناعات النسيجية الرائدة.

أسباب أخرى للتراجع

أشارت التقارير إلى أن هناك أسباب أخرى لتراجع الثروة الحيوانية في سوريا، إلى جانب فقدان الأمن وتدهور الاقتصاد.

إذ تراجع الثروة الحيوانية، بسبب الجفاف ونقص المياه، فضلا عن مشكلة نقص المراعي التي تترافق مع إهمال الحكومة السورية للمربين.

إضافة إلى الأمراض التي تتعرض لها “القطعان“، وعدم إمكانية تأمين الأدوية لها.

وبالتالي، بات مربو المواشي أمام خيارين، إما بيع قطعانهم بالخسارة، أو الهجرة إلى المدن للعمل في مهن أخرى.

اقرأ أيضاً: “ارتفاع أسعار جديد”.. الخبز السياحي يسجل أرقاماً قياسية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.