بعد استهداف قاعدة “التنف”.. كيف ترّد الولايات المتحدة على الإيرانيين؟

بعد استهداف قاعدة “التنف”.. كيف ترّد الولايات المتحدة على الإيرانيين؟

لا يزال الغموض يخيم على تبعيات استهداف قاعدة “التنف” التابعة للتحالف الدولي عند مثلث الحدود العراقية الأردنية السورية، من قبل عدة طائرات مسيرة، أمس الأربعاء.

ولم يتضح حتى اللحظة ما إذا كان هذا التصعيد يحمل تأثيرات على الرؤية الأميركية للملف السوري أو الحضور الأميركي في المنطقة، وسط تساءلاتٍ كثيرة حول كيفية شكل الرد الذي ستقوم به واشنطن.

في حين، تأتي أهمية القاعدة، كونها موقع عسكري متقدم يُسهل لقوات “التحالف الدولي” تنفيذ أي هجوم سواء في سوريا أو العراق.

اقرأ أيضاً: مسيرة تستهدف قاعدة “التنف” التابعة للتحالف الدولي

إيران وميليشياتها في سوريا

بتقدير “طالب الدغيم”، الباحث والكاتب في الشأن السياسي السوري، فإن «إيران وميليشياتها المتواجدة في المنطقة الشرقية هي من تقف وراء الاستهداف، وذلك كرد فعل على استهداف إسرائيلي لنقاط تابعة للميليشيات الإيرانية في البادية السورية بتدمر قبل أيام».

حيث أن إيران «ترغب بتوجيه رسائل لأميركا على أنها قادرة على استهداف مواقع للتحالف الدولي وضرب مصالحهم، وأن لديهم من الميليشيات في الشرق الأوسط ما يجعلهم وكلاء حقيقيون في المنطقة أكثر من تركيا وإسرائيل وحتى دول الخليج»، وفقاً لـ”الدغيم”.

للمزيد اقرأ أيضاً: استهداف القاعدة الأميركيّة في “حقل العمر النفطي” شرقي دير الزور

رسائل إيرانية؟

تعتبر إيران أن هذا التصعيد هو إثبات لقوتها في سوريا، وبعث رسائل مبطنة لأميركا في حال تعثرت المفاوضات الدولية في جنيف، ما ينعكس سلباً على أي تطور جديد في الشرق الأوسط. بحسب “الدغيم”.

وتابع «هذا التصعيد يقلق واشنطن، لكن بالمقابل لايزال الأميركيون يتغاضون عن هذه الممارسات، وربما سيكون هناك رد فعل على الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المنطقة».

غير أن “الدغيم” يتوقع أن الرد قد يأخذ وقتاً، كطابع روتيني من خلال مجريات التحقيق الأميركي في عملية الاستهداف.

كما يتوقع أن تكون الضربات الأميركية على مواقع الميليشيات محدودة- إن حصلت- دون تصعيد سياسي أو حتى عسكري كبير، في وقتٍ تكون أبرز الأوليات ذات الأهمية لواشنطن اليوم ، هي منطقة شرق آسيا والصراع مع الصين.

الهدف من التصعيد

“وجدان عبد الرحمن”، الباحث والمختص بالشأن الإيراني، يرى أن «التصعيد- بلا شك- يولد تصعيد».

مُشيراً أن هذا الأمر «سيترتب عليه تصعيد من قبل التحالف رداً على الميليشيات الإيرانيّة».

ولا يعتبر هذا التطور العسكري هو الأول من نوعه، ففي أواخر حزيران/ يونيو الماضي، تعرضت القاعدة الأميركيّة في “حقل العمر النفطي” بريف دير الزور الشرقي، لعدة قذائف صاروخيّة، حيث اقتصرت الأضرار على الماديّة فقط.

كما سبق أن سقطت ثلاثة صواريخ من نوع (كاتيوشا)، قرب القاعدة الأميركيّة في حقل “كونيكو” للغاز بريف دير الزور الشرقي، دون وقوع إصابات.

لكن اليوم قد تشهد المنطقة مزيداً من هذه التطورات لعدة أسباب، أبرزها التعنت الإيراني بخصوص العودة إلى الاتفاقية النووية، وامتلاك طهران كميات كبيرة من اليورانيوم، فضلاً عن تطوير الأجهزة المركزية الإيرانية.

كل هذه الأمور قد تدفع التحالف الدولي إلي اتخاذ خطوات ملموسة اتجاه إيران، وخاصةً أن الأخيرة تريد توجيه رسائل لواشنطن بهدف الضغط على إسرائيل للحد من ضربات سلاحها الجوي على مواقع الميليشيات الإيرانيّة في سوريا، وفق “عبد الرحمن”.

قد يهمكم: قصفٌ يطال كوباني وتل رفعت.. هل حصلت أنقرة على ضوءٍ أخضر للتصعيد؟

وتقع قاعدة “التنف” على بعد 24 كم غربي معبر “التنف”، عند الحدود السورية مع الأردن والعراق، وقد أنشأها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية عام 2014، لمحارية تنظيم “داعش”.

وتتمركز في القاعدة القوات الأميركية والبريطانية، كما يتدرب فيها قوات من المعارضة السورية المحلية (جيش مغاوير الثورة السورية)، بهدف القيام بدوريات لمواجهة خلايا التنظيم.

وتأتي أهمية قاعدة التنف، كونها موقع محوري لمنع القوات الإيرانية من الحصول على موطئ قدم أكثر في المنطقة.

وكانت القاعدة قد كلفت جزءاً صغيراً من الميزانية المخصصة لقوة التدريب والتجهيز، لمكافحة داعش، والبالغة 200 مليون دولار، وفقاً لتقارير سابقة.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.