قصفٌ يطال كوباني وتل رفعت.. هل حصلت أنقرة على ضوءٍ أخضر للتصعيد؟

قصفٌ يطال كوباني وتل رفعت.. هل حصلت أنقرة على ضوءٍ أخضر للتصعيد؟

تشهد مناطق شمال شرقي سوريا في الآونة الأخيرة، تصعيداً لحدة التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة.

في وقتٍ استهدفت، الأربعاء، طائرة مسيرة قيل إنها تركية، عربةً تابعة للمجلس التنفيذي لإقليم الفرات في كوباني، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين، بينهم مسؤول إداري في الإدارة الذاتية بمدينة كوباني، شمالي حلب.

للمزيد اقرأ: ضحايا باستهداف طائرة مسيرة لسيارة في كوباني شرقي حلب

وقال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات، “محمد شاهين”، إن «طائرة مُسيرة تركية، استهدفت سيارتين تابعتين للإدارة الذاتية، في تمام الساعة الثالثة والربع من عصر الأربعاء، أمام مبنى هيئات المجلس التنفيذي وسط كوباني».

وأضاف “شاهين” لـ(الحل نت): أن «القصف أسفر عن إصابة أربعة، بينهم المسؤول الإداري والمالي لهيئة العدالة الاجتماعية في إقليم الفرات، “بكر جرادة” ومقتل اثنين من عاملي الإدارة، وهما “فارس مزي” من قرية بوغاز التابعة لكوباني و”حمزة حمزة” من قرية كورك التابعة لكوباني أيضاً».

وناشد المجلس التنفيذي في إقليم الفرات، خلال بيانٍ صحفي، «المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب في شمال شرقي سوريا، كي لا تتكرر مثل هذه الهجمات».

محملاً القوات الروسية مسؤولية الهجوم، كونها «حملت على عاتقها حماية الحدود السورية التركية»، بحسب البيان.

في حين أشار بيان لقوى الأمن الداخلي(الأسايش)، إلى أن الاستهداف جاء بهدف «ضرب الاستقرار» في كافة مناطق شمال شرقي سوريا.

اقرأ أيضاً: بعد يومٍ دامٍ.. أطراف خفية تسعى إلى استمرار الصراع في سوريا

استهدافات تركية متكررة

وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف بها طائرات مسيرة مناطق شمال شرقي سوريا، منذ أن سيطرت القوات التركية رفقة فصائل المعارضة المسلحة على مدينتي رأس العين وتل أبيض أواخر 2019.

ففي حزيران/ يونيو 2020، قصف طائرة مسيرة، يعتقد أنها تركية، منزل في قرية “حلنج” بريف كوباني الشرقي، أسفرت عن مقتل ثلاثة نساء، بينهن ناشطة نسوية.

وكان طيران مجهول، يعتقد أنه تركي، قد ألقى قنابلاً على مركز تابع لقوى الأمن الداخلي في مدينة كوباني، أواخر نيسان/ أبريل 2020، خلّف أضراراً مادية في المكان .

وفي الـ24 من آب/ أغسطس الماضي، قتل أربعة قياديين في وحدات حماية الشعب التابعة لـ”قسد” في قصف تركي جوي على بلدة تل تمر.

كما قتل قيادي آخر في اليوم نفسه باستهداف طائرة مسيرة مجهولة على طريق “القامشلي – عامودا” شمالي الحسكة.

تصعيد تركي على ريف حلب وحشد حكومي مقابل إدلب

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، أن قصفاً صاروخياً نفذته القوات التركية على مناطق عدة في ناحية تل رفعت بريف حلب الشمالي، خاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية والقوات الحكومية، ويوجد فيها قاعدة عسكرية روسية، دون معلومات عن خسائر بشرية، ذلك في إطار استمرار التصعيد التركي على المنطقة.

ووفقًا لمصادر المرصد الحقوقي، فإن مجموعات من المهام الخاصة في الفرقة الرابعة بالجيش السوري، وصلت إلى مطار منغ العسكري خلال الساعات الفائتة، حيث لا يزال العناصر متواجدون في المطار ينتظرون الأوامر العسكرية للانتشار مقابل مناطق عفرين وإدلب.

وكانت طائرة استطلاع تركية قد ألقت، منتصف الشهر الجاري، منشورات ورقية على مدينة تل رفعت، حيث كانت تحلق في أجواء ريف حلب الشمالي الشمالي.

وتضمنت المنشورات تهديداً بتطهير مدينة تل رفعت من «القوات الكردية» على حد وصفهم، وحث المدنيين على «التعاون مع قواتها قبل فوات الآوان»، وفقاً للمرصد.

وكالة (رويترز)، نقلت قبل أيام عن مسؤولين أتراك قولهم إنّ: «تركيا تستعد لشن عملية عسكرية ضد قوّات سوريا الديمقراطيّة، رداً على هجمات أسفر أحدثها عن مقتل جنديين تركيين، وذلك في حال فشلت محادثات مرتقبة مع واشنطن وموسكو بهذا الشأن».

كذلك ادعت صحيفة (ملييت) التركية في تقرير نشرته، أنه: «من المتوقع أن تهدف العملية المرتقبة، إلى السيطرة على عمق 30 كيلومتراً في المنطقة الحدودية، بدءاً من تل أبيض ورأس العين ووصولاً إلى جرابلس غرباً والخط الحدودي مع العراق شرقاً».

قسد تدعم مساعي خفض التصعيد

أعرب المتحدث الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية، “آرام حنا”، الثلاثاء الماضي، في تصريح لـ(الحل نت)، عن دعم قواتهم لمساعي خفض التصعيد في شمال شرقي سوريا، وإيجاد حل حقيقي يضمن استعادة المناطق من سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها.

قد يهمك: “قسد” تؤكد مساعيها لخفض التصعيد في شمال شرقي سوريا

ويرى محللون أن التصريحات التركيّة، لا تعدو كونها تهديدات لكسب بعض الأوراق خلال المفاوضات، وذلك لأن «تركيا لا يمكن لها التحرك ضد مناطق شمال شرقي سوريا دون وجود رأي داعم من قبل الولايات المتحدة، وهذا ما لايتوفر حالياً بسبب سوء العلاقات التركية الأميركية حالياً».

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي السوري “شورش درويش”، المقيم حالياً في ألمانيا، في تصريح لـ(الحل نت)، أي تفاهم تركي مع الولايات المتحدة.

مشيراً إلى أن «اشتداد التهديدات التركية على تل رفعت تبقى مجرد كلام بلا معنى إلا إذا اقترنت بالتفاهم والتنازل لموسكو عن مناطق أكثر أهمية في ريفي إدلب وحلب».

مضيفاً، أن «الأوضاع في تلك المناطق تشير إلى حضور إيراني أيضاً وهذا يتطلب تنازلاً تركيا آخر للإيرانيين».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.