وصلت نسبة ارتفاع أسعارالقمح إلى 27 بالمئة منذ بداية العام الحالي، وذلك بالتزامن مع تعطيل شحنات حبوب سلة الخبز في منطقة البحر الأسود، وارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، كما أسهمت الحرب في أوكرانيا، بشلل السلسلة الزراعية في تلك المنطقة، بداية من عملية الزراعة، وحتى عمليات الشحن للتصدير، وفق متابعة موقع “الحل نت”.

وشهدت سوريا في عام 2021 أخفض نسبة لإنتاج القمح منذ خمسين سنة وذلك بسبب الجفاف وارتفاع أسعار المواد والظروف الاقتصادية السيئة، وذلك بحسب ما ورد في تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، نهاية العام الماضي.

تخفيض مخصصات الخبز وحجج واهية

استبقت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، دخول شهر رمضان بتخفيض مخصصات المواطنين من الخبز بنسبة 25 بالمئة، مبينة أن أسباب التخفيض تعود إلى انخفاض نسبة الاستهلاك في شهر رمضان بنسبة 25 بالمئة، وهذا القرار يحول دون المتاجرة بالطحين أو تهريبه، وفق مصادر صحفية محلية.

ونقلت هذه المصادر عن معتمدين لبيع الخبز، أن المخصصات التي حصلوا عليها لم تكن كافية لحاجة المواطنين في الكثير من المناطق، خاصة الذين يعتمدون على الخبز كمادة رئيسية في الطعام بعد ارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة المواطنين الاستهلاكية.

أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حلب، أحمد سكنري، قال لمواقع صحفية محلية، أن قرار التخفيض هو إجراء يتخذ بصورة دورية في كل عام خلال شهر رمضان، في ظل قلة الطلب على المادة، كيلا يطلب كل فرن تقليص مخصصاته وآخر يطالب الحفاظ على الكميات ذاتها، وهذا التخفيض موحد لجميع الأفران، لتجنب وقوع أي مشاكل، وللحفاظ على الطحين من عمليات المتاجرة في حال بقاء أي زيادة منه.

قد يهمك:ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء.. كيف سيتأثر الخبز في سوريا؟

نقص القمح هو السبب

تعاني سوريا في الأعوام الأخيرة من نقص في مادة القمح بشكل كبير، وزاد في هذا النقص الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ تعتمد سوريا على استيراد القمح والحبوب الأخرى من روسيا بأسعارتفضيلية، وهذا ما انعكس على رغيف الخبز للمواطن السوري.

وفي هذا السياق فقد تراجعت المساحات المزروعة بالقمح في سوريا لهذا العام عن العام الماضي، حيث لا يمكن إحصاء تقديرات إنتاج القمح لهذا الموسم لعدم الوصول إلى مرحلة “التسنبل” بعد، لكن المساحة المزروعة بلغت 1.2 مليون هكتار، وهي أقل من العام الفائت إذ بلغت 1.5 مليون هكتار،حسب متابعة “الحل نت”.

ويتم الاعتماد في محصول القمح على المساحات المروية، ولا يوجد في مساحاتها المزروعة فارق كبير عن العام الماضي، أما البعلية فيوجد انخفاض، حيث بلغت تقديرات الإنتاج العام الماضي نحو 1.9 مليون طن على مستوى كامل سوريا بينما الحاجة تبلغ مليوني طن، لكن ما تم تسليمه كان بحدود 435 ألف طن، 366 ألف للمؤسسة العامة للحبوب أما الباقي فكان من نصيب المؤسسة العامة لإكثار البذار.

كما تعرض مخزون القمح في سوريا، منذ عام 2018، والذي كان يعتبر مخزونا استراتيجيا، إلى نقص شديد، نتيجة انعاكاسات الحرب والسياسات الاقتصادية والزراعية للحكومة، ما انعكس مباشرة على أسعار الخبز، تلاها نقص حاد في انتاج الخبزأدى إلى أزمة عانى منها السوريون، حسب مختصين لموقع “الحل نت”.

وبين المختصون، إلى أن أزمة القمح والخبز في سوريا، ستتضاعف بشكل كبير جدا، خاصة أن روسيا تزود سوريا بمادتي القمح والشعير بأسعار تفضيلية، ما سيدفع سوريا لاستيراد النقص في القمح بالأسعار العالمية، وهو ما قد ينغكس على سعر رغيف الخبز.

إقرأ:ارتفاع جديد لسعر ربطة الخبز في السوق السوداء بدمشق

وكانت منظمة “الفاو”، حذرت في تقرير نشر في 16 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن سوريا تمثل جزءا من مشكلة أكبر ألا وهي مشكلة انعدام الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، حيث أكد التقرير بأن نحو ثلث السكان في منطقة الشرق الأوسط يعيشون حالة انعدام أمن غذائي، وذلك مع ارتفاع في نسبة الجوع التي وصلت إلى 91.1% خلال العقدين الأخيرين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.