مع استمرار العوصف الغبارية التي تضرب العراق بشكل غير مسبوق، تخشى وزارة البيئة العراقية تزايد حدتها، لا سيما وأن البلاد تصنف الأولى عالميا من حيث التغيرات المناخية، وفق تصريح لوزير البيئة وكالة، جاسم الفلاح، لافتا في الوقت ذاته، إلى ما يمكن أن تتسبب به مضاعفات بيئية خطرة.

وحذر الفلاحي، مساء يوم أمس الاثنين، من زيادة في العواصف الغبارية بالعراق نتيجة قلة الغطاء النباتي، مشيرا إلى أن، العراق يصنف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير.

للمزيد: في ظل التغيرات المناخية.. العراق وسوريا يعقدان اتفاق جديد

100 يوم من الغبار

وتسببت التراكمات الثقيلة السابقة في معاناة كبيرة في قطاع البيئة العراقي، إذ أنها وصلت إلى درجة أن يكون في العراق 100 يوم من العواصف الغبارية والترابية، بسبب غياب الغطاء النباتي، والتي انعكست على المؤسسة الصحية مسببة حالة من الضغط، حيث يتم استقبال الكثير من حالات أمراض الربو والحساسية، بحسب الفلاحي.

ويعاني العراق الذي يصنف الأول عالميا بالتغيرات المناخية، من تحدي الجفاف، كما أشار وزير البيئة في تصريح تلفزيوني رصدته وكالة “ناس” خلال استضافته في قناة “الرشيد”، ونقله موقع “الحل نت”، مبينا أن، هذا التغير ليس ارتفاع درجات الحرارة فقط؛ بل يعني تقلص الرقعة الزراعية وزيادة الجفاف وقلة الأمطار.

ولفت إلى أنه “من ضمن أعلى 10 مناطق حرارة بالعالم، هناك أريعة منها في محافظة ذي قار”، جنوب العراق، مؤكدا أن “تأثير العواصف الترابية سيزداد مالم تتخذ إجراءات لتثبيت التربة من خلال إقامة واحات وأحزمة خضراء في المناطق الصحراوية”.

وبين الوزير أن “لدى الوزارة لجنة للتصحر تعمل مع وزارات الزراعة والماء والتعليم العالي، بالإضافة إلى جهودها المتميزة مع منظمات المجتمع المدني”، مؤكدا أن ذلك “أثمر عن نتائج”.

وفقد العراق “أكثر من 60 بالمئة من الأراضي التي كانت صالحة للزراعة والمزروعة منها نتيجة التجريف وما شهدته من تجاوزات”، كما أردف الفلاحي، وتابع أن “هذا التجاوز قلص المساحات الخضراء، بالرغم من أن مجلس الوزراء أصدر قرار يمنع تحويل جنس الأراضي الزراعية”.

للمزيد: القطاع الزراعي في العراق: هل يؤدي التغيير المناخي إلى موجة نزوح جديدة في البلاد؟ 

تواطؤ لتجريف البساتين

وكشف: “وجود تواطؤ في ملف تجريف البساتين وهذا ما تعاني منه وزارة البيئة، مبينا أنه “تم إحراق بعض البساتين لجعلها غير صالحة للزراعة، ومن ثم بيعها على شكل قطع أراض سكنية”، مشيرا إلى أن “مناطق حزام بغداد هي من المواقع الأكثر تجريفا للأراضي الزراعية”.

“وتستمر عمليات التجريف في كل يوم للتحول لمناطق سكنية، وعلاوة على ذلك فأن هناك تجريف للمساحات الخضراء في المناطق السكنية، لغرض بناء عشوائيات بمكانها”، كما أكد وزير البيئة، وأشار إلى “تشكيل قوة شرطة بيئية وتعمل على متابعة جرائم بيئة كبيرة رغم تعرضها لاعتداءات”.

وفي الثامن عشر من الشهر المنصرم، أطلقت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، مبادرة زراعة مليون شجرة وشتلة، من أجل زيادة المساحات الخضراء وتحقيق التنمية المستدامة والتقليل من التصحر.

وستتضمن المبادرة زراعة أشجار مثمرة وشتلات متنوعة من الورود، لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، فضلا عن زيادة المساحات الخضراء في العاصمة بغداد والمحافظات، وفقا للمدير العام لدائرة المنظمات غير الحكومية التابعة للأمانة العامة، أشرف عبد الكريم الدهان.

وأضاف الدهان، بحسب بيان صادر عن الأمانة العامة تلقى موقع “الحل نت” نسخة منه حينها، أن المشروع سيكون “ضمن خطة عمل وطنية توعوية لدعم قطاع البيئة، والإسهام في تعزيز المبادرة الوطنية لدعم البيئة وتقليل الانبعاثات، التي يترأسها وزير البيئة جاسم الفلاحي، وتضم جميع الوزارات والتشكيلات الحكومية”.

للمزيد: العراق يطلق مشروع الـ”مليون شتلة”.. هل ينحج بمواجهة التغيرات المناخية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.