أحداث عديدة مرت في التاريخ سجلتها ذاكرة رمضان على مر السنين يرصدها لكم “الحل نت” ويستعرض أبرز ما توصل إليه من رصد لأحداث الذاكرة الرمضانية.

في جزء اليوم من سلسلة “حدث في رمضان” يستذكر “الحل نت” أهم أحداث 14 رمضان التي مرت على المنطقة والعالم سواء خلال التاريخ الحديث، أو في عقود وقرون سابقة.

قطع العلاقات بين سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية

في الرابع عشر من رمضان عام 1982، قطعت دمشق العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية إبان الحرب في لبنان العام ذاته، وهي حرب عصفت بلبنان فتحولت أراضيه إلى ساحة قتال بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإسرائيل. ترجع أسباب هذه الحرب إلى عدد من الأحداث التي جرت في الشرق الأوسط خلال السنين التي سبقتها، من اتفاق القاهرة الذي نظم وجود الفصائل الفلسطينية المسلحة في لبنان، إلى الحرب الأهلية اللبنانية.

بدأت المعارك في 6 حزيران 1982 عندما قررت الحكومة الإسرائيلية شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفيرها إلى المملكة المتحدة، شلومو أرجوف على يد منظمة أبو نضال. قامت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان بعد أن هاجمت منظمة التحرير الفلسطينية والقوات السورية، وحاصرت منظمة التحرير وبعض وحدات الجيش السوري في بيروت الغربية. انسحبت منظمة التحرير من بيروت بعد أن تعرض ذلك القسم منها إلى قصف عنيف.

انتهت هذه الحرب بشكلها المعترف به في عام 1985 إلا أن آثارها ومخلفاتها لم تنته حتى أيار من عام 2000 عندما انسحب الجيش الإسرائيلي وأعوانه فعلاً من جنوب لبنان.

خلال أيلول الأسود في الأردن عام 1970، سحب حافظ الأسد سلاحه الجوي من مساعدة الفلسطينيين، مما أدى في نهاية المطاف إلى فشلهم وفر الكثير من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى لبنان. بعد ذلك بوقت قصير، تسببت مشاركة حافظ الأسد في الحرب الأهلية اللبنانية بمزيد من الانزعاج لكثير من الفلسطينيين بسبب حصاره على الفلسطينيين بالاشتراك مع القوات اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن الأسد يدعم القضية الفلسطينية، إلا أن الناشطين الفلسطينيين اتهموه بالسماح للجنود الإسرائيليين بمهاجمة الفلسطينيين دون مساعدة.

ذهب عداء الأسد تجاه الفلسطينيين إلى أبعد من ذلك بمهاجمة ياسر عرفات وفيصل الحسيني، ومحاولته تقسيم القيادة الفلسطينية.

ووفق مقال منشور في موقع “العربي الجديد” فإن الحرب الإسرائيلية على الوجود الفلسطيني في لبنان عام 1982، وخروج منظمة التحرير من الأراضي الفلسطينية، شكلت نقطة انعطاف في التجربة الفلسطينية، فقد خسرت منظمة التحرير مركز ثقلها الرئيسي، ووجدت دمشق في الضعف الذي شهدته منظمة التحرير التي خرجت منهكة ومشتتة الفرصة للإمساك بالورقة الفلسطينية في معادلة الصراع في المنطقة.

أدرك ياسر عرفات، حتى قبل انتهاء الحرب، الشروط السياسية القاسية التي ستعيشها منظمة التحرير وفصائلها في اليوم التالي للحرب، وأدرك سعي دمشق إلى الإمساك بالورقة الفلسطينية، فعندما سأله الصحافي الإسرائيلي، يوري أفنيري، عن المكان الذي سيذهب إليه بعد الحرب، قال: “سأذهب إلى فلسطين”.. كان الجواب رمزيا ومراوغا. وفي النهاية، قرًر عرفات نقل مقر قيادة المنظمة إلى تونس.

وبعد انتهاء الحرب، دخل الخلاف السوري ـ الفلسطيني مرحلة جديدة. لقد نقلت الفصائل الفلسطينية الأخرى، مثل الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وغيرهما، مقراتها الرئيسية إلى دمشق، أما حركة فتح وقيادة المنظمة التي تهيمن عليها “فتح” فقد انتقلت إلى تونس، وإن بقي كثيرون من كوادرها في سوريا، وجزء من القوات العسكرية على الأراضي اللبنانية في المناطق التي لم يصل إليها الاحتلال الإسرائيلي، في البقاع اللبناني وطرابلس. تفلت عرفات من القبضة السورية، بينما دمشق أصرت على عدم

تفويت الفرصة للإمساك بالورقة الفلسطينية، وعندما فشل في دفع عرفات إلى تسليمها إليه، طرد في العام 1983 عرفات من دمشق، واعتبره شخصا غير مرغوب فيه. ولم تكتف دمشق بذلك، وإنما عملت على شق حركة فتح وشق الصف الفلسطيني.

ولدت خلافات جدية بين الفصائل الفلسطينية بعد حرب العام 1982، إلا أن تغذيتها من دمشق للقبض على الورقة الفلسطينية دفع باتجاه شقّ حركة فتح وخروج حركة فتح ـ الانتفاضة، ومن ثم الدفع باتجاه اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني، جرى على الأراضي اللبنانية تحديدا في البقاع وطرابلس، وأسفر في النهاية عن طرد عرفات من طرابلس في شمال لبنان.

في تلك الفترة، تركت دمشق الأطراف الفلسطينية المتحالفة معه تعمل بحرية نسبية على أراضيه، طبعا ضمن رقابة أمنية مشددة، بحكم الطبيعة الأمنية لدمشق. وفي المقابل، لاحقت الأجهزة الأمنية كوادر حركة فتح وحلفائها على الساحة الفلسطينية، وزجتهم في السجون، وقدر عدد المعتقلين الذين دخلوا السجون السورية على خلفية الخلاف السوري ـ الفلسطيني بحوالي خمسة آلاف، وفق “العربي الجديد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.