خناق وتشديد وتضييق أمني منذ 5 أيام على منطقة الكرادة، إحدى أهم مناطق العاصمة العراقية بغداد لوحدها، دون بقية مناطق العاصمة، فما السبب؟

تشهد منطقة الكرادة داخل وسط بغداد، منذ 5 أيام، انتشار العديد من السيطرات الأمنية، مع إغلاق تام لمداخلها عند حلول المساء، تحديدا منذ وقت الفطور وحتى الفجر.

يرافق السيطرات الأمنية، انتشار رجال الأمن في الشارع الرئيسي للمنطقة، ناهيك عن وضع مفرزة أمنية عند مداخل الفروع الرئيسية في منطقة الكرادة داخل.

أنار التضييق والخناق الأمني على منطقة الكرادة، غضب الشارع الكرادي بصورة خاصة والبغدادي بصورة عامة، نظرا لتنفيذ الخطط الأمنية على الكرادة داخل فقط، دون كل المناطق الأخرى في بغداد.

استياء وغضب

كذلك عبّر أصحاب الأسواق والمحلات التجارية عن استيائهم وغضبهم من منع الحركة ليلا في المنطقة؛ لأنه تسبب بشل حركة السوق التجارية، وأثّر سلبا على مصالح الناس وأرزقاهم، بحسب تعبيرهم.

وتبرر “قيادة عمليات بغداد”، التشديد الأمني على منطقة الكرادة، كإجراء احترازي من أي هجمات “إرهابية” محتملة؛ لأنها مهدّدة بالاستهداف خاصة مع آخر 10 أيام من شهر رمضان الجاري.

للقراءة أو الاستماع: في الذكرى الثالثة لفاجعة “الكرادة”: قَتَلة طلقاء وجثث مفقودة

وينتقد ناشطون في مواقع “التواصل الاجتماعي” تلك التبريرات، ويقولون، إن من يخطط لاستهداف الكرادة سيخطط لاستهداف بقية المناطق ولا يفرق بينها، واعتبروا أن ما يحصل هو لإنهاء الحياة في الكرادة.

اليوم، وبعد الغضب الشعبي الكبير، قرّرت “قيادة عمليات بغداد”، فتح الشارع الرئيسي لمنطقة الكرادة داخل، لكن مع وضع سيطرات تفتيشية عند مداخلها من جهة “ساحة كهرمانة” ومن جهة “سبع قصور”.

إجراء لم يسلم من النقد

تم تزويد السيطرات الأمنية تلك بأجهزة لفحص السيارات “Rab scan”، إضافة إلى الكلاب البوليسية، الأمر الذي جوبه بنقد كبير هو الآخر؛ لأن ذلك الإجراء سيتسبب بحدوث زخم كبير عند مداخل الكرادة نتيجة تفتيش العجلات.

للقراءة أو الاستماع: مسؤول عن “فاجعة الكرادة”.. من هو غزوان الزوبعي الذي اعتقلته السلطات العراقية؟

يجدر بالذكر، أن منطقة الكرادة داخل شهدت في أواخر تموز/ يوليو 2016 وقبل يومين من عيد الفطر تحديدا، انفجارا قويا صنف بأنه الأعنف بتاريخ العاصمة العراقية بغداد.

والتهمت نيران التفجير، بنايتين هما الأكبر بمنطقة الكرادة، وعرف التفجير بـ “فاجعة الكرادة”، وتلقت بغداد وقتها، تضامنا عربيا ودوليا واسعا على إثر التفجير.

وراح ضحية التفجير، زهاء 600 شخص، بين قتيل وجريح ومفقود، جميعهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ومنذ ذلك التفجير تشهد الكرادة تشديدا أمنيا مكثفا في شهر رمضان من كل عام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.