لم تنخفض الأسعار في رمضان، بل استمرت في الارتفاع خاصة المواد الغذائية الأساسية، حيث لا يزال المواطنون يعانون من أجل الحصول عليها، خاصة أصحاب الدخل المحدود، فأسعار هذه المواد خاصة الزيت والسمنة باتت خارج متناول أيديهم.

الشراء بطريقة “الفلش”!

ومع وصول سعر تنكة السمنة في الأسواق السورية إلى ربع مليون ليرة، تحول الناس إلى وسائل جديدة لشراء السمن والزيوت النباتية، حيث نقلت صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد، عن مواطنين في اللاذقية، عدم قدرتهم على شراء علبة السمن كما كان الحال في السابق، بل تحولوا للشراء بالملعقة (أي ملعقة لكل طبخة).

كما نقلت الصحيفة عن مواطن آخر، أن شراء الزيت بات بطريقة “الفلش” بتعبئة كيس بمقدار كأس صغير ليسند طبق اليوم دون التفكير بيوم الغد، فلا قدرة على شراء الليتر أو “التنكة” كما كان الحل في السابق وقد صارت بحوالي ربع مليون ليرة بعد أن كانت لا تتجاوز 8 آلاف ليرة في سنوات الرخاء.

عملية البيع للسمن والزيوت بالملعقة ليست جديدة، فقد سبق وأن بدأت غالبية المحال التجارية في السويداء ومناطق أخرى تبيع السمن ومعجون الطماطم “بالملعقة”، قبل أكثر من شهر، وبرر التجار هذا التصرف، بأنها أقل تكلفة على الأهالي، حسب متابعة “الحل نت”.

وأيضا ونتيجة لارتفاع الأسعار، بدأ العديد من الأهالي، في الآونة الأخيرة بشراء الفواكه والخضار بالحبة، واعتادوا على ذلك تدريجيا، والعديد منهم قلص كمية مشترياتهم الى أقل من النصف، والبعض الآخر استغنى كليا عن الكماليات، وبخاصة الفواكه، حسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:سوريا.. بيع السمنة بالملعقة والمواد الغذائية للمشاهدة دون الشراء

الاهتمام بالناحية الصحية أمر ثانوي

ينتشر باعة الزيت النباتي والسمون على الأرصفة بعدد من أسواق المحافظات السورية، وسط تحذيرات البعض من طريقة شراء المواد الغذائية “الفلش” وتعرضها للشمس والهواء الطلق إلا أن الحاجة لشرائها بطريقة حسب الطلب، جعلت باقي الأمور ثانوية وفق تعبير عدد من المواطنين، مطالبين بتخفيض الأسعار للحفاظ على صحة المواطن بشكل حقيقي، بحسب “الوطن”.

ونقلت الصحيفة المحلية عن عدد من باعة الزيت النباتي والسمنة أن المواد المعروضة جميعها ضمن إنتاج الصلاحية وتباع بطريقة صحيحة وليست بطريقة جديدة، مشيرين إلى أن أصحاب المحال ومنذ سنين طويلة يبيعون السمنة بكميات متفاوتة، يفتحون تنكة كبيرة ويبيعون المواطن حسب الطلب، واليوم يتم البيع بالطريقة نفسها ولكن على الأرصفة لعدم وجود قدرة على استئجار محال، وبالوقت نفسه لتلبية حاجة المواطن بالبيع بقيمة مادية متفاوتة من 1000 ليرة حتى 5 آلاف، لعدم القدرة على شراء الكيلو أو التنكة كما السابق.

أما بالنسبة للأسعار التي تباع بها الزيوت والسمنة، فإن التجار الذين يبيعون الزيت والسمن بالسوق هم من يحددون السعر وفقا للأسعار التي اشتروها من المصدر الأصلي، الذي بدوره رفع السعر وفقا لتكاليف الإنتاج التي ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالأشهر السابقة، وتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على الزيوت النباتية التي كانوا يستوردونها من الخارج.

قد يهمك:المجدرة والبرغل ببندورة.. أسعار كاوية للطبخات الشعبية في سوريا

فقر لم تشهده سوريا من قبل

تعيش الفئة الفقيرة من السكان في سوريا في واد عميق من الفقر، بحيث لا يمكن لضغط النفقات أن ينقذهم بأي شكل من الأشكال، خاصة للعائلات التي يزيد عدد أفرادها عن 5 أفراد، حتى لو كان هناك فردين يعملون في الأسرة الواحدة، في ظل تدني الرواتب عموما، حيث يقدر متوسط ​​رواتب موظفي الحكومة بـ156 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 40 دولارا، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

فقد باتت معظم وجبات الطعام والمقبلات خارج حساب قائمة المائدة السورية وخاصة في رمضان لدى نسبة كبيرة من السوريين، وخصوصا اللحوم التي حلّق سعرها عاليا ولم تعد في متناول أغلبية طبقات المجتمع التي يرزح معظمها تحت خط الفقر، وخصوصا محدودة الدخل والموظفين لدى مؤسسات الحكومة التي ابتعدت عن حال الكفاف ولم يعد بمقدورها إطعام أفرادها.

قد يهمك:دمشق.. أسعار ملتهبة للمواد الأساسية في السوق السوداء

وتشهد سوريا مؤخرا ارتفاعا بالأسعار ولاسيما على المواد الغذائية، بسبب ارتفاع أجور النقل وقلة المحروقات عالميا وارتفاع التصنيع والتوريد وغيرها، ارتفاع هو الأول بهذا الشكل خلال أكثر من 30 عاما في قطاع التجارة، حيث بلغت نسبة الارتفاع السنوي للمواد الرئيسية ما بين 30- 40 بالمئة، فيما لا تتجاوز نسبة الارتفاع السنوي الطبيعي للأسعار 5 بالمئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.