راود الشك ذوي الطفلة “جوانا أحمد” (12 عاما)، من قرية قولان التابعة لمدينة الدرباسية، بريف الحسكة الشمالي، التي فقدت حياتها في الـ 9 من شهر أيار/مايو الجاري، أن موتها نتيجة خطأ طبي أثناء عملية إسعافية لاستئصال الزائدة في إحدى مشافي القامشلي، وفق مقرب من العائلة.

وقال شخص مقرب من عائلة الطفلة جوانا، لموقع “الحل نت”، إن عائلة الضحية رجحت أن حادثة الوفاة ناتجة عن خطأ طبي بسبب جرعة زائدة للتخدير أثناء إجراء عملية استئصال الزائدة للطفلة في مشفى “الرحمة” الخاص في مدينة القامشلي.

وأشار المقرب من العائلة، إلى أن وفدا من المشفى، زار عائلة الطفلة في قرية قولان 20 كم بريف الدرباسية الجنوبي، وقدموا واجب العزاء والاعتذار لهم بحضور وجهاء عشائر الدرباسية.

خطأ طبي أم اختلاط

ويتردد الشك إلى أذهان الناس في حالات الوفاة في المشافي أو في العيادات الطبية، أنها نتيجة أخطاء طبية، إلا أنها حالات نادرة جدا في شمال شرقي سوريا، وقد تكون أسبابها نتيجة اختلاط لمضاعفات طبية، حسب طبيب في مشفى “الرحمة” بمدينة القامشلي.

الدكتور سميح حسين، طبيب جراحة عامة وأطفال في مشفى “الرحمة”، قال في حديث لموقع “الحل نت”، إن الطفلة “جوانا أحمد”، فقدت حياتها نتيجة اختلاط طبي بسبب مضاعفات مرضية، وليس نتيجة خطأ طبي، موضحا أنه يعمل في المشفى منذ ثلاث سنوات، وهذه هي الحالة الأولى التي يراود الشك أهلها أنها نتيجة خطأ طبي.

وأضاف حسين، أن الحالة جاءت إسعافية إلى المشفى وتم إدخالها فورا إلى غرفة العمليات دون إجراء فحوصات أو تحاليل أولية كونها حالة إسعافية، ونفى أن يكون الخطأ نتيجة جرعات زائدة من التخدير، موضحا أن مسؤولي التخدير في المشفى أقسموا على عدم وجود خطأ طبي وقدموا واجب العزاء لذوي الطفلة التزاما بعادات المنطقة وليس للاعتذار لخطأ طبي.

وأشار الطبيب الجراح إلى أنهم تفحصوا تحاليلها الأولية قبل إسعافها إلى المشفى، تبين أنه كانت مصابة بالتهاب إنتان في الدم، إذ بلغ عدد الكريات البيض لديها إلى 21 ألف كرية عن عددها الطبيعي 10 ألاف كرية.

غياب الخدمات والأجهزة

نازح عفريني إلى مدينة القامشلي، يشكو من غياب الخدمات والأجهزة الطبية في مشافي القامشلي، ويراوده الشك في وفاة زوجته نتيجة إهمال طبي وغياب الأجهزة بعد إصابتها بطلق طائش.

وفي تموز/يوليو الماضي، فقدت “سوزان علي” (29 عاما), نازحة من منطقة عفرين، حياتها جراء إصابتها بطلق ناري طائش في مدينة القامشلي، جراء احتفال عدد من العائلات بنجاح أبنائهم في امتحانات الثانوية العامة.

وقال زوجها شيار خليل، ل “الحل نت”، إن زوجته تعرضت للإصابة أثناء تواجدها في إحدى حدائق القامشلي مع طفلها البالغ ثلاث سنوات، مضيفا أنه أجري لها عملية في مشفى “فرمان” في القامشلي، وبعد ساعتين طمأنهم الطبيب أنها بحالة جيدة.

وأشار الزوج إلى أنه بعد مرور نصف ساعة، أخبرهم الطبيب بضرورة نقلها إلى مشفى آخر لغياب الأجهزة الطبية، وحين إسعافها بسيارة خاصة نتيجة عدم توفر سيارة إسعاف في المشفى، فقدت زوجته حياتها وجنينها نتيجة غياب الأجهزة والخدمات الطبية على حد وصفه.

فيما قال مصدر في مشفى “فرمان”، إن حالة المرأة كانت حرجة نتيجة تعرضها لطلق ناري في الرقبة، وتم إجراء عملية جراحية لها طالت أكثر من ساعتين نظرا لحالتها الحرجة.

“أخطاء قاتلة”

وفي حوادث أخرى، توفي رجل مسن 75 عاما، في مدينة رأس العين/سري كانيه، وذلك بتاريخ 31 أيار/مايو 2017، نتيجة خطأ طبي ارتكبه طبيب مختص بأمراض القلب، والذي حقنة بإبرة مختلطة “ديكلون + ديكسون”.

وقد أدى ذلك إلى تشكّل خثرة دموية في الأوردة الرئيسية في قدمه، ما سبّب وفاته بعد نحو أسبوع، نتيجة الخطأ الطبي، وفق ما نشرته منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

كما ذكرت المنظمة وفاة السيدة (طوبى ابراهيم) 29 عاما، وهي أم لطفلين، بتاريخ 11 تموز/يوليو 2018، بعد خضوعها لعملية ولادة قيصرية، أجرتها طبيبة في مشفى “فرمان” الخاص في مدينة القامشلي، نتيجة خطأ طبي وقع أثناء العملية الجراحية.

لا شكاوى رسمية

ولم ترد شكاوى رسمية إلى هيئة الصحة في “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، لحالات وفاة نتيجة الأخطاء الطبية، وفق مسؤولة في هيئة الصحة.

بيريفان درويش، نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة، قالت في حديث لموقع “الحل نت”، إن لا شكاوى مقدمة إلى الهيئة، مشيرة إلى أن حالات الوفاة لأخطاء طبية قد تحدث هنا في مناطق “الإدارة الذاتية” كما في جميع دول العالم.

وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018، أعلنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” التابعة ل “الإدارة الذاتية”، في بيان، أنها ألقت القبض على شخص كان قد انتحل صفة طبيب بشري في مدينة رأس العين/سري كانيه، وذلك بعد أن كان قد اشترى مصدقة تخرج “مزورة” من كلية الطب البشري، بمبلغ ستمائة ألف ليرة سورية.

ومن الجدير ذكره أن شمال شرقي سوريا تضم نحو 8 مشاف عامة، وأكثر من 25 مشفى خاصا، والعديد من المستوصفات العامة، بالإضافة إلى عشرات الأطباء باختصاصات مختلفة، وتقع جميع المشافي في المناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”، باستثناء المشفيين الوطنيين في كل من مدينتي القامشلي والحسكة، إذ يقعان في المربعيين الأمنيين الخاضعين لسيطرة الحكومة السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.