مبالغ خيالية تقدر بمليارات الليرات السورية تضخ يوميا في خزائن أمير الحرب الأبرز في محافظة دير الزور، مدلول العزيز، الذي بات يتصدر المشهد في المحافظة الشرقية من سوريا بعد رئاسته لنادي “الفتوة” الرياضي مؤخرا، حيث يستغل النشاط الرياضي لتبييض أمواله التي حصل عليها من بئر النفط الخاص به، فضلا عن الإتاوات التي يفرضها من خلال معبر “بقرص” في ريف دير الزور الشرقي.

العزيز الذي يترأس حاليا نادي “الفتوة” الرياضي، وهو عضو في مجلس الشعب السوري أيضا، كان أمير سابق في “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليا) لمدة 3 أعوام ( 2012-2015) حيث كان فيها مسؤولا عن مقتل العديد من عناصر وضباط القوات الحكومية في دير الزور آنذاك، في حين الآن بات أحد أبرز المقربين من قيادة “الحرس الثوري” الإيراني في المحافظة، فالعزيز هو الصديق المقرب من “الحاج عسكر” مسؤول “الحرس الثوري” الإيراني في البوكمال، و”الحاج علي” نائب مسؤول “الحرس الثوري” في مدينة دير الزور، وبالتالي أطلقت يده في المحافظة وعلى جميع مقدراتها الاقتصادية، وبالتالي لديه ضوءا أخضرا من قبل حكومة دمشق العاجزة عن رفض أو تحجيم أي توجه إيراني في محافظة دير الزور.

تلك الصداقات والعلاقات المتينة مع الإيرانيين حصلت بسبب التقارب بين مدلول العزيز، وشيخ قبيلة “البكارة” نواف البشير، بخاصة وأن الأخير عاد إلى تأييد سلطة دمشق بعد أن عارضها في سنوات سابقة.

العزيز والبشير ينتمون إلى قبيلة واحدة وهي “البكارة”، لكن العزيز حظي بسطوة كبيرة بعد تفاهماته مع الإيرانيين منذ مطلع العام الجاري 2022، ما سمح له بالسيطرة التامة على أحد آبار النفط داخل حقل “الخراطة” بالريف الغربي لدير الزور، وكأن ذلك البئر هو ملك شخصي للعزيز، الذي يسيطر أيضا بشكل علني على معبر “بقرص” الذي يدر عليه أموالا طائلة يوميا، بمعزل عن الأموال الضخمة التي تأتيه من بئر النفط، فضلا عن خزائنه الممتلئة بالمال والذهب أثناء فترة إمارته في “جبهة النصرة”.

تضاعف مؤخرا حجم الفساد الذي يمارسه أمراء الحرب المرتبطين بالسلطة السورية في مدينة دير الزور، من خلال تعميق سيطرتهم على كافة القطاعات بما فيها الرياضية أيضا. كما باتوا يديرون شبكات التهريب، بالاشتراك والتنسيق مع ميليشيات إيرانية وميليشيات محلية لها ثقلها في المنطقة.

إقرأ:هل تستطيع إيران تفعيل السياحة الدينية في درعا؟

مصادر الثروة

تدور التساؤلات حول الثروة الكبيرة التي بات يمتلكها العزيز وخاصة بعد تقديمه مبلغا تجاوز المليار ليرة سورية للفريق في بداية الموسم الماضي، وأيضا نيته تقديم مبالغ مضاعفة عنها مع بداية الموسم الحالي، وفقا مصادر مقربة من إدارة نادي “الفتوة” لـ “الحل نت”.

وفي سياق ذلك، أفاد مصدر خاص لـ “الحل نت” أن عضو مجلس الشعب، يمتلك بئر نفط ضمن حقل “الخراطة” النفطي الواقع على بعد 20 كم جنوب غرب دير الزور، حيث كلف العزيز مجموعة من ميليشيا لواء “الباقر” بحراسة البئر الخاص به، لوجود علاقة قوية بينه وبين نواف راغب البشير قائد الميليشيا، وشيخ قبيلة البكارة التي ينحدر مدلول العزيز من أحد أفخاذها وهي العبيدات.

وأضاف المصدر، أن العزيز قام بتقديم مبلغ مالي قدره 75 مليون ليرة سورية، لـ “المركز الثقافي” الإيراني بمدينة دير الزور في حي القصور، دعما للنشاطات التي يقومون بها في المنطقة مؤخرا، بالتنسيق مع “الحاج علي” نائب مسؤول “الحرس الثوري” بداخل مدينة دير الزور، وفقا للمصدر ذاته.

كما أشار إلى أن العزيز تربطه علاقة وثيقة أيضا بقائد “الحرس الثوري” الإيراني في البوكمال “الحج عسكر”، وتجمعهم نشاطات مشتركة أيضا بعمليات التهريب التي تتم عبر المعابر الحدودية مع العراق، حيث يسعى العزيز إلى كسب ثقة القادة الإيرانيين في المنطقة كونهم القوة العظمى التي لا يمكن لأي طرف الوقوف في وجهها أو حتى عرقلتها.

وأوضح المصدر أن الحيلة التي قام بها العزيز فيما يتعلق بتقديم استقالته من إدارة النادي نهاية الشهر الماضي، ماهي إلا “تمثيلية” فقط بغطاء وطني وإنساني، لصرف النظر عن السرقات والتجاوزات التي يقوم بها، وخاصة أن فرع الاتحاد الرياضي العام رفض الاستقالة على الفور.

كما قام العزيز بتعيين الرائد في القوات الحكومية، بسام العرسان رئيسا لمجلس الشرف بنادي الفتوة قبل أيام قليلة، لوجود مصالح مشتركة بينهم، كون العرسان يشرف على معابر التهريب المائية التي تربط مناطق الريف الغربي الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية.

قد يهمك:إيران تستفز روسيا في سوريا.. ما علاقة الاقتصاد؟

عراب الصفقات

سبق أن تسلم العزيز إدارة نادي “الفتوة” في حزيران/يونيو 2021 وشغل العزيز منصب أمير في “جبهة النصرة” في الفترة الممتدة بين عامي 2012-2015، حيث نفذ جرائم قتل طالت العشرات من عناصر الجيش السوري والميليشيات الموالية له، خلال تواجده مع الجبهة، وكان يطلق عليه لقب “الذباح” آنذاك.

وبعد سيطرة القوات الحكومية على غرب محافظة ديرالزور، هرب العزيز من صفوف النصرة إلى مناطق السلطة السورية، ليشغل عضوية مجلس الشعب. في حين كان يعتبر العزيز الذراع الأيمن لعائلة “القاطرجي” التي كان بعدتها ملف النفط في المنطقة الشرقية. أما الآن فإن العزيز يسعى لتصفية نفوذ القاطرجي بشكل كامل من دير الزور، من أجل أن يستحوذ على كامل إيرادات التعاملات النفطية التي كان يديرها بالتعاون مع القاطرجي في وقت سابق.

ويعتبر العزيز المالك الرئيسي لمعبر (بقرص-الشحيل) أهم المعابر النهرية في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور نظرا لكثرة حركة النقل عليه.

وقد تعاقب في السنوات الماضية على إدارة نادي “الفتوة” عدد من قادة ميليشيا “الدفاع الوطني” أبرزهم القيادي العام في ميليشيا الدفاع الوطني فراس جهام عام 2020.

ويعد نادي الفتوة من أبرز رموز محافظة دير الزور منذ تأسيسه في العام 1930، وأطلق عليه اسم نادي “غازي” إلى أن أصبح اسمه نادي “الفتوة” منذ العام 1950.

إقرأ:لتعزيز سيطرتها.. إيران تغرق الجنوب السوري بالمخدرات بتسهيلات من دمشق

وفي العام 1991 حاز على البطولات السورية الثلاث، كأس السوبر، بطولة الدوري، كأس الجمهورية، بالإضافة إلى حصوله على لقب كأس السوبر السوري اللبناني الذي أقيم لمرة واحدة فقط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة