نحو 13 مليون سوري، يعيشون داخل سورية في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية، ويلجأ معظمهم إلى ذويهم في دول اللجوء والاغتراب لدعمهم بمبالغ مالية شهرية لا تتجاوز في أغلب الأحيان 100 دولار، عادة ومع اقتراب الأعياد والمناسبات تزداد هذه التحويلات، إلا أنه مع اقتراب عيد الأضحى انخفضت نسبة الحوالات بشكل غير متوقع.

الحوالات وأوكرانيا

خبير اقتصادي سوري، توقع أن يكون معدل الحوالات أقل مما كان عليه مع عيد الفطر الماضي، حيث تراوح معدل الحوالات اليومي في حينها بين 10-12 مليون دولار، وهو ما كان يعادل زيادة في معدل الحوالات بنحو 100 بالمئة.

ولكن من المتوقع ألا تتجاوز الحوالات الخارجية لهذا العيد 10 ملايين دولار يوميا في أحسن الأحول، نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية عالميا، وانخفاض دخول معظم المغتربين السوريين في الخارج بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية، معتبرا أن الزيادة في معدل الحوالات الخارجية لن تكون مؤثرة في حركة النشاط الاقتصادي والتجاري، ومبيّنا أن معظم التقديرات الرسمية حول حجم الحوالات الخارجية تدور حول 6 ملايين دولار يوميا، بحسب تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية اليوم الأحد.

ومن جهة ثانية، يعتبر العديد من الباحثين الاقتصاديين أن تهاوي الوضع المعيشي، وتردي الدخول وخاصة لأصحاب الدخل المحدود تُحتّم الاهتمام في جذب الحوالات الخارجية وتبسيط ورودها والاستفادة منها في تعزيز القطع الأجنبي، عبر تنظيم وتبسيط إجراءات وصول الحوالات، بما يسمح بالاستفادة منها وتفويت الفرصة على حالات التلاعب، والسمسرة في ايصال جزء من الحوالات، وتعرّض الكثير من المواطنين للغبن أو الاحتيال أحيانا، إضافة لذهاب هذا القطع الاجنبي للسوق السوداء والمضاربة والإضرار بالجهد الرامي للحفاظ على استقرار سعر الصرف، علما أن هذه الحوالات تمثل موردا أساسيا للكثير من العائلات السورية وتمكنهم من تأمين احتياجاتهم المعيشية وتكون رديفا مهما لدخولهم الأساسية، بحسب الموقع.

إقرأ:أكثر من 200 مليون دولار.. قيمة حوالات السوريين في رمضان

معظم الحوالات من دول الجوار

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، يبلغ عدد اللاجئين السوريين بشكل عام أكثر من 7ملايين لاجئ، يتركز نحو 5,5 مليون منهم في دول جوار سوريا” تركيا – لبنان – العراق – الأردن – مصر”، بينما يتوزع الباقي في بقية دول العالم، وخاصة دول الاتحاد الأوربي، وذلك حسب أرقام مفوضية شؤون اللاجئين.

التقرير أشار إلى أن نحو 70 بالمئة من الحوالات الواردة إلى سوريا تأتي من دول الجوار الخمسة، بينما ما تبقى من بقية دول اللجوء وخاصة الأوربية.

أما بالنسبة لقيمة هذه الحوالات، فهي تعتمد على التقدير، إذ لا توجد دراسات تعتمد أرقاما حقيقة ودقيقة لحجم هذه الحوالات، ولكن بحسب بيانات البنك الدولي، فإنها تبلغ سنويا نحو 1,62 مليار دولار، بمعدل 5,4 مليون دولار يوميا.

وبالنسبة لآليات الإرسال، هناك طريقين رئيسيين لإرسال الحوالات إلى داخل سوريا، الأول عبر شركات حوالات رسمية، مثل “ويسترن يونيون”، “الهرم” وغيرها، والثاني، إرسال الحوالات عبر ما يعرف بمكاتب “التحويل الأسود”، وهي عبارة عن مكاتب حوالات منتشرة في كل دول العالم، تقوم بتحويل الأموال بشكل غير رسمي وغير مسجل في تلك الدول، ويتم التسليم من قبل أشخاص عاديين في الغالب في سوريا.

ويفضل السوريون داخل سوريا استلام حوالاتهم عن طريق التحويلات غير الرسمية، سواء كان الاستلام بالليرة السورية، أو بالعملات الأخرى وعلى رأسها الدولار، من أجل محاولة ادخار جزء منها من جهة، ونظرا للفرق في سعر عملية التحويل بالمقارنة مع سعر صرف البنك المركزي من جهة أخرى، وهو ما يرى المواطنون أنهم أحق به.

قد يهمك:هل تعتمد دمشق سياسة مالية مختلفة مع حوالات المغتربين؟

التسليم بعملة التحويل

تقرير سابق لـ”الحل نت”، نقل عن خبراء اقتصاديين، أن الأكثر فائدة هو تسليم الحوالات التي يتم تحويلها من الخارج بالعملة ذاتها التي يحوّل فيها المغتربون الأموال إلى أهلهم في سوريا، مشيرين إلى أنه، في حال تم تسليم هذه المبالغ بعملة البلد الذي تم التحويل منه ( دولار، أو جنيه استرليني، أو يورو.. إلخ)، فإن هذا “سيحقق أكثر من هدف اجتماعي إضافة للأهداف الاقتصادية.

وأوضحوا، أن في مقدمة الأهداف، زيادة الثقة بين المغتربين وسوريا بسهولة التحويل من جهة، والمساهمة في تنشيط الاقتصاد عن طريق وصول مبالغ أعلى إلى الأهالي الذين سيستثمرونها في مجالات مختلفة تنتهي بحركة اقتصادية نشطة، وبالتالي، فإن أرباح تسليم الحوالات بقيمتها الحقيقية سيحقق فوائد أعلى من الفوائد التي يحققها البنك المركزي من فرق التسعيرتين، بين السوق الحر وسعر المركزي.

إقرأ:حوالات رمضان إلى سوريا 660 مليون دولار.. كيف تستفيد دمشق؟

يشار إلى أن الحوالات لا تزال شريان الحياة لغالبية السوريين، على الرغم من محاولات الحكومة التحكم بمسارات التحويل وسعر الصرف، في ظل وضع اقتصادي منهار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.