في تموز/يوليو 2018، تمت التسوية الأولى في محافظة درعا، بين حكومة دمشق، وفصائل المعارضة، والتي انتهت بسيطرة القوات الحكومية السورية على المحافظة بدعم روسي وضمانة من الأخير لهذه العملية، ومن أجل تسهيل عملية التواصل بين الأهالي من جهة وحكومة دمشق والروس من جهة أخرى، تم تشكيل ما يعرف باللجان المركزية.

واللجان المركزية وفق تفاهمات الأطراف، هي أطر تشكّلت عقب اتفاق التسوية في محافظة درعا، وتضم شخصيات من قادة فصائل سابقين ووجهاء من المحافظة ورجال دين ومثقفين، ومهمتها التواصل مع النظام والروس لمتابعة تنفيذ اتفاق التسوية، ولحل أي مشاكل قد تنشأ في المحافظة، ولكن وبعد مرور 4 سنوات على التسوية وعلى الرغم من أن المحافظة لا تزال في صدارة المشهد بتوتراتها مع دمشق، تم الإعلان عن حل اللجنة المركزية في درعا البلد.

حل لجنة درعا البلد

بعد اجتماع جرى مساء أمس الأربعاء، في درعا البلد ضم أعضاء اللجنة المركزية ووجهاء عشائر درعا البلد، أعلنت اللجنة المركزية حل نفسها، تاركة لكل عشيرة في درعا البلد حرية تمثيل نفسها وتفاوضها مع حكومة دمشق والروس في أي قضايا تتعلق بهم.

وبحسب مصادر لـ”الحل نت”، فإن لجنة درعا البلد، هي فقط من أعلنت عن حل نفسها، نافيا أن يكون قد حدث أمر مماثل بالنسبة للجنة ريف درعا الغربي، ومبيّنا أن اللجان المركزية أُنشأت في درعا البلد وريف درعا الغربي، بينما يتولى وجهاء منطقة الجيدور أي أمور عالقة مع دمشق من خلال وجهاء مدنهم وبلداتهم، أما بالنسبة لريف درعا الشرقي، فيخضع بمعظمه للواء الثامن المدعوم روسيا.

مصدر مقرب من اللجنة المركزية، أوضح أن لجنة درعا البلد اتخذت قرارا بحل نفسها ووقف نشاطها في كل المجالات، وذلك بعد ما قامت بما ترتب عليها من واجبات لمصلحة درعا البلد، والدفاع عن أبناء البلد بكل الطرق والسبل المتاحة.

وأضاف المصدر، أن أهالي درعا يطالبون الذين كانوا ينتقدون اللجنة ويعارضون عملها، بسد الفراغ في درعا البلد والقيام بواجبهم وتشكيل لجنة قادرة على تولي أمور المنطقة لكي لا يكون هناك فراغ، وإيجاد جهة تتواصل وتتفاوض مع حكومة دمشق بعد اليوم لأن هذا الأمر ضروري جدا.

إقرأ:استمرار الاغتيالات في درعا.. التأثيرات والأهداف الحقيقية منها

ماذا بعد حل اللجنة؟

حل لجنة درعا البلد، يأتي وسط توترات تشهدها محافظة درعا في الأشهر الأخيرة على خلفية اتهامات حكومة دمشق لعدد من المدن والبلدات ومن بينها درعا البلد، بإيواء أشخاص مطلوبين للأجهزة الأمنية.

وخلال السنوات الأربع الماضية، استطاعت لجنة درعا البلد، بتركيبتها المقبولة من كل أبناء المحافظة من تجنيب درعا البلد ومدن وبلدات أخرى ما يمكن وصفه بالكوارث، من خلال مفاوضات عديدة خاضتها مع الفرقة الرابعة وجنرالات الروس.

ففي تموز/ يوليو من العام الماضي، حاصرت الفرقة الرابعة أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا، لأكثر من شهرين تخللهما عمليات قصف ومحاولات اقتحام للمنطقة، انتهت بعد مفاوضات خاضتها اللجنة طيلة فترة الحصار، نتج عنها انسحاب القوات النظامية إلى ثكناتها وإجراء تسوية ثانية للمطلوبين.

وبحسب مصدر محلي لـ”الحل نت”، فإن حل اللجنة في درعا البلد، سيترك فراغا في وقت يعتبر حرجا، فالأوضاع في درعا لا تزال متوترة واحتمالات حدوث صدامات مع دمشق لا تزال قائمة، ومن المهم ن تكون هناك جهة قادرة على إيصال صوت الأهالي، وطلباتهم لدمشق وللضامن الروسي.

قد يهمك:استهداف ممنهج لمروجي المخدرات في درعا.. من يقف وراءه؟

توتر في الريف الغربي

لا تزال الأوضاع متوترة في محيط مدينة طفس في ريف درعا الغربي منذ نحو أسبوع، إذ لا تزال القوات الحكومية على مشارف المدينة على الرغم من التدخل الروسي، الذي جرى مطلع الأسبوع الحالي، والذي انتهى بتفاهم على انسحاب هذه القوات بعد أن أكد أهالي المدينة إخراجهم للمطلوبين منها.

وفي هذا السياق، يعاني أهالي المدينة من الوصول إلى مزارعهم نتيجة عمليات التفتيش على الحاجز بالقرب من مدخل المدينة الجنوبي، كما تعرضت مزروعات الأهالي للكثير من الضرر نتيجة استهداف القوات النظامية للمزارع بالرشاشات الثقيلة ليلا بشكل يومي، وذلك ما أدى إلى خسارات بمئات الملايين.

وبحسب مصادر محلية، فقد توجه وفد من فلاحي طفس اليوم الخميس، إلى مدينة درعا لمقابلة محافظ درعا لؤي خريطة والذي رفض استقبالهم والسماع لمطالبهم، في حين التقوا برئيس فرع حزب البعث في درعا حسين الرفاعي، والذي اكتفى بتقديم الوعود فقط.

إقرأ:درعا.. نموذجٌ عن التسويات الفاشلة في سوريا

يشار إلى أنه في نهاية تموز/يوليو الفائت، حاصرت قوات حكومية وميليشيات إيرانية من بينها قوات العرين، مدينة طفس، وقصفت بقذائف الهاون والرشاشات الأرضية أطراف مدن وبلدات طفس واليادودة والمزيريب، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.