أنباء متلاحقة سرت خلال اليومين الماضيين، عن نشاطات إيرانية متزايدة في محافظة دير الزور شرقي سوريا، تمحورت حول كيفية الحفاظ بشكل أكبر على سرية مواقعهم الأمنية إلى جانب تعزيز وجودهم في المنطقة.

تشديد أمني

مصدر خاص، فضل عدم الإفصاح عن اسمه أفاد لـ “الحل نت” بأن “الحرس الثوري” الإيراني، عقد اجتماعا سريا، الأربعاء الماضي، على مستوى قياديات الصف الأول لقطاعات المنطقة الشرقية، في مقر “نصر” الواقع ضمن مدينة دير الزور، تحت حراسة مشددة، حيث ترأس الاجتماع “الحاج مهدي” المسؤول العام عن الحرس في سوريا.

مضيفا بأن الاجتماع استمر لأكثر من ثلاث ساعات، تم خلاله بحث طرق وأساليب الحفاظ على سرية تحركات الميليشيات الإيرانية في جميع مناطق انتشارهم، والحد من تسريب المعلومات وخاصة ما يتعلق بالمقرات والمستودعات السرية والإمدادات العسكرية، والمراكز الأمنية أيضا.

مشيرا إلى أن “الحاج مهدي” عمل على كافة الترتيبات الأمنية بشكل شخصي، إذ حرص على نشر نخبة من العناصر الإيرانيين التابعين لـ “الحرس الثوري” حول مكان الاجتماع خشية حدوث أي طارئ.

وذكر المصدر، مخرجات الاجتماع التي تمثلت بإقالة الأشخاص القائمين على مركزية المكاتب الأمنية لعدة ميليشيات في عموم المنطقة، أبرزها “الحشد الشعبي” العراقي وأخرى تتبع بشكل مباشر لـ “حزب الله” اللبناني.

موضحا أن مركزية المكاتب الأمنية للميليشيات الإيرانية تضم قادة سوريون وأجانب، تم إقالتهم بشكل كامل وتعيين قادة جدد بدلا عنهم.

إقرأ:إيران تنشئ مركز ديني جديد في دير الزور لهذا السبب

اجتماعات دورية

الصحفي عهد الصليبي، أفاد لـ ” الحل نت” بأن هذه الاجتماعات باتت روتين دوري لقادة الميليشيات الإيرانية ضمن مناطق انتشارها في دير الزور، إلا أنها زادت مؤخرا عن الحد، فتارة تعقد بداخل قاعدة “الإمام علي”، وتارة أخرى في مقر “الحرس الثوري” بداخل المطار العسكري، حيت تسعى إيران من خلال تلك الاجتماعات خلق خطط وأساليب جديدة تحافظ بها على وجودها في أكبر مساحة ممكنة، ما يسهل لها السيطرة على كامل المنطقة الشرقية، بدون وجود أي منافس لها.

وذكر الصليبي أن اجتماعا سريا، عقد قبل في حزيران/يونيو الفائت، بين قيادات من “الحرس” و “الحشد الشعبي” العراقي، بداخل قاعدة “الإمام علي” قرب مدينة البوكمال.

لافتا إلى أن الاجتماع خرج بمجموعة من القرارات، أهمها فتح باب التجنيد أمام شبان المنطقة بدون أي شروط مسبقة كما كان يحصل سابقا، وأن تتسلم إدارة المعابر غير الشرعية (معابر التهريب من وإلى العراق) بشكل دوري لكافة التشكيلات العسكرية التابعة لـ “الحرس الثوري”، ولمدة معينة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، ومن يثبت جدارته خلالها، سيتم إسناد مهمة إدارتها له بشكل دائم.

كما أعطيت تعليمات للقادة الحاضرين، بعدم التعرض لأي شخص مدني بالسلاح أو الضرب أو حتى بالكلام، وعدم إظهار الأسلحة في الأسواق.

وأكد الصليبي بأن مكان الاجتماع شهد استنفارا وانتشارا عسكريا حينها، من قبل عناصر “الثوري” الإيراني قبيل وصول القياديين إليه.

وتعير إيران محافظة دير الزور أهمية بالغة، خاصة مناطق الريف الشرقي المحاذي للحدود مع العراق، إذ تعتبرها بمثابة بوابة لإدخال العتاد والعناصر من إيران والعراق وصولا إلى سوريا.

قد يهمك:حدائق دير الزور تتحول إلى مقرات ومراكز تدريب إيرانية

وتعدّ مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، من أهم أماكن انتشار “الحرس الثوري” شرقي سوريا، كما تعد مركزا لدعم القواعد العسكرية وتحركات الميليشيات التابعة لإيران في المحور الشرقي، هذا وينشر “الحرس” آلاف المقاتلين والمستشارين العسكريين في معظم المحافظات السورية، لكن طهران تتحدث فقط عن مستشارين يعاونون حكومة دمشق، هذا وتقاتل فصائل عراقية إلى جانب الجيش السوري بطلب إيراني أيضا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.