ثلاثة لاجئين سوريين يحملون الجنسية التركية، خسروا منذ أيام، المنازل التي تحصلوا عليها مقابل أقساط لـ 240 شهرا وذلك نتيجة مشاركتهم في قرعة أطلقتها إدارة المجمعات السكنية التركية “TOKI” بعد موجة انتقادات طالت المؤسسة بسبب ذلك.

بعنوان مفاده إخراج السوريين الفائزين بشقق سكنية ضمن قرعة “TOKI” تداولت وسائل إعلام تركية، منذ أيام، هذا الخبر وصف ما يحصل بـ “الفضيحة”، حيث قالت صحيفة “يني شاغ” التركية، إنه “مع ازدياد أعداد مواطني الدولة التركية، ظهرت فضيحة أخرى، اتضح أنه بينما لا توجد منازل لأقارب الشهداء والمحاربين القدامى، تم بناء منازل 3+1 للسوريين”.

في السياق، ذكرت صحيفة سوزجو التركية أيضا معلقة على الموضوع، “أن ظهور أسماء سوريين ضمن قرعة توكي يظهر الزيادة في أعداد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية”.

وحسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا، فقد لحق ذلك موجة انتقادات حصلت على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” من قبل أتراك بسبب قضية المنازل.

إلى متى؟

لا تزال هذه الأحداث العنصرية التي تواجه اللاجئين السوريين حتى الحاصلين على الجنسية التركية منهم تتكرر، هذه المرة تحرم ثلاثة سوريين “مجنّسين” وهم لمى وعمار وعبد القادر” من الحصول على منازل في قرعة “TOKI” مقابل أقساط مريحة.

على ضوء ذلك، يقول الحقوقي المهتم بقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي لـ “الحل نت”: “في الأيام الماضية، فاز ثلاثة سوريين مجنسين ضمن قرعة الوحدات السكنية التي أعلنت عنها مؤسسة توكي، القرعة كانت مخصصة لمنطقة كاياباشي في إسطنبول”.

الغازي يضيف، بأن “ما سبق لاقى استهجانا من قبل فئة من العنصريين الذين أثاروا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مما اضطر مؤسسة توكي لأن تزيل أسماء السوريين المجنسين الناجحين في القرعة، للأسف مؤسسة مثل توكي ترضخ لخطاب العنصرية”.

ويتابع، بأن “مع بداية العام الحالي وازدياد حدة التمييز العنصري وخطابات الكراهية ضد اللاجئين السوريين والجاليات الأجنبية الأخرى والأقليات في المجتمع التركي، كنا نتوقع أنه في حال لم تتم معالجة العنصرية والكراهية عبر إصدار قوانين وتشريعات تجرم ذلك، فإن هذا الخطاب سينتقل إلى فئات في المجتمع التركي”.

وحسب الغازي، فإنه “منذ البدء بمنح الجنسية التركية للاجئين السوريين، لم تقم أي بلدية أو مؤسسة أو قائم مقام بحفل تكريم للمجنسين على عكس ما يحصل في كل دول العالم، لذا لا يوجد أي جهة تحسّس المجنس أنه أصبح مواطنا تركيا”.

قضية تتكرر

ليست المرة الأولى، فقد سبقتها عدة حوادث مماثلة، حيث كانت قد استجابت شركات ومؤسسات للانتقادات التي وصفت بـ “العنصرية” ما سبب استياء لدى جانب اللاجئين.

وفي تموز / يوليو الماضي، كانت شركة ألبسة تركية قد تلقت انتقادات بعد إعلان لقميص أطفال كتب عليه جملة باللغة العربية ما جعلها تزيل المنتج لاحقا، الأمر الذي جعل العديد من الأجانب العرب بما فيهم السوريين في تركيا يقاطعون الشركة.

وتأتي هذه الحوادث بالتزامن مع تنامي خطابات العنصرية والكراهية بحق اللاجئين السوريين، وهو ما يعاني منه اليوم معظم السوريين في تركيا.

وفي السنتين الماضيتين، تصدرت عدة شخصيات تركية باتت تكنّ العداء لتواجد اللاجئين السوريين في تركيا، من بينهم رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان وزعيم حزب النصر التركي، أوميت أوزداغ، وزعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، وزعيمة حزب الجيد التركي، ميرال أكشينار، ومسؤولين وشخصيات أخرى.

ما سبق يتزامن مع الانتقادات التي تطال السلطات التركية إثر طريقة تعاملها مع الحوادث العنصرية وناشري وداعمي خطابات الكراهية في البلاد.

الجدير بالذكر، أنه يوجد ما لا يقل عن ثلاثة ملايين و754 ألفا و591 لاجئا سوريا، بات يفكر قسم كبير منهم بالبحث عن طرق لجوء لبلاد أخرى أو العودة إلى سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.