لعل جميع المحاولات التي عمل عليها “أبو محمد الجولاني” بهدف تلميع صورته أمام المجتمع الدولي، كانت بدون موافقة حلفائه و معظم عناصره وقادات “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا).

وإن أبرز الأسباب المؤكدة لعدم موافقة حلفاء “الهيئة” لسياسية “الجولاني”، هي جريمة القتل التي حصلت بحق رجل وزجته من الطائفة الدرزية المقيمة في جبل السماق شمال إدلب، والتي وقعت بعد أيام قليلة من اجتماع “الجولاني” مع عوائل ورجال من الطائف الدرزية المقيمة بالمنطقة.

مقتل رجل وزوجته

ناشطون محليون قالوا لموقع “الحل نت”، إن “رجلا وزوجته من الطائفة الدرزية قتلوا في ظروف غامضة، صباح يوم السبت الماضي، في قرية كفتين بمنطقة جبل السماق شمال محافظة إدلب”.

وأضاف الناشطون، أن “مدنيون عثروا على جثة تركي بياس البالغ من العمر 65 عاما، وزوجته هدى زكي زيبار 61 عاما، أمام منزلهم الكائن على أطراف القرية، حيث تمت عملية القتل عن طريق إطلاق الرصاص على أجسادهم”.

وأوضح الناشطون، أن ” عملية القتل لم تكن فقط عن طريق إطلاق الرصاص المباشر على جسد الرجل وزوجته، بل كانت أيضا عن طريق قطع الشرايين والأوردة في اليد اليمنى واليسرى لكل من الرجل وزوجته”.

المتهم “تركستاني”

ونوه الناشطون، بأن “القاتل هو عنصر من الحزب الإسلامي التركستاني، يقيم في قرية كفتين، منذ ثلاثة أعوام، ودائما كان يتعرض للعائلة التي قتلت، إما بالشتم، أو بالتكفير”.

وأشار الناشطون، إلى أن “العنصر نفسه، عمل قبل أيام على الدخول إلى مسجد القرية، ومحاولته قتل المصليين المتواجدين، بعد أن ردد عبارات تكفيرية بحق من يوجد بداخل المسجد”.

ووفق الناشطون، أن “الحزب الإسلامي التركستاني أعلن في وقت سابق اليوم في بيان خاص له، عن عدم ضلوع عناصره بحادثة القتل التي حصلت في قرية كفتين بإدلب”.

الدروز تحت رحمة “التركستان”

مصادر محلية قالت لموقع “الحل نت”، إن جميع القرى والبلدات في منطقة جبل السماق ذو الغالبية الدرزية، هي الآن تحت هيمنة فصيل “الحزب الإسلامي التركستاني” المصنف على قوائم الإرهاب.

وأكدت المصادر، أن “الحزب يتحذ من تلك القرى مواقع ومقرات له، وخاصة أن المنطقة تعتبر شبه فارغة من سكانها الأصليين، الذين لاذوا بالفرارا منذ عام 2015 إلى خارج سوريا”.

واعتبرت المصادر، أن “جريمة القتل التي كان ورائها عناصر من الحزب التركستاني، هي رسالة إلى هيئة تحرير الشام، بعد ظهور قائدها الجولاني في الأونة الأخيرة مع وجهاء ورجال من الطائفة الدرزية”.

وأردفت المصادر، بأن “الرسالة الموجه للجولاني، تفيد بعدم موافقتهم لسياستيه، ورسائل تهديد له بعدم الاقتراب من المنطقة المسيطر عليها من قبل التركستان، الذين يعتبرون من أهم حلفاء تحرير الشام بإدلب”.

والتقى الجولاني مطلع الشهر الحالي، عددا من وجهاء قرى كفتين، ومعارة النعسان، وحربنوش، وكتيان، ووعدهم بتكثيف الجهود للنهوض بالواقع الخدمي وتحسين المرافق العامة خلال الفترة القادمة، وتأتي الزيارة ضمن سياسية الجولاني، في تلميع صورته ومحاولته لنزع صفة الإرهاب عنه من المجتمع الدولي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.