“اسم في الأخبار” عباس إبراهيم .. الشخص الذي يريد إعادة اللاجئين السوريين من لبنان

مع تصاعد وتيرة استخدام ملف “اللاجئين السوريين”، كورقة بيد الحكومة والأحزاب السياسية في لبنان، يبرز اسم اللواء، عباس إبراهيم، على الساحة اللبنانية، عقب تسلّمه ملف السوريين في لبنان، فما هو دوره وتأثيره على الملف؟.

ملف السوريين

عباس إبراهيم، من أبرز الشخصيات الأمنية في لبنان في الوقت الراهن، تسلم خلال مسيرته العديد من الملفات الأمنية المرتبطة مع الدول الأخرى، ليتم الإعلان مؤخرا عن تسلّمه ملف “اللاجئين السوريين“، وذلك مع تصاعد الخطاب الرافض لوجود اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما من قِبل الحكومة اللبنانية

وجاء تسليمه للملف بقرار من رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الأسبوع الماضي، حيث أشار القرار إلى أن: “تكليف إبراهيم، يأتي لتأمين العودة الطوعية والآمنة للسوريين، وللتواصل في هذا الخصوص مع الجهات السورية المعنية“.

كما منح قرار رئيس الحكومة، إبراهيم، الصلاحية بـ“الاستعانة بما يراه مناسبا من الإدارات والمؤسسات العامة، وهيئات المجتمع المدني، في سبيل إنفاذ المهمة المطلوبة منه“.

وفي إطار تعليقه على القرار، قال إبراهيم، في تصريحات نقلتها صحيفة “النهار” اللبنانية: “بدأنا قبل نحو عشرة أعوام في إجراءات مواجهة هذا الملف عبر مدخلين: الأول، اتخاذ إجراءات وتدابير أمنية وقانونية للحد أولا من موجات النزوح عبر تدابير أمنية مشددة، والثاني، الخطوات العملانية الكفيلة بتأمين عودة طوعية للراغبين منهم، ولاسيما بعد تراجع المواجهات في ثلثي سوريا، وتحوّلها الى مناطق آمنة نسبيا“.

وأضاف إبراهيم، “سنعيد فتح 17 مركزا في كل المناطق والمعابر تخصص لهذه المهمة، بعد أن نشجعهم من خلال إعفائهم من الغرامات والرسوم المفروضة عليهم، إن هم غادروا وتعهدوا عدم العودة“.

الحكومة اللبنانية، تسعى منذ سنوات لإعداد خطط من شأنها إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ولو قسرا، حيث طرحت بيروت قبل فترة أشهر مشروع إقامة منطقة آمنة لنقل السوريين إليها، ويبدو أن تعيين اللواء إبراهيم، كمسؤول عن الملف، يأتي في إطار إقرار لبناني بأن إعادة النازحين السوريين، يحتاج إلى قرار دولي، وليس فقط خطط حكومية لتنفيذ هذا المشروع .

هل تطبق الخطة اللبنانية؟

الخطة اللبنانية، بحسب ما نشرت تقارير صحفية اطلع عليها موقع “الحل نت“، وتابعها مع مراقبين لبنانيين وسوريين، سابقا، تقضي بإعادة الـ 15 ألف لاجئ بشكل شهري إلى سوريا، حيث تتولاهم حكومة دمشق، وتقيم لهم مراكز إيواء خاصة بما يمكن تسميته “منطقة آمنة لبنانية”، تعيد العلاقات السياسية والديبلوماسية بين بيروت ودمشق، رغم أن العديد من السوريين في لبنان غادروا بلادهم بسبب الأعمال العسكرية التي رعاها “حزب الله” اللبناني، بتوجيه ودعم من “الحرس الثوري” الإيراني، ولعل المناطق الحدودية السورية مع لبنان، لا سيما تلك التابعة لمحافظة حمص، خير دليل على أبرز أسباب لجوء السوريين إلى لبنان.

قد يهمك: تقدم على مستوى تشكيل الحكومة وترسيم الحدود في لبنان

اللواء إبراهيم، كان قد لعب دورا بارزا في العديد من الملفات العالقة في لبنان، لا سيما السياسية منها والأمنية، كما يُعتبر من الشخصيات القليلة التي جمعت بين العمل الأمني والسياسي في لبنان في آن واحد، ما أدى به إلى بناء علاقات جيدة مع دول إقليمية ودولية.

تسلم عباس إبراهيم، ملف اللاجئين الفلسطينيين في العام 2007، خلال أحداث مخيم نهر البارد، عندما اندلعت اشتباكات بين الجيش اللبناني وحركة “فتح الإسلام“، في 20 من أيار/مايو 2007، واستمرت حتى مطلع شهر أيلول/سبتمبر من العام نفسه.

خلال تلك الأحداث برز اسمه من خلال منع امتداد أحداث “نهر البارد”، إلى مخيم عين الحلوة، بسبب علاقاته الجيدة مع الفصائل داخل المخيم.

كما لعب دورا في عملية تبادل الأسرى بين “حزب الله” اللبناني، وإسرائيل في عام 2008، عندما تم تسليم رفات جنديين إسرائيليين قتِلوا في حرب 2006، مقابل الإفراج عن سراح سمير القنطار، ومقاتلين آخرين من حزب الله.

ملفات أمنية

المسارات التي انخرط فيها إبراهيم، جعلته محط ثقة لدى “الثنائي الشيعي” في لبنان، “حزب الله” و“حركة أمل“، فاتفقوا على تعيينه مديرا عاما للأمن اللبناني في 2011، بقرار من الرئيس ميشال عون.

تزامن وصول إبراهيم، إلى إدارة الأمن اللبناني، مع بدء الاحتجاجات ضد الحكومة في سوريا، وبدء انعكاسها على الجانب اللبناني، خاصة مع تدخل “حزب الله“، ومشاركته عسكريا إلى جانب القوات السورية في مواجهة المعارضين السوريين.

وتسلم إبراهيم، ملف المخطوفين اللبنانيين في مدينة اعزاز، شمالي سوريا، والذي جاء ردا على خطف مواطنين أتراك في الضاحية الجنوبية في 2013.

وتمكّن إبراهيم، حينها، بعد عدة زيارات سرية وعلنية قام بها إلى تركيا، وقطر من إطلاق سراح المخطوفين وإعادتهم إلى لبنان، لتعتبر أولى “بصماته” في سجل اللواء، ليوكل إليه قضية راهبات معلولا.

في أواخر العام 2014 أقدمت “جبهة النصرة”، على خطف 13 راهبة من دير “مار تقلا” الأرثوذكسي، في بلدة معلولا بالقلمون الغربي شمال دمشق، قبل أن يُطلق سراحهن في آذار/ مارس، مقابل الإفراج عن 153 معتقلة من السجون السورية بعد مفاوضات قادها إبراهيم.

عام 2015 قاد إبراهيم، كذلك مفاوضات مع “جبهة النصرة” لمدة 16 شهرا، من أجل إطلاق سراح 16 جنديا لبنانيا، مقابل إطلاق سراح 13 سجينا بينهم خمسة نساء، وفتح ممر إنساني إلى عرسال، على الحدود اللبنانية السورية.

وفي وساطة جديدة لإعادة فتح ملف تايس، أعلن مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، عن فتحه مجددا ملف الصحفي الأميركي، المعتقل في سوريا، خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة.

وبسبب علاقاته مع الحكومة السورية، لعب إبراهيم، دورا هاما كوسيط بين سوريا، والولايات المتحدة في ملف مصير المختطفين الأميركيين، وأبرزهم الصحفي “أوستن تايس“.

وتمكن إبراهيم من لعب دور في إطلاق سراح الكندي كريستن لي باكستر، في 2019، وهو سائح دخل سوريا مطلع العام 2018، كذلك ساهم لإطلاق سراح سام جودوين، وهو مواطن أميركي أُطلق سراحه من سوريا، في العام نفسه.

وقال إبراهيم، في حديثه لصحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، أواخر أيار/مايو الماضي، إنه أثناء زيارته إلى واشنطن، ناقش مع كبار المسؤولين الأميركيين قضية إطلاق سراح أوستن تايس، المعتقل من قبل القوات السورية منذ عام 2012.

وأضاف: “ناقشنا ملف السيد تايس، واتفقنا على ضرورة إحراز تقدم ما، لكن علينا أن نرى أولا كيف يمكننا سد الفجوة، وكيفية تقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق“.

وبحسب المسؤول اللبناني، الذي يقود أقوى جهاز أمني في لبنان ولديه خبرة في مجال الوساطة الدولية، فإن المفاوضات ستبدأ مجددا مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، عبر استكمال ما تم التوقف عنده في عهد إدارة ترامب.

اللواء عباس إبراهيم، من مواليد مدينة صيدا اللبنانية، عام 1959 وحاصل على إجازة جامعية في العلوم العسكرية، وبكالوريوس العلوم في إدارة الإعمال، وتطوع في الجيش اللبناني والتحق بالمدرسة الحربية عام 1980.

شغل مناصب أمنية عدة كان أبرزها تولي الأمن الشخصي لمبعوث الجامعة العربية إلى لبنان الأخضر الإبراهيمي، في عام 1989، والذي لعب دورا مهما في “اتفاق الطائف”، وإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية.

وعُيّن إبراهيم، عقب ذلك الحارس الشخصي للرئيس اللبناني إلياس الهراوي، وبقي في المنصب حتى عام 1992 عندما كُلف بحماية رئيس الوزراء، رفيق الحريري، وبقي حتى عام 1993، قبل أن يعود في العام الذي يليه إلى مديرية المخابرات.

كذلك شغل إبراهيم، منصب “رئيس قسم مكافحة الإرهاب والتجسس” في فرع المكافحة بمديرية المخابرات، قبل أن يُعين رئيس فرع المكافحة في مديرية المخابرات حتى عام 2002، ثم قائد فوج المغاوير، بين عامي 2002 و2005.

في 2005 عين رئيس فرع مخابرات جنوب لبنان، قبل أن يصبح المساعد الأول لمدير المخابرات في 2008.

اقرأ أيضا:  لبنان.. عون يرفض ترك المنصب لحكومة ميقاتي ويلوح بخطوات تصعيدية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.