لتفسير وجود إيران في سوريا، نعود بالذاكرة لشهر أيلول/سبتمبر 2015، حيث نشرت صحيفة “القدس العربي”، مقتطفاتٍ من كتاب “أعرفهم من مسافة قريبة” تأليف صقر الملحم، الدبلوماسي السابق في عهد حافظ الأسد، والذي يجيد اللغة الفارسية، ويصف لقاءً عُقد في طهران مباشرةً بعد وفاة حافظ الأسد، وجاء المسؤولون الإيرانيون للتعبير عن تعازيهم. 

كما حضر اللقاء عدد من كبار الضباط العسكريين. كانوا يتحدثون الفارسية، معتقدينَ أنه لن يفهم أي سوري لغتهم، وتحدّث الضابط المسؤول إلى زملائه بهدوء شديد قائلاً: “لقد أذهب الله الجبل عن طريقنا. وقريباً، ستستيقظ زينب من سباتها وتبحر سفننا من جديد في الأبيض المتوسط”. ويشير “الجبل” إلى حافظ الأسد الذي عارض التدخلات الإيرانية المفرطة رغم استجلابهم لمواجهة خطر سقوطه خلال فترة حكمه. 

إن تقرير الملحم، يُظهر الروح الهجينة للقيادة الإيرانية، التي تجمع بين التديّن والتفسير البارد لمصالح إيران الاستراتيجية. فبعد وفاة حافظ الأسد، لم يقف أي شيء في طريق طهران؛ ولهذا كتب الملحم أن بشار الأسد حوّل سوريا إلى “المنطقة الخامسة والثلاثين في إيران”. إن الموقف السابق يسقط منه عديد من التساؤلات على رأسها، لماذا تسعى طهران الإسلامية والشيعية شديدة التديّن إلى مدّ نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي والديني إلى سوريا العربية وعلوية وعلمانية؟

بصمات إيرانية على 2011

إيران ليست مسؤولة عن اندلاع الاحتجاجات السورية عام 2011، لكن مع حدوث هذه الاحتجاجات وجدت إيران نفسها أمام مجموعة الخيارات، وإذا اختارت الوقوف إلى جانب حليفها العربي الأكثر قيمة والذي كان يقمع الاحتجاجات السلمية بعنف، فسوف يُنظر إليها على أنها منافقة وانتهازية من قِبل الجماهير في العالم العربي الإسلامي. 

الجهاد الإسلامي الوكيل الإيراني الذي يستخدم الأراضي السورية إيران في سوريا
عناصر من الحركات الفلسطينية والميليشيات العميلة لإيران في دير الزور. (إنترنت)

ومن ناحية أخرى، إذا وقفت مكتوفة الأيدي وامتنعت عن دعم دمشق، فإنها ستثير غضب الأسد الابن. علاوة على هذا، ليس هناك ما يضمن أنه إذا وصلت حكومة جديدة إلى السلطة في دمشق، فإنها ستبني علاقات وثيقة مع طهران. وإذا غيّرت موقفها واختارت دعم المعارضة، فمن غير المؤكد ما إذا كانت الأخيرة ستنتصر في الصراع ضد حزب “البعث” السوري.

وهنا حسمت إيران موقفها وقررت أن تقدّم الدعم إلى الأسد، بل أصبح كل همّها أن لا يسقط هيكل ومكونات النظام السياسي والسلطوي السوري، ولهذا ضخت عشرات الآلاف من المقاتلينَ الموالينَ لدمشق؛ للتعويض عن التفكك التدريجي للجيش السوري، وهنا قامت إيران بتمكين نفسها على حساب الرئيس.

ومن خلال السماح لقواتها بارتكاب فظائع إلى جانب تلك التي يرتكبها الجيش السوري، أضفت طهران الشرعية أيضاً على جرائم الجيش وقواته الرديفة والميليشيات التابعة له وشجّعته على اضطهاد شريحة واسعة في سوريا، ومن خلال الاستفادة من الهروب الجماعي لكافة المكونات لترسيخ وجودهم في مناطق واسعة من سوريا، استفاد الإيرانيون من محنة الشعب السوري. 

وكانت طهران تأمل في البداية من خلال مساعدة الأسد، ستتمكن دمشق من الخروج من الأزمة خلال فترة زمنية قصيرة. ونتيجة لذلك، دعمت إيران بقوة جهود الأسد لسحق الاحتجاجات من خلال توفير الدعم الفني والخبرة لتحييد المعارضة. 

وقدّم الإيرانيون المشورة والمعدّات لقوات الأمن السورية لمساعدتها على احتواء الاحتجاجات وتفريقها. بالإضافة إلى ذلك، قدّموا التوجيه والمساعدة الفنية حول كيفية مراقبة وتقييد استخدام الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول التابعة للمعارضة. 

بذلت إيران كل ما في وسعها لضمان عدم الإطاحة ببشار الأسد من خلال ضخ الرجال والمواد والأموال لتعزيز موقفه. ومن غير الواضح مقدار ما خصصته إيران من الموارد المالية، بما في ذلك المساعدات العسكرية والاقتصادية لسوريا.

لكن تتراوح التقديرات من 16 مليار دولار منذ عام 2011 إلى 15 مليار دولار سنويا، بينما يقدّرها آخرون بمبلغ إجمالي يصل إلى 105 مليار دولار. واعترف أحد كبار المسؤولين الإيرانيين، وهو يتحدث عن بداية اندلاع الاضطرابات في سوريا، قائلا: “سوريا أعاقتنا” فقد استمرت الحرب في سوريا ما يقرب من عشرة سنوات أنتصر فيها الأسد وحلفائه الإيرانيون والروس، الروس الذين دخلوا الحرب في سوريا عام 2015 من أجل منع الأسد من السقوط بناءً على وساطة إيرانية. 

أنتصر الأسد الذي ما كان له أن ينتصر لولا الدعم الإيراني، هذا الدعم الذي فضح مطامع إيران في سوريا. وبرزت إيران باعتبارها صاحبة النفوذ الأجنبي المهيمن في الصراع الأكثر دموية وكارثية الذي عرفته المنطقة. وتستخدم طهران مواردها المالية والعسكرية والاقتصادية بلا هوادة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وخلال الحرب أنشأت إيران موطئ قدم رئيسي لها في البلاد، لتصبح سمة لا يمكن إنكارها في أي مشهد محتمل بعد الحرب. لنجد أنفسنا أمام سؤال لماذا تتورط إيران في سوريا؟

أهمية موقع سوريا لإيران

إن التدخل الإيراني في سوريا ينبع من اعتبارات جيوسياسية استراتيجية. تقدم سوريا لإيران موطئ قدم حيوي في بلاد الشام، مما يسهل بسط نفوذ طهران عبر المنطقة. ويسمح هذا العمق الاستراتيجي لإيران بإبراز القوة وموازنة المنافسينَ مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل. 

صورة للرئيس السوري بشار الأسد تظهر على طريق تتجه فيه آليات تحمل شحنات من الحشد الشعبي إلى سوريا، 12 فبراير 2023. (رويترز/أحمد سعد)

وقد تجسد ذلك خلال الحرب الإيرانية العراقية عندما شكّلت الدولتان تحالفًا استراتيجياً قويًا. ولهذا يقول علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري الشؤون الخارجية للمرشد الأعلى الإيراني: إن “سلسلة المقاومة ضد إسرائيل من قبل إيران وسوريا وحزب الله والحكومة العراقية الجديدة وحماس تمرّ عبر الطريق السريع السوري – سوريا هي الحلقة الذهبية لسلسلة المقاومة ضد إسرائيل”. 

أما سعيد جليلي، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، فيرى ما يحدث في سوريا ليس قضية داخلية، بل صراع بين “محور المقاومة” وأعدائه في المنطقة والعالم. وإيران بنظره لن تتسامح بأي شكل من الأشكال مع كسر هذا المحور الذي تشكّل سوريا جزءا لا يتجزأ منه. 

ولعل هذا يفسّر لنا ما أشار إليه الكاتب والصحفي البريطاني، باتريك سيل، في كتابه الكلاسيكي “صراع من أجل سوريا” حينما كتب: “الذين يطمحون في السيطرة على الشرق الأوسط لابدّ أن ينتصروا على سوريا أولاً”. ووفقاً له، “فمن كان يسيطر على سوريا أو يتمتع بصداقتها الخاصة، يمكنه أن يعزل (الدول العربية الأخرى) ولا يحتاج إلى الخضوع لأي مجموعة أخرى من الدول العربية”. 

إيران عملت على الاستفادة من الحرب الأهلية السورية لمدّ نفوذها وسيطرتها لتصفية الحسابات القديمة مع السعودية التي دائما ما يتمّ النظر إليها على اعتبارها الزعيم الإقليمي، وهذا خلال الهجمات على المعارضة السورية التي دعمتها تركيا والسعودية وقطر. 

المختص في الشأن الإيراني، أسامة الهتيهي، يذهب في حديثه مع “الحل نت ” إلى القول بأن: سوريا تُعدّ من دول المرحلة الأولى لدائرة الاستهداف الإيراني أو ما يطلق عليه قادة المشروع الإيراني “المرحلة الخضراء”، ومن ثم فإن كل التحركات الإيرانية في سوريا لا تنبني بالأساس على مبدأ المكاسب والخسائر المادية، وإن كان ذلك حاضرا بطبيعة الحال ولو على مستوى توظيفه في الخطاب السياسي الموجّه للجماهير في إيران.

لكن الأهم هو البُعد الأيديلوجي لدى متّخذي القرار الإيراني، والذي يرى في سوريا بلدا مهمّا على المستوى الاستراتيجي لاعتبارات عديدة منها وقوع سوريا على تماس مع إسرائيل الأمر الذي يسمح لإيران باستخدام سوريا كأداة في إدارة الصراع بين طهران والغرب، وكذلك وجود ظهير شعبي شيعي ونظام الحكم السوري الموالي لطهران فضلا عن كونها طريق للربط بين إيران والعراق ولبنان، وعليه فإن إيران لا يمكنها رفع يدها عن التدخل في سوريا.

إنشاء قواعد عسكرية “البوكمال” 

التصريحات الأخيرة لعدد من المسؤولين الإسرائيليين أكدت وجود درجة من النجاح في الجهود الإسرائيلية لاحتواء ترسيخ إيران في سوريا، إلا أن الصورة الكبيرة هي أن نفوذ إيران وقوّتها في سوريا مستمران في التعمّق والتوسّع. حيث تقوم القوات الإيرانية ببناء قواعد جديدة شديدة التحصين في البوكمال في شرق سوريا منذ صيف عام 2019، وقاعدة البوكمال هي أول منشأة عسكرية بهذا الحجم بنتها القوات الإيرانية في سوريا. 

منظر لملصق رضي موسوي، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، الذي توفي نتيجة الهجوم الإسرائيلي على العاصمة السورية دمشق، في أحد شوارع طهران، إيران في 27 ديسمبر 2023. (تصوير فاطمة بهرامي/غيتي)

تتمتع القاعدة بمستوى جديد من التحصين، حيث تضمّ نفقاً تحت الأرض بطول 400 قدم ومرافق سكنية لآلاف الجنود. وتمثّل مرافق التخزين تحت الأرض ومعسكرات الأفراد الكبيرة جهداً طويل المدى لترسيخ الأصول والأفراد العسكريين الخاضعين لسيطرة إيران في سوريا. 

وتأتي أهمية هذه القاعدة من خلال :

1- إن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق ولبنان تجعل سوريا ذات أهمية خاصة بالنسبة لطهران، من خلال تأمين العمق الاستراتيجي.

2- تطوير الوجود العسكري في سوريا في ظل التنافس مع الوجود العسكري الروسي يمنح إيران نفوذ.

3- تمثّل هذه القاعدة ملجأ إيراني آمن في حال زادت الهجمات الإسرائيلية، واستخدام هذه القاعدة لتهديد إسرائيل أو مهاجمتها. فهناك قلق كبير من أن إيران تزيد من وجودها العسكري وتعزز أصولها في سوريا بهدف إطلاق جبهة ثانية ضد الإسرائيليين إذا اقتضت الظروف ذلك.

4- تحتوي هذه القاعدة على خلايا شيعية كثيرة تعمل على أرض الواقع لتنسيق بين المدّ الشيعي والنفوذ العسكري.

5- القاعدة العسكرية المتقدمة في سوريا تسمح لإيران بتجنّب التعقيدات التي يواجهها حلفاؤها في لبنان.

6- تساعد البوكمال على منح “الحرس الثوري” الإيراني، قدرة أكبر على إدارة التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة، والإشراف بشكل مباشر على وكلائه في سوريا والعراق.

“الحرس الثوري” الإيراني، بدأ في نقل بعض قواته في سوريا بعيداً عن الخطوط الأمامية في ربيع عام 2020 مع توسيع وتعزيز وجوده في شرق سوريا. يوفّر هذا التحول لطهران قواعد أكثر أمانًا تحت سيطرتها بشكل مباشر لتهديد إسرائيل والولايات المتحدة. 

أصبحت قاعدة البوكمال المجهّزة حديثاً في محافظة ديرالزور على طول الحدود السورية مع العراق، نقطة قيادة وسيطرة ذات أهمية متزايدة خلال العامين الماضيين. ومن المرجّح أن يشير الوجود المتزايد للقوات في البوكمال إلى أن القوات الإيرانية تنوي توسيع نقطة القيادة والسيطرة الاستراتيجية المحصّنة حديثًا على طول الحدود العراقية.

سوريا بوابة لبنان

إن سوريا هي مدخل لبنان، و”حزب الله”، والبحر الأبيض المتوسط، وهي كلها أمور حاسمة بالنسبة لخطط إيران طويلة المدى. فقد يمثّل التواجد في سوريا طريق آمن لوصول الأسلحة إلى “حزب الله” في لبيان. ولهذا فإن قوات “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني، تتمركز في مناطق رئيسية في الميادين، ويحافظان على سيطرة حصرية على هذه المناطق (أي دون التعاون مع الجيش السوري أو الحصول على إذن منه). 

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (يسار) يعقد مؤتمرا صحفيا بحضور نظيره السوري فيصل مقداد في العاصمة دمشق في 23 مارس 2022. (تصوير لؤي بشارة / وكالة الصحافة الفرنسية)

ومن الواضح أن القادة الإسرائيليين خلصوا إلى أن سوريا تشكّل أهمية حيوية لإبقاء “حزب الله” حيّا، وبالتالي هناك عرقلة للجهود الإسرائيلية لإجبار الحزب عسكرياً على سحب قواته من الحدود مع إسرائيل. وتنفذ إسرائيل موجات من الضربات القاتلة في سوريا ضد شاحنات البضائع والبنية التحتية والناشطين المشاركين في توزيع الأسلحة الإيرانية إلى “حزب الله” وحلفاء إقليميين آخرين لطهران. 

ويقول الهتيهي في هذا الصدد، إن سوريا تُعدّ مرتكزا أساسيا للنفوذ الإيراني في كلٍّ من لبنان والعراق وحتى الفصائل الفلسطينية، وهي بلا شك مسألة غاية الأهمية غير أن ذلك يجب أن لا يلفتنا بعيدا عن الأهمية الخاصة لسوريا ذاتها فهي تحتل مكانة خطيرة لمحورية المشروع الإيراني في المنطقة. 

وهذا ما أدركه الخميني في السنوات الأولى من عمر الثورة الإيرانية، حيث سعى إلى ضمان وجود موقف لبلد عربي محوري خارج التوافق العربي لحرب الثماني سنوات 1980 – 1988 بين كلٍّ من إيران والعراق، وهو الموقف الذي كان له بلا شك أثره الكبير سواء في الداخل الإيراني أو في إحداث استقطاب عربي صبّ في صالح إيران.

توسيع النفوذ الشيعي

 إيران لها أطماع دينية في سوريا تتمثل في نشر التشيّع، ويعتبر قبر ومسجد السيدة زينب، في جنوب دمشق موقعاً حاسماً في العالم الشيعي. فمنذ عام 1990، كانت رحلات الحج الجماعية الإيرانية إلى الضريح بمثابة ريشة في قبّعة طهران. 

كيف تحولت السيدة زينب من مزار ديني إلى قاعدة عسكرية إيرانية؟ (6)
لافتات معلقة فوق شارع مزدحم في حي السيدة زينب بدمشق، سوريا. (تصوير جون ريفورد / بلومبرج)

ولهذا عملت القوات الإيرانية على تهجير بعض المكونات السورية هناك، ويتم توطين عائلات رجال الميليشيات الشيعية الأفغانية والباكستانية والعراقية هنا. وفي المدن الكبرى وفي الجنوب الشرقي، يتحول عدد متزايد من العلويين وبعض السّنة أيضاً إلى الإسلام الشيعي. 

كما تعمل المؤسسات الثقافية والأماكن المقدسة الإيرانية كمراكز تحويل وتجنيد هجينة للميليشيات المحلية الموالية لإيران في إطار ما يخدم فكرة الهلال الشيعي. 

كل هذا يؤدي إلى “تشيّع” سوريا بشكل تدريجي ولكن عميق. ومع عدم قدرة أكثر من نصف السكان السوريين، على العودة إلى ديارهم، تعتمد إيران في حروبها في سوريا على الوكلاء الشيعية من العراق وباكستان وأفغانستان تحت شعار “الدفاع عن المراقد المقدسة”، ولهذا أخذ الصراع في سوريا شكلاً طائفياً.

الأهداف الاقتصادية والمصالح النفطية

قد تبرز الاعتبارات الاقتصادية، خاصة في سياق العقوبات، كعوامل مؤثرة توجّه قرارات إيران بشأن سوريا، وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، نظيره السوري، بشار الأسد وقّعا اتفاقيات ومذكّرات تفاهم نهاية العام الفائت، تتعلق بعدة قطاعات، بما في ذلك النفط والزراعة والسكك الحديدية ومناطق التجارة الحرة.

وتطمح شركة السكك الحديدية المملوكة للدولة في إيران منذ فترة طويلة إلى توسيع شبكتها عبر العراق وسوريا المجاورتين، وربطها بميناء اللاذقية السوري على البحر الأبيض المتوسط ​​لتعزيز سيطرتها. وترى المعارضة السورية ومنتقدو طهران أن هذا محاولة إيرانية أخرى لتعزيز نفوذها السياسي.

أما فيما يتعلق بالنفط، قامت إيران بتسليمه إلى الحكومة سوريا عن طريق شركة تابعة لوزارة الطاقة الروسية تم استخدامها في البداية للتهرّب من العقوبات بموجب مخطط موسكو “النفط مقابل السلع” مع إيران قبل خطة العمل الشاملة المشتركة. قد يستمر التهرّب من العقوبات كمجال للتعاون بين روسيا وإيران في سوريا مع استمرار العقوبات على موسكو وطهران ودمشق، والتي تم تشديدها بموجب قانون “قيصر”. 

وأخيراً، تشير كل هذه الأدلة مجتمعة إلى خطة استراتيجية إيرانية عميقة وطويلة المدى، تهدف طهران من خلالها إلى السيطرة على الفضاء السوري بكل أبعاده. ومن الواضح أن المخطط المطبّق هو الذي حقّق مثل هذه النتائج المبهرة في لبنان، ثم في العراق لاحقاً. ووفقاً لهذا التوجّه، تقوم إيران بتفعيل مجموعة متنوعة من الأدوات تحت وداخل وفوق هياكل الدولة السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات