نحن نعيش الآن عصر حروب الطائرات بدون طيار، كانت هذه الحقبة قادمة منذ سنوات مثل القطار البطيء، و بإمكاننا اليوم أن نعترف أن إيران تتصدر هذه الحقبة، بينما كانت العديد من الدول تراقبها إلا أنها لم تعتبر ذلك تهديدًا كبيرًا؛ وذلك لأن برنامج إيران النووي وميليشياتها وصواريخها كان يُنظر إليها على أنها التهديد الأكبر.

خلال الأسابيع الأخيرة، أصبح القلق متزايد على نحو خاص، حيث استيقظ العالم مرتين: عندما قامت إيران بتصدير طائرات بدون طيار إلى روسيا، وعندما هاجمت إسرائيل. فكيف بدأ هذا؟ ولماذا تُشكل المسيرات الإيرانية تهديداً؟ وكيف سيتعامل العالم معه؟

قصة قديمة لـ “المسيرات الإيرانية”

قصة المسيرات الإيرانية يمكن قراءتها من النهاية أولاً، عندما أصدرت الولايات المتحدة يوم 25 نيسان/أبريل الفائت، مزيدا من العقوبات على إيران، مستهدفة الطائرات الإيرانية بدون طيار، بما في ذلك استخدامها من قبل روسيا في الحرب على أوكرانيا.

هيمنة إيران على الخرطوم هل تنتظر السودان مصير بغداد ودمشق؟ (3)
عرض الطائرة بدون طيار “مهاجر 6” في 23 أغسطس 2023 في طهران، إيران. (عطا كيناري/ وكالة الصحافة الفرنسية)

وزارة الخزانة الأميركية، قالت في بيان إن الإجراء الذي تم اتخاذه بالتنسيق مع المملكة المتحدة وكندا يستهدف أكثر من عشرة كيانات وأفراد وسفينة اتهمتهم بلعب دور رئيسي في تسهيل وتمويل البيع السري للطائرات الإيرانية بدون طيار، فيما حذرت واشنطن في وقت سابق من الشهر ذاته، من أنها ستفرض المزيد من العقوبات على إيران في أعقاب هجومها غير المسبوق على إسرائيل بحوالي 170 مُسيّرة والتي سقطت كلها في الطريق.

قبل أن نصل إلى تلك النقطة، كانت هناك عقوداً نما فيها استخدام الطائرات بدون طيار، حيث كانت إسرائيل من أوائل الدول في العالم التي كانت رائدة في استخدام الطائرات بدون طيار في الحروب في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”.

ثم استخدمت الولايات المتحدة طائرة “بريداتور” بدون طيار، أولاً للمراقبة في التسعينيات ثم لشنّ ضربات مستهدفة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولاحقاً أصبحت الصين قوة بدون طيار، في المقام الأول في المجال التجاري من خلال مبيعات طائرات “DJI” بدون طيار، حتى وصلنا إلى حقبة الطائرات بدون طيار الإيرانية.

يعود تاريخ برنامج طهران لـ “المُسيرات” إلى الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و1988، عندما بدأت القوات الإيرانية في استخدام الطائرات بدون طيار لأغراض الاستطلاع.

في حينه استعانت بها إيران، لأنها رخيصة الثمن بينما كان العراق كان لديه أنظمة دفاع جوي أفضل وكان لديه أيضًا طائرات حصل عليها من السوفييت، وعلى النقيض من ذلك، كان الإيرانيون يقودون الطائرات التي حصل عليها نظام الشاه من الولايات المتحدة، لكن هذه الطائرات لم تكن تحتوي دائمًا على قطع غيار.

حتى عام 2012، عندما إيران أنها أجرت هندسة عكسية لطائرة أمريكية بدون طيار متقدمة كانت قد استولت عليها في العام السابق، وهو ما فتح باب نمو مشروع المسيرات الإيرانية في البلاد.

في العقد الماضي، زادت إيران من برنامج الطائرات بدون طيار بشكل كبير. وبدأت في الاستثمار في طائرات انتحارية بسيطة بدون طيار، مما أدى في النهاية إلى إنشاء طائرة “شاهد 136″ التي أصبحت تشكل تهديداً، وأصبحت طائرتها الآن مختبرة في المعارك، و”تغير قواعد اللعبة” في مناطق الصراع.

انتشار واسع للمُسيرات الإيرانية

خلال السنوات الأخيرة، بدأ الانتشار الملحوظ للمسيرات الإيرانية، حيث نقلت إيران الطائرات بدون طيار، إلى “الحوثيين” في اليمن، ونجحت إيران في تصدير طائراتها بدون طيار ومخططاتها إلى “حزب الله” في لبنان، وكذلك استطاعت إرسالها إلى العراق وسوريا. 

الاستراتيجية والخيارات كيف سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟ (1)
الجيش الإسرائيلي ينشر منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي بالقرب من القدس في أعقاب الغارات الجوية الإيرانية في القدس في 15 أبريل/نيسان 2024. (تصوير سعيد قاق/غيتي)

ثم بدأت لحظة استخدامها، في شباط/فبراير 2018، أطلقت طهران طائرة بدون طيار استهدفت إسرائيل من قاعدة “التيفور” (T-4) السورية بالقرب من تدمر، ثم استخدمت أيضًا المسيرات الإيرانية لمهاجمة منشأة بقيق السعودية في عام 2019.

كما صدرت أعداداً كبيرة من الطائرات بدون طيار إلى روسيا، فيما تستخدم روسيا خلال العامين الأخيرين طائرات “شاهد 136” الإيرانية بدون طيار في أوكرانيا. والحقيقة أن إيران خططت لأن تصبح طائرة “شاهد” وأنواع أخرى من الطائرات بدون طيار من أكثر الطائرات مبيعًا وأن تفعل في حرب الطائرات بدون طيار ما فعله السوفييت مع “AK-47”. فالطائرات بدون طيار الإيرانية هي نسختها من “AK-47” السوفيتية المُعدلة.

وفقًا لوكالة الاستخبارات الدفاعية، قامت إيران بالفعل بتصدير ما يزيد عن 1700 طائرة بدون طيار من سلسلة (مهاجر وشاهد) إلى روسيا بحلول آب/أغسطس 2022. علاوة على ذلك، تم وضع خطط لإنتاج 6000 طائرة بدون طيار أخرى مصممة إيرانيًا في روسيا بحلول أوائل عام 2023. 

وبحلول تموز/يوليو 2023 تقريباً، كانت روسيا تستخدم في كثير من الأحيان طائرات انتحارية إيرانية بدون طيار في هجماتها الأوكرانية. فيما تم تهريب معظم الطائرات بدون طيار التي تم تصديرها إلى روسيا باستخدام شركة الطيران الحكومية الإيرانية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من القوارب.

ليس هذا فقط، بل خلال الأشهر الأخيرة، ظهرت تقارير عن رصد طائرات بدون طيار إيرانية الصنع من طراز “مهاجر 6” في إثيوبيا في الحرب الأهلية هناك، وفي آب/أغسطس عام 2021، اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إيران بتنفيذ هجوم بطائرة بدون طيار على ناقلة نفط في بحر العرب أسفر عن مقتل شخصين كانا على متنها.

في 17 كانون الثاني/يناير عام 2022، أعلن “الحوثيون” مسؤوليتهم عن هجوم استهدف منشأة نفطية رئيسية في الإمارات العربية المتحدة باستخدام المسيرات الإيرانية، وأدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة أشخاص وتسبب في نشوب حريق قرب مطار العاصمة أبوظبي.

ومن جانبه، علق جيريمي بيني، محلل الدفاع في شركة “جينز”، وهي شركة استخبارات مفتوحة المصدر مقرها بريطانيا، إن الطائرات بدون طيار الإيرانية جعلت الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق وسوريا واليمن غير قابلة للتنبؤ بها. 

وقال بيني لإذاعة “أوروبا الحرة”، “إنه يمكن برمجة الطائرات بدون طيار طويلة المدى بمسارات طيران غير مباشرة حتى تتمكن من مهاجمة الأهداف من اتجاهات غير متوقعة”، وأضاف إنه من الصعب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن أنظمة رادار الدفاع الجوي تم تطويرها عادةً لاكتشاف التهديدات الأسرع بكثير باستخدام رادار أكبر و/أو بصمات حرارية. 

وأيضًا لأن أنظمة الدفاع الجوي المصممة لاعتراض مثل هذه التهديدات التي تحلق على ارتفاع منخفض لا تملك سوى مسافة قصيرة، وقال محللون إن الطائرات بدون طيار سمحت لطهران أيضًا بالحفاظ على قدر معقول من الإنكار حتى أثناء قيامها بعمليات سرية في المنطقة.

ومن جانبه، رأى كميل البوشوكه، الباحث في معهد “الحوار” للأبحاث والدراسات، إن التأثير على الأمن لا يحتاج إلى تكنولوجيا حديثة، بل إلى أيديولوجية تخريبية مع وجود أي نوع من الأسلحة، إذ يمتلك النظام الإيراني ثلاث أدوات لاستهداف أمن المنطقة: الفكر المتطرف والإرهابي، والميليشيات، والأسلحة مثل الطائرات بدون طيار.

ومن ثم، وبحسب حديث البوشوكه لـ”الحل نت”، فإن المسيرات الإيرانية ليس لديها القدرة على تدمير إسرائيل أو أي دولة أخرى من حيث القوة العسكرية. لكن من الناحية السياسية والأمنية، يمكن للنظام أن يستخدم ميليشياته وأسلحته لاستهداف أمن واستقرار المنطقة، وأن على الرغم من أن السلاح الغربي قادر على إسقاط الدرون الإيراني. إلا إن ذلك يمكن أن يؤثر على أمن المنطقة بأكملها مثل استهداف مصالح دول الخليج العربي ومصر والأردن والقواعد الأميركية وغيرها.

كيف تعمل المسيرات الإيرانية؟

لدى الطائرات بدون طيار “المسيرات” بعض السمات التي لا تتوافر لدى الصواريخ الكبيرة، مما يجعلها فعّالة، فالمسيرات خفيفة وسريعة قياساً بصواريخ “كروز” التي تعتبر بطيئة، كما أن المسيرات “خفية” ويصعب اكتشافها بالرادارات.

الاستراتيجية والخيارات كيف سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟ (3)
مجموعة متجمعة في ميدان فلسطين في العاصمة الإيرانية طهران، حيث نظمت مظاهرة لدعم الهجمات الإيرانية بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل في 15 أبريل/نيسان 2024. (تصوير فاطمة بهرامي/غيتي)

كما أن الطائرات بدون طيار الإيرانية ليست كبيرة جدّاً، إذ يبلغ طولها عدة أمتار فقط وعرضها مترين، ويبلغ وزن رأسها الحربي حوالي 40 كغم، وهي كذلك رخيصة، ويمكنها الطيران على طريق باستخدام نقاط الطريق ويمكنها الطيران على ارتفاع منخفض نسبيًا. 

كما يمكنها أيضاً الطيران لمدى طويل، كما أنها بطيئة نسبية، لكن البطء ليس دائمًا أمرًا سيئًا بالنسبة للإيرانيين. صحيح أن سرعتها البطيئة تعني إمكانية اكتشافها، لكنها يمكنها أيضًا تغيير اتجاهها، على عكس الصاروخ الذي يطير في مسار محدد.

الطائرات بدون طيار دقيقة نسبيًا ويمكن إطلاقها من مجموعة متنوعة من المنصات مثل السفن، أو من الشاحنات، كما يمكن إطلاقها من حاويات، من النوع المستخدم في النقل البحري، أو يمكن سحبها وإطلاقها من نوع من المنجنيق.

وفي مجال حرب الطائرات بدون طيار المتنامي، فإن “الحجم والمدى ووزن الرأس الحربي والمحرك” هو ما يميز “طائرة شاهد- 136” الإيرانية، وفقاً لفابيان هينز، محلل الشؤون الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين. 

الرأس الحربي لـ “شاهد 136” يزن 50 كجم [110 رطل]، وهو ما لا يبدو كثيرًا عند مقارنته بأصغر قنبلة قياسية على متن طائرة عسكرية، والتي تزن 500 رطل. ومع ذلك، فإذا تمكنت من إصابة الهدف بدقة، فإنها تحقق الهدف.

كما أن ربط المتفجرات خفيفة الوزن نسبيًا بنظام التوجيه عبر الأقمار الصناعية التجاري قد سمح لإيران بإنتاج طائرات “شاهد-136” بدون طيار بتكلفة منخفضة لا مثيل لها.

تجارة إيرانية مريبة

أحدث التقارير المتعلقة ببيع طائرات بدون طيار إيرانية من طراز “مهاجر 6” إلى القوات المسلحة السودانية لاستخدامها في الحرب الأهلية السودانية، التي اندلعت خلال العام الماضي، لا ينبغي أن تكون مفاجئة لأولئك الذين يتابعون الأسلحة الإيرانية مبيعات، ففي السنوات الأخيرة، بل وأكثر من ذلك في العام الماضي وحده، زادت إيران وتيرة مبيعاتها ونقل الطائرات بدون طيار إلى أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك إثيوبيا وبوليفيا وفنزويلا وجبهة “البوليساريو” في الصحراء الغربية.

أجزاء من صاروخ تم إطلاقه من صاروخ سقط في منطقة مرج الحمام، خلال الغارات الجوية الإيرانية ضد إسرائيل، في عمّان، الأردن، في 14 أبريل/نيسان 2024. (تصوير أحمد شورى/غيتي)

الربح الاقتصادي الذي تجنيه إيران في هذا الصدد واضح. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة طائرة “شاهد-136” الشهيرة تتراوح ما بين 20 ألف دولار إلى 40 ألف دولار للوحدة الواحدة، ومع حقيقه أن إيران باعت أكثر من ألفي طائرة بدون طيار لروسيا وحدها. 

يظهر هذا مكاسب إيران ملايين الدولارات من هذه الصفقات. ومع ذلك، تحصل إيران على ما هو أكثر من المكاسب المالية، لأنها تعمل أيضاً على تعميق وجودها في تلك البلدان، مما يخلق حالة من الاعتماد على منتجاتها.

ليست إيران وحدها من تبيع المسيرات، فلماذا إذن نجحت تجارة المسيرات الإيرانية؟

تتمتع المسيرات الإيرانية بمزايا كبيرة مقارنة بدول مثل المملكة المتحدة أو إسرائيل أو الولايات المتحدة، التي تصدر قدرات مماثلة إلى جميع أنحاء العالم، فالطائرات الإيرانية أرخص من منافسيها الغربيين. علاوة على ذلك، ليس لدى إيران أي قيود سياسية أو قانونية تمنعها من بيع هذه الأسلحة حول العالم؛ ويبدو أنها لا تخشى وقوع هذه المنتجات في أيدي جهات خطيرة.

كما أن روسيا والتي كانت مصدرًا رئيسيًا للمُسيرات، قد استهلكت في الحرب على أوكرانيا مخزونها مما أدى إلى فراغ في عالم مبيعات الأسلحة والمعدات العسكرية قامت إيران بملئه خلال العامين الأخيرين.

لكن حقيقة فشل وابل الصواريخ في ضرب أهداف إسرائيلية يمكن أن يثير تساؤلات حول مدى نجاح المسيرات الإيرانية ومن الممكن أن يؤثر بشكل فعّال على المبيعات الإيرانية.

من ناحية أخرى، فإن الهجوم الإيراني، منح الولايات المتحدة وإسرائيل رؤى جديدة حول ترسانة أسلحة طهران مما يمكنهم جمع ثروة من البيانات قد تساعد في الاستعدادات المقبلة لهجمات مماثلة.

وفي هذا السياق علق بوكوشه، أن الهجوم الإيراني لن يؤثر على المسيرات الإيرانية في السوق لسببين: بعض الدول وحتى الميليشيات ليس لديها اقتصاد قوي لشراء طائرات بدون طيار متطورة، لذلك تظل المسيرات الإيرانية جزءًا من أجندة هذه الدول أو الميليشيات في تطوير قوتها، وثانيا أن بعض الدول، مثل روسيا، الطائرات الإيرانية بدون طيار في أوكرانيا لسبب سياسي، وليس عسكري، من أجل خلق فجوة بين إيران والغرب فيما يتعلق بالمفاوضات النووية الإيرانية.

كيف يمكن مواجهة المسيرات الإيرانية؟

لا توجد حلول سحرية للقضاء على تهديد المسيرات الإيرانية، خاصة بعدما تم تطويرها على مدار عقود، ولكن يمكن تقييدها أو صنع عراقيل أمامها عن طريق الإجراءات التالية:

أولى تلك الإجراءات هي فرض العقوبات وهي الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة (السابق ذكرها)، بيد أن ضوابط التصدير والعقوبات المتعددة الأطراف لا تزال قادرة على تقييد البرنامج وقد تحرم هذه الإجراءات صناعة الدفاع الإيرانية من الموارد، وهو المقترح الذي ورد في دراسة لمعهد واشنطن للسياسات.

ما سيناريوهات واشنطن لوقف تهديدات إيران التخريبية بالمنطقة؟ (3)
انتشر مظليون من الجيش الأميركي مع الفرقة 82 المحمولة جوا الرد الفوري في بغداد في أعقاب هجوم على مجمع السفارة الأميركية – إنترنت

ثاني تلك الإجراءات، هي وقف بيع أجزاء الطائرات بدون طيار إلى إيران، أي “تعطيل سلاسل التوريد” وعلى الرغم من سنوات العقوبات المفروضة على قطاع الدفاع الإيراني، لا تزال الطائرات الإيرانية بدون طيار صنع إلى حد كبير بأجزاء أميركية وغربية، وسواء كانت هذه الأسلحة ذات استخدام مزدوج أو ذات استخدام عسكري صارم، فيتعين على الولايات المتحدة أن تمنع وصول تلك القطع إلى إيران، وذلك من خلال فرض عقوبات صارمة على أي كيانات وأفراد إيرانيين يشاركون في برنامج الطائرات بدون طيار وهو مقترح طرحته دراسة نشرها موقع “هودسون”.

فيما حددت الحكومة الأميركية مختلف الموردين لمؤسسة إنتاج الطائرات بدون طيار الإيرانية وفرضت عليهم عقوبات. وشمل هذا الجهد قيام وزارة الخزانة الأميركية بإدراج شركات واجهة في الصين وروسيا وتركيا وألمانيا، ولأن العقوبات وحدها غير فعالة، فمن الممكن بذل جهود دولية لاعتراض طرق الإمداد الإيرانية.

ثالث تلك الإجراءات هو قطع الطريق على الاستفادة الإيرانية من الطائرات الأميركية، وفقًا لتقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية لعام 2019، قامت إيران بإجراء هندسة عكسية للعديد من أنظمة الطائرات بدون طيار الخاصة بها استنادًا إلى الطائرات بدون طيار الغربية التي تم الاستيلاء عليها. 

وهو ما يجرى الآن أيضاً حيث ترسل روسيا بعض الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة والتي تم الاستيلاء عليها في أوكرانيا إلى إيران، مما يتعين على الولايات المتحدة أن تقدم لأوكرانيا التدريب والأسلحة لإرهاق روسيا وتزويد القوات الأوكرانية بأسلحة جديدة وطائرات بدون طيار متطورة وطائرات مقاتلة والتدريب لتحسين فرص أوكرانيا في إسقاط طائرات بدون طيار إيرانية الصنع واستهداف المواقع الروسية حيث يتم إطلاق تلك الطائرات بدون طيار، وحماية الطائرات الأميركية من الوقوع في يد روسيا وبالتالي إيران.

رابع تلك الإجراءات وهو مقترح قد يزداد الحديث عنه الفترة المقبلة، وربما تحاول إسرائيل أن تدفع به، وهو تدمير منشآت الإنتاج الإيرانية. ومع ذلك، كما يبدو أن الإدارة الأميركية قد تتجنب هذا الإجراء لمنع نشوب صراع إقليمي، لكنه لا يزال مطروحاً على الطاولة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات