السخرية تطال الميليشيات العراقية.. من الجهاد في فلسطين إلى تدمير المطاعم بشارع فلسطين! 

سخرية واسعة تطال الميليشيات العراقية الموالية إلى إيران من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، على خلفية الهجمات الأخيرة التي قامت بها تلك الميليشيات تحت ذريعة “الانتصار لغزة وأهلها”. 

منذ أسبوع وحتى البارحة، تشنّ الميليشيات الولائية في العراق، هجمات “إرهابية” ضد سلسلة مطاعم لوكالات غربية وأميركية في العاصمة بغداد، تحت حجة مقاطعة تلك الوكالات، انتصارا لغزة، حسب الروايات التي يتم تصديرها من قبل “الإعلام الميليشياوي”.

أحدث الهجمات كانت ليلة البارحة، عندما هاجمت ميليشيا “كتائب حزب الله” وميليشيا “عصائب أهل الحق” التي يقودها قيس الخزعلي، مطعمي “KFC” و”جلي هاوس” في شارع فلسطين، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة في “سوشيال ميديا” العراق، معظمها كانت تسخر من الميليشيات. 

السخرية تنتشر

هنا مثلا، قالت الإعلامية العراقية زينب ربيع في تغريدة عبر منصة “إكس” بلهجة ساخرة: “النيّة: جهاد بفلسطين.. الواقع : تفليش مطاعم بشارع فلسطين”، في إشارة منها إلى عشرات بل مئات الروايات التي تُصدّرها الميليشيات الولائية، بأن وجودها هو لأجل “المقاومة”، ولتحرير فلسطين من إسرائيل، بينما الواقع عكس ذلك تماما. 

في هذه التدوينة، سخرت المدوّنة العراقية آية محمد، من المطالبات الميليشياوية بمقاطعة المنتجات الأميركية، في وقت تستخدم الميليشيات جُلّ المنتجات الأميركية، قائلة: “مجموعة من الميليشيات يستقلون عجلات نوع تاهو أميركية ويحملون أسلحة نوع M4 أميركية ومعهم أجهزة “آيفون 15 برو” لتوثيق عمليتهم الجهادية، ويلبسون أزياء ماركة 511 أميركية، يهاجمون مطعما لصناعة اللّفات -الأكلات السريعة- يحمل اسم وكالة أميركية”. 

هجمات الأمس، أتت بعد أن اعتقلت وزارة الداخلية العراقية، عناصر من الجهات التي تقوم  بالهجوم على مطاعم الوكالات الأميركية، وتبين أن بعض العناصر تنتمي لميليشيا “كتائب حزب الله”، إذ حاولت تلك الميليشيا الضغط لإطلاق سراح عناصرها، لكن دون جدوى، فعادت لتنفيذ هجمات جديدة مُتحدّيةً القوات الأمنية العراقية.

إذ هاجم نحو 30 شخصا مساء أمس الاثنين، مطعمَي “KFC” و”جلي هاوس” الأميركيين في شارع فلسطين، وأطلقت القوى الأمنية النار في الهواء لتفريقهم (…) وتم اعتقال شخصَين على الأقلّ”، وفق “فرانس برس”. 

وانتشرت القوات الأمنية في مناطق تضم “مؤسسات أميركية” في بغداد “لتفادي تكرار ما حدث”، فيما لم تُسجّل الهجمات أي “أضرار بشرية، فقط أضرار مادية”، إذ أظهرت لقطات تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر يضعون كمامات وهم يحطّمون الأثاث والزجاج في مطعم “KFC”.

الداخلية تعتقل بعض المتهمين: بينهم من ينتمي للأجهزة الأمنية! 

اليوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، إلقاء القبض على 7 من المتّهمين في الهجوم على سلسلة مطاعم أميركية وغربية في العاصمة بغداد.

وذكر بيان للداخلية، إنه “خلال الأيام 26 و27 و30-5-2024، حصلت حوادث تخريب ورمي عبوات محلية الصنع في بغداد طالت كل من (مطعم KFC و مطعم جلي هاوس ليز ومعهد كامبرج ضمن منطقة شارع فلسطين ومطعم KFC‏ وشركة كتربلر في منطقة الكرادة بالجادرية) من قبل أشخاص يستقلون 7 عجلات ودراجة نارية، وعلى الفور تم تشكيل فرق عمل استخبارية وفنية لغرض متابعة الموضوع لأجل التوصل إلى الجناة من الخارجين على القانون”.

أضاف البيان، أنه “بعد جمع المعلومات الدقيقة تم التوصل لأسماء المنفّذين ومحلات عملهم وسكناهم، حيث تم عرض الموضوع أمام أنظار قاضي التحقيق الذي قرر إصدار أمر القبض بحق المنفّذين وفق أحكام المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب”.

بيان الداخلية أردف، أنه “وبعملية نوعية تم القبض على عدد من المتهمين الذين اعترفوا خلال التحقيق بقيامهم بالاشتراك مع مجموعة من المتّهمين الهاربين بأعمال التخريب أعلاه، وقد صدرت مذكرات قبض قضائية بحق متهمين آخرين وسيتم متابعة باقي المطلوبين من قبل أجهزة وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى”.

“وقد تبين أن بعضهم للأسف ينتمون إلى أحد الأجهزة الأمنية، وأن قيامهم بالأعمال آنفا بحجة الإضرار بالمصالح الأميركية، حيث تم توقيفهم أصوليا بغية إحالتهم إلى المحاكم المختصة”، بحسب البيان. 

إدانة أميركية

وفي هجمات مماثلة الأسبوع الماضي، أُلقيت الخميس قنابل صوتية أمام وكيل لشركة “كتر بلر” للمعدات الثقيلة و”معهد كامبريج”، للغات في منطقة الجادرية وسط بغداد.

وفي 26 أيار/ مايو المنصرم، أُلقيت قنبلة يدوية الصنع على أحد فروع “KFC” في الكرادة، مُتسببةً بأضرار مادية طفيفة، وفي اليوم التالي، اقتحم ملثمون فرعًا آخر للمطعم وحطموا زجاجه، وأعلنت القوات الأمنية إثر الهجومين توقيف مشتبه بهم.

ودانت السفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوسكي، الخميس الفائت، الهجمات، داعية “الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيق شامل وتقديم المسؤولين عن الهجمات إلى العدالة ومنع أي هجمات مستقبلية”.

وقبيل هجمات مساء أمس الاثنين، دعا أبو علي العسكري المتحدث باسم “كتائب حزب الله” في تغريدة له، إلى “مقاطعة وطرد توابع الاحتلال التجسسية المتغطية بعناوين (مدنية)، وأن لا تمنح الحرية لنشاطاتها في أرضنا العزيزة، على أن يكون ذلك بأدوات غير (السلاح)”.

وتطالب الميليشيات العراقية الموالية لإيران وعلى رأسها “كتائب حزب الله” التي تصنّفها واشنطن “إرهابية”، بانسحاب قوات “التحالف الدولي” من العراق والتي تقودها الولايات المتحدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات