أعلن الأرجنتيني، هكتور كوبر، مدرب المنتخب السوري، استقالته من منصبه، وذلك عقب الخسارة المدوية أمام المنتخب الياباني، بخماسية نظيفة.

وبالتالي، فإن هذه الخسارة أنهت آمال المنتخب السوري في التواجد بالدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2026.

خسارة المنتخب السوري واستقالة المدرب!

وقال هكتور كوبر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب مباراة اليابان اليوم الثلاثاء:“هذه نهاية المرحلة.. لقد كنت في قيادة المنتخب السوري منذ حوالي عام ونصف، لكن للأسف لم أحقق أهدافي وأريد أن أشكر الشعب السوري واتحاد كرة القدم السوري”.

وأضاف: “للأسف هذه هي كرة القدم.. أشكر اللاعبين على المجهود الذي بذلوه، وأعتذر من الجماهير السورية لأنني كنت أتمنى أن أسعدهم.. أشكر الجميع على لحظات الفرح والحزن التي عشناها معاً.. حاولت تقديم أقصى ما يمكنني من جهد، حلمنا معاً وبذلنا جهداً كبيراً”، بحسب ما نشره “الاتحاد السوري لكرة القدم”.

ووجه كوبر في ختام المؤتمر رسالة إلى الجماهير السورية قائلاً: (لديكم الآن لاعبين جيدين للغاية، ولكنهم بحاجة إلى وقت أطول من أجل الانسجام وبناء منتخب قوي.. هذا المشروع الذي أطلقه الاتحاد بحاجة إلى وقت أطول.. وأتمنى لكم التوفيق في القادمات من الأيام”.

هذا وقد تكبد المنتخب السوري خسارة كبيرة بميدان نظيره الياباني في آخر جولات المجموعة الثانية ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، ليصبح مصيره صعبا في التأهل لكأس آسيا والدور الثالث من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.

وبهذه الخسارة، يحتل “نسور قاسيون” المركز الثاني مؤقتاً بسبع نقاط خلف اليابان المتصدرة والمتأهلة بالعلامة الكاملة برصيد 18 نقطة، ودون تلقي أي هدف.

وأصبح مصير سوريا معلّقاً بيد ميانمار بانتظار هدية منها ضد كوريا الشمالية التي تملك 6 نقاط، وتبحث عن الفوز لمرافقة اليابان، بينما يمني المنتخب السوري النفس بأن يفوز ميانمار على الشمشون الكوري؛ لأن التعادل والخسارة يعني توديع “نسور قاسيون” لحلم مواصلة مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال.

أجور عالية!

في حين يرزح قرابة 90 بالمئة من الشعب السوري داخل سوريا تحت خط الفقر، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإن مدرب المنتخب السوري لكرة القدم، هيكتور كوبر، كان يتقاضى أعلى راتب بين المنتخبات الخمسة المشاركة في كأس آسيا 2023.

وبحسب ما نشرته وسائل إعلام مؤخراً، عن رواتب مدربي المنتخبات الوطنية في كأس آسيا 2023، فإن مدرب المنتخب السوري الذي استقال منذ ساعات من منصبه، كان ضمن قائمة الأعلى أجراً.

وتصدر القائمة مدرب المنتخب السعودي، الإيطالي المخضرم روبرتو مانشيني، بفارق أكثر من 25 مليون دولار عن أقرب ملاحقيه.

ويتقاضى مانشيني 28 مليون دولار سنويا، لتدريب “الأخضر”. ومن ثم جاء خلفه الألماني يورغن كلينزمان، مدرب كوريا الجنوبية، براتب 2.2 مليون دولار، بينما حل البرتغالي باولو بينتو، مدرب الإمارات، ثالثاً، براتب 1.9 مليون دولار سنوياً.

المثير للسخرية والامتعاض، أنه في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري من أزمة اقتصادية خانقة، وتحديداً انهيار الليرة السورية أمام الدولار، ووصول متوسط ​​رواتب المواطنين لنحو 15 دولاراً شهرياً، فإن مدرب المنتخب السوري والمستقيل حديثاً، كان يتقاضى ما يقارب مليوني دولار سنوياً.

فيما كان في المرتبة الرابعة، الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب سوريا، براتب 1.8 مليون دولار سنوياً، وخامساً، الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مدرب منتخب البحرين، براتب 1.6 مليون دولار سنوياً، وسادساً، الياباني هاجيمي مورياسو مدرب منتخب اليابان، براتب 1.2 مليون دولار سنورياً، وسابقاً، الإسباني خيسوس كاساس، مدرب منتخب العراق، براتب 1.1 مليون دولار سنوياً.

متهم بقضايا فساد!

المثير للسخرية والامتعاض، أنه في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري من أزمة اقتصادية خانقة، وتحديداً انهيار الليرة السورية أمام الدولار، ووصول متوسط ​​رواتب المواطنين لنحو 15 دولاراً شهرياً، فإن مدرب المنتخب السوري والمستقيل حديثاً، كان يتقاضى ما يقارب مليوني دولار سنوياً.

ليس ذلك فحسب، بل متهم ومتورط بقضايا فساد ومراهنة ومنبوذ من جميع الدول التي سبق وأن درب الأندية فيها.

وفي تقرير سابق لصحيفة “الشروق” المصرية، فإنها كانت قد فتحت النار قبل عدة سنوات على اتحاد الكرة المصري بسبب تعاقده مع الأرجنتيني هيكتور كوبر مديراً فنياً للمنتخب الوطني المصري، رغم أنه كان خارج الترشيحات نهائياً في مفاجأة صادمة بعد مفاوضات طويلة.

وذكرت “الشروق” آنذاك أن الوسط الكروي المصري فوجئ بتعيين كوبر، الذي يعد سيء السمعة وتثار حوله العديد من الشبهات، من وقائع فساد وتلاعب بنتائج المباريات في الدوري الإيطالي والإسباني أثناء توليه مهمة تدريب إنتر ميلان وبارما وريال بيتيس، بجانب إخفاقه في العديد من الأندية التي تولي تدريبها، وأقيل لأحد المواسم من تدريب الوصل الإماراتي.

وأضافت الصحيفة أن كوبر علاقته سيئة بالنجوم حيث اصطدم بعدد من اللاعبين ودفعهم للرحيل عن صفوف الفرق التي دربها.

وتابعت: “الشبهات حول كوبر كانت مثار حديث الصحافة الإيطالية، بعدما أكدت صحيفة (لاغازيتا ديللو سبورت) الايطالية حصول المدرب الأرجنتيني على 200 ألف دولار من أحد شركات المراهنات، للتساهل في المباريات، بجانب التحقيق معه من قبل القضاء الإسباني كونه مشتبهاً في ضلوعه في ترتيب نتائج 4 مباريات بالموسم 2006-2007 أثناء توليه مهمة تدريب ريال بيتيس الإسباني خلال تلك الفترة”.

لكن البعض في الوسط الكروي ينفون كل الشكوك التي أثيرت حول كوبر، خاصة أن معظم المدربين الذين دربوا في إيطاليا، أصبحوا موضع جدل واسع، بحسب الصحيفة المصرية.

هذا وتولى هيكتور كوبر مسؤولية تدريب المنتخب السوري، في شباط/ فبراير 2023، وقاد المنتخب “نسور قاسيون” لتجاوز الدور الأول من كأس آسيا 2023 للمرة الأولى في تاريخه ولكنه فشل بالتأهل في التواجد بالدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2026.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات