يحظى فيلم “أيام الرصاص” من بطولة الممثل السوري أيمن زيدان، باهتمام كبير في هذه الأيام، لدرجة أنه تم عرضه في السعودية، الأسبوع الماضي، ليكون أول فيلم سوري تجاري يُعرض في دور السينما بالمملكة.

الفيلم يحمل في بنيته السردية، محتوى أقرب إلى الحالة البوليسية التي تعتمد مبدأ التشويق والإثارة، في حكاية تقدّم تقاطعات اجتماعية مختلفة تبحث في تفاصيل المجتمع السوري إبان سنوات الحرب بعد عام 2011.

قصة “أيام الرصاص”

تدور أحداث الفيلم حول رجل قاسي الملامح والحضور، يختطّ لنفسه عالماً خاصاً وهو أيمن زيدان، وتتمحور القصة حول حياته بعد إحالته للتقاعد من عمله السابق رئيساً لواحدة من القطاعات الأمنية وعودته للحياة المدنية.

بعد التقاعد يصطدم زيدان بحقيقة دامغة بالنسبة له، وهي خسارته القيمة المعنوية التي أضفتها عليه الوظيفة قبل التقاعد، فيحزم أمره على العمل جاهداً لاستعادة تلك القيمة.

ما يمكن ذكره، أن أيمن زيدان بالإضافة إلى أدائه لدور البطولة، هو مخرج الفيلم أيضاً، ويُعد هذا الفيلم التجربة الإخراجية الثالثة له، حيث قدّم قبله فيلمين روائيين، هما “أمينة” الذي حصد جائزة أحسن إخراج في “مهرجان مكناس” السينمائي للفيلم العربي، و”غيوم داكنة”، الذي نال “جائزة القدس” للإنجاز الفني في “مهرجان الإسكندرية”.

ويشارك في الفيلم، كلّ من سعد مينا وحازم زيدان وغابرييل مالكي وسالي أحمد ولمى بدور وحسام سلامة ودلع نادر وغريس أحمر ويامن سليمان وتاتيانا أبوعسلي وقصي قدسية وهاشم غزال وسليمان شريبة وكمال قرحالي ونبيل مريش وخوشناف ظاظا وطارق بيطار، والطفل إلكساندر سلوم، بينما يشارك كضيوف شرف كلّ من عبد الفتاح المزين وعلاء قاسم وجود سعيد.

لماذا يعترف أيمن زيدان بجريمة لم يفعلها؟

في السياق، قال أيمن زيدان في تصريح لموقع “الشرق”، إن “فيلم أيام الرصاص ينتمي إلى أفلام الجريمة نوعاً ما، فكان لا بد الحذر من ألا يغيب المحتوى وقيمته المعرفية والجمالية لصالح التشويق فقط، لذا أعدنا كتابة السيناريو مرات عديدة حتى وصلنا للصيغة الأخيرة التي شرعنا بإنجازها مع مجموعة من الأصدقاء الفنيين، والتقنيين المسكونين بحب السينما رغم كل الظروف الصعبة التي تحركنا بها”.

وبحسب زيدان، فإنه يواجه صعوبات كبيرة أثناء الفيلم، منها هروب ابنته في ليلة الزواج، فيبحث عنها لقتلها للحفاظ على صورته أمام المجتمع، لكن المفاجأة أنه حين يصل لمكانها الذي اختبأت به يجدها مقتولة هي والرجل الذي هربت إليه، ورغم ذلك، ورغبة منه في استعادة مكانته التي سبق أن خسرها، يسلّم نفسه ويعترف بجريمة لم يفعلها، ليدفع ثمن كل ما ارتكبه من قسوة وجبروت.

زيدان لفت، إلى أن تجربته مع فيلم “أيام الرصاص” لم تكن سهلة للغاية، كونه يشارك كممثل ومؤلف ومخرج، قائلاً: “كانت مهمة معقدة ومرهقة، وتطلبت منّي جهداً كبيراً، ولكن الحمد لله وصلنا إلى صيغة فيلم يقارب طموحنا”.

بدوره، اعتبر المنتج والمخرج ممدوح سالم الرئيس التنفيذي لشركة “رواد ميديا”، أن الفيلم هو خطوة مهمة في مسيرة السينما العربية؛ كونه يجسد قصة مؤثرة تعكس التحديات والآمال التي يواجهها الإنسان في رحلته الحياتية.

وأشار سالم، إلى أن “أيام الرصاص” يبرهن على موهبة الفنان السوري الفذَّة في مجال الإخراج والتمثيل، وشدد على أن “رواد ميديا” يحرصون أن يصل هذا العمل السينمائي إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، وذلك من خلال خطة شاملة لتوزيعه في العديد من الدول العربية والأجنبية، وفق موقع “الشرق”.

ومن الجدير بالذكر، أن فيلم “أيام الرصاص” من إنتاج “المؤسسة العامة للسينما في سوريا”، وتوزيع شركة “رواد ميديا”، وكتب نصه أيمن زيدان، ومعه أحمد عدرة.