لغاية الآن لم تتضح بعد انطلاق معركة في الشمال السوري، بينما تتواصل التحركات العسكرية من كافة الأطراف، بدءا من تركيا، التي تعزز نقاطها، و”هيئة تحرير الشام”، إضافة إلى الجيش السوري.
هذه التحركات في شمال غربي سوريا، دفعت السكان المدنيين إلى النزوح خوفا من تصعيد عسكري في مناطقهم، بينما يجري الحديث عن عملية عسكرية لاستعادة مناطق في ريف حلب الغربي.
تحذير تركي
بالنسبة لأنقرة، فإنها رفضت منح “هيئة تحرير الشام” الضوء الأخضر لشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مواقع الجيش السوري في أرياف حماة وإدلب واللاذقية ومدينة حلب.
تعتبر تركيا أن فتح معركة جديدة قد يؤدي إلى عواقب كارثية على الأرض باعتبار أن المنطقة التي تسعى “الهيئة” لشنّ هجوم فيها مكتظة بالنازحين والمخيمات، ولا توجد أي وجهة بديلة لهؤلاء المدنيين في حال تصاعدت المعارك، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
تركيا وضعت في اعتبارها أن إدلب وأرياف حماة واللاذقية وحلب هي آخر منطقة جغرافية متاحة للفصائل والنازحين السوريين، وأن أي عملية عسكرية قد تؤدي إلى نزوح إضافي وضغط هائل على المناطق الحدودية.
علاوة على ذلك، تشعر أنقرة بالقلق من أن الدول التي تدفع “الجولاني” إلى هذه المعركة قد تتخلى عنه في لحظة حرجة، مما يترك المنطقة في مواجهة مصيرها أمام الجيش السوري وروسيا.
على ضوء هذه المخاوف، قال “المرصد” إن تركيا أبلغت “هيئة تحرير الشام” برفضها القاطع لأي تحرك عسكري، كما حذرت “الهيئة” بأنه في حال تم فتح جبهة عسكرية جديدة، فلن تسمح بنقل أي جريح من عناصر ها إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج، ولن يتم السماح بمرور أي إمدادات عسكرية عبر “معبر باب الهوى”، الذي يُعتبر شريان الشمال السوري.
تعزيزات عسكرية
الأسابيع الماضية شهدت تحركات عسكرية واستقدام تعزيزات، حيث عززت “هيئة تحرير الشام” مواقعها في محاور إدلب، بينما أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية ضخمة إلى نقاطها في منطقة “خفض التصعيد” المعروفة بـ “بوتين – أردوغان”.
تزامنا مع ذلك، بدأ الجيش السوري بتعزيز مواقعه واستقدام تعزيزات على طول خطوط التماس، إذ قالت صحيفة “الوطن” المحلية، “إن وحدات الجيش عززت نقاط انتشارها على طول جبهات القتال مع النصرة وحلفائها من التنظيمات الإرهابية في خفض التصعيد، من ريف اللاذقية الشمالي وسهل الغاب غرب حماة، مروراً بريف إدلب الجنوبي والشرقي، وصولاً إلى ريف حلب الغربي.
هذه التحركات العسكرية، أدت إلى حركة نزوح كبيرة بين أهالي المناطق القريبة من خطوط التماس، بينما تسود حالة استياء شعبي تجاه “هيئة تحرير الشام” في إدلب، حيث تتزايد المظاهرات المطالبة بإسقاط زعيمها المعروف بـ “أبو محمد الجولاني”، وتفكيك منظومتها الأمنية، إضافة إلى رفض التدخل التركي.
المعارك بين فصائل المعارضة والجيش السوري توقفت في آذار/ مارس 2020 بعد اتفاقية “سوتشي” لوقف إطلاق النار برعاية كلٍّ من روسيا وتركيا.
إذ اتفق الجانبان على تحديد مناطق النقاط العسكرية، التي يُشرف عليها كل طرف لوحده، حيث تتبع مناطق نفوذ للقوات التركية والفصائل الموالية لها، ومناطق أخرى تتبع مناطق نفوذ الحكومة السورية وروسيا. إضافة إلى إنشاء ممر آمن بطول 6 كلم على الطريق الدولي M4″”، وإنشاء ممر مساعدات يُشرف عليها الجانبان، على أن يتم تسيير دوريات مشتركة روسية – تركية.
ولا تخلو المنطقة من مناوشات بين “هيئة تحرير الشام” والجيش السوري، إذ يجري تبادل إطلاق نار محدود بين الجانبين وإطلاق قذائف مدفعية، حيث قُتل أحد الجنود السوريين، الاثنين، جراء قصف نفذه عناصر من “الهيئة” على محور الفوج 46 بريف حلب الغربي، بينما استهدف الجيش السوري أمس الثلاثاء، محيط قرية التفاحية شمال اللاذقية ومحيط قرية كفرتعال بريف حلب الغربي، وقرية الفطيرة جنوب إدلب بالمدفعية الثقيلة، كما طال القصف محيط قرية العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الغربي.
- ثلاث دقائق من الشائعة.. ماذا حدث بعد تداول عودة ماهر الأسد إلى الساحل؟
- بضمنها سوريا.. ترامب يُعلّق المساعدات الخارجية الأميركية فما الأسباب؟
- “إخلاء سبيل المتهمين!”.. تطورات واقعة إشعال النيران بسيارة شقيق عمرو دياب
- تعاون استخباراتي بين واشنطن ودمشق يُحبط هجوماً لـ “داعش” على مرقد السيدة زينب.. تفاصيل
- حل الفصائل وتشكيل جيش سوري: العوائق والتحديات أمام الإدارة السورية
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.