سقوط نظام بشار الأسد، شكّل أكبر ضربة لإيران في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا، فدمشق التي كانت الحليفة الأبرز والأقرب لطهران، يبدو أنها ستكون عدوة لها في ظل واقع الشام الجديد، لكن ما الذي سيقوم به الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في سوريا؟
المعارضة تقطع اتصالات إيران مع “حزب الله”
الكولونيل المتقاعد، بيتر منصور، قال إن سقوط الأسد ووصول المعارضة للحكم “هو أكبر تطور استراتيجي في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة جدا، لقد كانت سوريا حليفة لإيران وجزءا من محور المقاومة لسنوات، وفي غضون 10 أيام فقط، تحولت من حاملة طائرات غير قابلة للغرق إلى دولة معادية لإيران”.
وصول المعارضة السورية إلى سدة الحكم في دمشق، مكنها من قطع اتصالات إيران مع “حزب الله” في لبنان، على الأقل بالروابط البرية، “وهذا تطور مذهل، ومن الواضح أنه يعمل ضد المصالح الإيرانية في المنطقة”، بحسب منصور.
وأردف منصور في مقابلة مع شبكة “CNN”، أنه “من الواضح أن محور المقاومة قد تدهور، لكن حزب الله ما زال موجودا، وهو لا يزال جزءا من حكومة لبنان، ولا شك أنه سيتم إعادة بنائه، ولا تزال حماس موجودة أيضا رغم تعرضها لأضرار بالغة”.
“لا يزال الحوثيون في المعسكر الإيراني، ولدى إيران بالطبع الكثير من الميليشيات التي تدعمها في العراق، لذا فإن محور المقاومة لا يزال موجودا، لكنه ليس كما كان عليه قبل عام واحد فقط، أي قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023″، وفق الكولونيل بيتر منصور.
ما الذي سيفعله ترامب في سوريا؟
بشأن ما سيقوم به الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بعد توليه السلطة، قال منصور إن ميل ترامب سيكون لسحب القوات الأميركية من سوريا، إذ سيقول بشكل أساسي إن مهمتهم هناك قد انتهت، وهذا غير صحيح، فالمهمة تتعلق بتنظيم “داعش”، لكنه سيرى أن المهمة قد أنجزت بطريقة ما، ومن ثم سيعطي إسرائيل القدرة على القيام بكل ما تريد به في المنطقة، وذلك لأن ترامب لا يريد التورط، فغرائزه تميل إلى البقاء بعيدا عن العمليات العسكرية.
وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة السورية بعملية سمّتها “ردع العدوان”، تمكنت من خلالها السيطرة على حلب، تلتها حماة، ثم سيطرت على حمص، والتحقت بها درعا والقنيطرة والسويداء، ليتم أخيرا دخول العاصمة السورية دمشق، فجر 8 كانون الأول/ ديسمبر، الأمر الذي أدى إلى فرار الأسد وسقوط النظام. تم كل ذلك في غضون 10 أيام.
واقعيا، فإن “هيئة تحرير الشام” التي يتزعمها قائد إدارة العمليات العسكرية في المعارضة السورية، أحمد الشرع، والتي أسقطت نظام بشار الأسد، موضوعة على لائحة الإرهاب الأميركية منذ عدة سنوات، والسؤال الذي يبرز اليوم، هو هل سيتم رفعها عن القائمة؟
هنا، قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن رفع “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب مرتبط بشرط أساسي، هو ضمان مصير الأسلحة الكيميائية في سوريا، وكذلك بتقديم ضمانات لمكافحة الإرهاب.
وحكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1971 وانتهى حكمها بعد نصف قرن من الديكتاتورية. حكم حافظ الأسد لمدة 29 عاما، منذ 1971 وحتى رحيله في عام 2000، وحكم نجله بشار الأسد لمدة 24 عاما، بدءا من عام 2000، وانتهى حكمه بسقوطه في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.