بعد نحو شهر من العثور على جثته ميّتا في مشفى بدمشق عقب سقوط النظام السوري البائد، كشف تحقيق صحفي، عن تفاصيل وقوع المعارض السوري الراحل مازن حمادة في فخ لمخابرات نظام الأسد.

التحقيق الذي أجراه موقع “أليكس نيوز” الهولندي، قال إن المعارض السوري البارز، مازن حمادة، وقع ضحية لمخطط دبره جهاز المخابرات السوري التابع للنظام السابق.

تفاصيل الفخ على يد “ماجد أ”

نظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، استعان بشبكة تجسس تعمل من هولندا لاستهداف المعارضين السوريين، والشبكة كانت تحت قيادة شخص يدعى “ماجد أ”، وفق الموقع الهولندي.

لاحقا، تبين أن “ماجد أ”، كان الشخص الذي دبر وأقنع المعارض السوري “المغدور” مازن حمادة، بالعودة إلى سوريا بعد أن كان قد حصل على اللجوء في هولندا.

ونقل التحقيق عن مصدر أمني، قوله، إن “ماجد أ” استغل موجة اللجوء السوري إلى أوروبا ليعرض خدماته على نظام الأسد، وتولى عميل المخابرات السورية مهمة إقناع المعارضين السوريين الذين فروا من النظام بالعودة إلى وطنهم.

مازن حمادة – (إنترنت)

وبحسب “أليكس نيوز”، أقنع العميل “ماجد أ’، المعارض لنظام الأسد، مازن حمادة، بالعودة إلى سوريا، قائلا إنه سيكون في أمان، مع التهديد بأن شقيقته ستتعرض للاعتقال إذا رفض العودة.

“ماجد أ” كان يعمل ضمن شبكة منظمة، بالتعاون مع شخصيات أخرى، أبرزهم محمد السموري، الملحق بالاستخبارات السورية في بروكسل، وهذا الأخير لعب دورا رئيسيا في تسهيل إجراءات عودة المعارضين إلى سوريا.

ووفقا لتحقيق الموقع الهولندي، فإن السموري ساعد في إصدار جواز سفر مزور إلى مازن حمادة، المعارض لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك باستخدام اسم مستعار، لتمكينه من العودة إلى سوريا في عام 2020.

مازن حمادة ماتَ قبل أسبوع من سقوط الأسد!

مازن حمادة تعرض لعدة اعتقالات وعمليات تعذيب قاسية، قبل أن يفر من سوريا ويصبح لاجئا في هولندا، إلا أنه وقع في فخ المخابرات السورية في النظام السابق، وعاد في عام 2020 إلى دمشق.

وفي 10 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وبعد يومين من سقوط نظام الأسد، عثر على جثة مازن حمادة في مستشفى حرستا بريف دمشق، وسط عشرات الجثث التي نقلت من سجن صيدنايا إلى المشفى.

ونشر ناشطون في سوريا، صور ومقاطع فيديو تظهر جثثا لعشرات الأشخاص وعليها علامات التعذيب في مستشفى حرستا قرب العاصمة دمشق، وذلك عقب إسقاط نظام بشار الأسد، كان من بينها جثة حمادة.

وقالت جود الحمادة، ابنة شقيقة مازن حمادة في تدوينة على “فيسبوك” وقتئذ، إن جثمان مازن ملقى في مستشفى حرستا منذ أسبوع، مُردفة: “لو كان بإمكانك أن تتحمل هذا الأسبوع فقط يا حبيبي. وداعا مازن. وداعا أيها الصادق. وداعا أيها النبيل”.

واشتهر مازن حمادة، الذي رحل عن عمر 47 عاما، بمعارضته لنظام الأسد، حيث اعتقل في 2011 واختار أن يغادر البلاد إلى أوروبا، وهناك حصل على اللجوء في هولندا.

ومنذ ذلك الحين نشط مازن في أوروبا لكشف أساليب وطرق التعذيب داخل السجون السورية، وظهر في مقابلات تلفزيونية وهو يحكي عما تعرض له من ترهيب داخل السجن، قبل وقوعه بفخ مخابرات الأسد، وعودته، ثم اعتقاله، ولاحقا موته على إثر التعذيب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات