الإدارة الذاتية تخطط لإفراغ المخيمات من السوريين والعراقيين.. والأمم المتحدة: “داعش” يشكل تهديداً

تسعى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، لإفراغ المخيمات التي تشرف عليها، من آلاف النازحين السوريين والعراقيين، وبينهم أفراد من عائلات تنظيم “داعش”، بينما تؤكد الأمم المتحدة، أن “داعش” يشكّل تهديدا، محذرة من أن الوضع المتقلب في سوريا يثير القلق.

هل تجميد العقوبات السبب بالتخطيط لإفراغ المخيمات؟

في التفاصيل، قال الرئيس المشترك لمكتب “شؤون النازحين واللاجئين” في الإدارة الذاتية، شيخموس أحمد: “نعمل على إفراغ المخيمات عام 2025، بالتنسيق مع الأمم المتحدة”، لافتا إلى اجتماع يُعقد بهذا الصدد “في الأيام القليلة المقبلة”.

ومنذ مطلع العام الجاري، أوعزت الإدارة الذاتية بتسهيل أمور الراغبين من سوريين وعراقيين بمغادرة “مخيم الهول”، أكبر المخيمات التي تديرها في شمال شرق سوريا، وبقية المخيمات، بالعودة الى مناطقهم.

وتخرج إدارة المخيم على دفعات، عشرات العائلات العراقية منه، بينما يتم دراسة آلية لإخراج السوريين في الفترة المقبلة، وفق أحمد الذي أشار في الوقت ذاته إلى تسهيل مغادرة نازحين سوريين من مخيمين آخرين هما “العريشة” و”المحمودلي”.

وتنسّق الإدارة الذاتية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومع المنظمات العاملة في المنطقة، بينها “بلومونت” المنظمة الأميركية المسؤولة عن إدارة مخيمي “الهول” و”روج”.

ونفى أحمد أن يكون تجميد واشنطن المساعدات الأجنبية السبب في السماح للسوريين والعراقيين بالعودة الى مناطقهم، موضحا أن منظمات دولية وأخرى محلية “ما زالت فعالة في تقديم الدعم، بينما تواصل الإدارة الذاتية تقديم الخدمات للمخيمات”.

“مخيم الهول” – (وكالات)

ويوجد في “مخيم الهول” أكثر من 40 ألف شخص من عشرات الدول، وكان المخيم يضم عام 2024 أكثر من عشرين ألف عراقي و16 ألف سوري، وبحسب مسؤول أمني عراقي، غادر 12 ألف عراقي المخيم منذ العام 2021، بينما لا يزال 17 ألفا آخرين فيه.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، حذّرت يوم الجمعة الماضي، من أن تجميد واشنطن المساعدات الأجنبية يساهم في تفاقم “الظروف المهددة للحياة” في مخيمَي “الهول” و”روج” اللذين يضمان الآلاف من أفراد عائلات مسلحي تنظيم “داعش” الأجانب.

وتطالب الإدارة الذاتية، منذ إعلان القضاء على التنظيم في 2019، الدول المعنية باستعادة رعاياها، ورغم نداءات متكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع “كارثية” في المخيمين، تصرّ غالبية الدول على عدم استعادة مواطنيها.

تحذير أممي من تهديدات “داعش” والوضع المتقلب في سوريا

على صعيد آخر، حذر وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، من قدرة عناصر “داعش” على مواصلة أنشطته وتكييف أسلوب عمله، على الرغم من الجهود الدؤوبة لمكافحة الإرهاب التي تبذلها الدول الأعضاء.

جاء ذلك في إحاطته أمام مجلس الأمن، بشأن التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” على السلام والأمن الدوليين، قائلا إن الوضع المتقلب في سوريا “يثير قلقاً كبيراً”، في ظل خطر وقوع مخزونات من الأسلحة المتقدمة في “أيدي الإرهابيين”.

منطقة البادية السورية ما زالت تستخدم كمركز للتخطيط العملياتي الخارجي لعتاصر تنظيم “داعش” ومنطقة حيوية لأنشطته، وعدم الاستقرار هذا يؤثر على المعسكرات ومراكز الاحتجاز وغيرها من المرافق في شمال وشرق سوريا.

فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب

بدورها، قالت ناتاليا غيرمان، مساعدة الأمين العام والمديرة التنفيذية للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب، إن “التحديات التي يفرضها تنظيم داعش لا تزال معقدة، مع استمرار المخاوف الإنسانية والأمنية والحوكمة في جميع المناطق المتضررة من أنشطته”.

ولفتت إلى، أن الأزمة الإنسانية والأمنية في شمال وشرق سوريا لا تزال شديدة. “يوجد أكثر من 40 ألف فرد محتجزين في معسكرات ومرافق احتجاز في ظروف تتسم بالاكتظاظ والمأوى غير الكافي والوصول المحدود إلى المياه النظيفة والصرف الصحي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات