مع بداية شهر رمضان، ارتفعت أسعار أصناف العديد من الخضار بنسبة تجاوزت 100 بالمئة في أسواق العاصمة دمشق ومحافظات أخرى، إذ باتت تفوق قدرة المواطن الشرائية في ظل ارتفاع أسعار مواد غذائية أخرى.

يأتي ذلك بينما باتت “المأكولات الشعبية”، الأكثر طلبا خلال شهر رمضان، جراء الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها غالبية السوريين.

ما سبب الارتفاع؟

في أول أيام رمضان، تضاعفت أسعار الخضار في الأسواق السورية بشكل ملحوظ، إذ قفز سعر كيلو البندورة من 4 آلاف إلى 10 آلاف ليرى سورية، بينما ارتفع سعر كيلو الكوسا من 10 آلاف إلى 23 ألف ليرة، أي بنسبة تجاوزت 100 بالمئة.

وهذا الحال لا يختلف عن باقي المحافظات، إذ شهدت الأسعار ارتفاعا مشابها في محافظة طرطوس الساحلية، ووصل سعر الفاصولياء الخضراء إلى 40 ألفا، بينما وصل سعر ربطة البقلة إلى 7000 ألف ليرة، والخيار يتراوح بين 20 و30 ألفا، أي تكلفة طبق “الفتوش”، بات يصل إلى نحو 50 ألفا للأسرة، وهذا خارج قدرة معظم الأسر السورية.

يأتي ذلك بينما ما تزال الأوضاع الاقتصادية في سوريا صعبة للغاية، حيث لم يترافق التغير السياسي في البلاد مع تغير اقتصادي، بينما لم تفِ “حكومة تصريف الأعمال” بوعودها بزيادة رواتب القطاع العام بنسبة 400 بالمئة.

لكن الحكومة الجديدة رفعت الدعم عن الخبز والغاز المنزلي، ما أدى إلى تضاعف أسعارهما، إذ باتت ربطة الخبز بـ 4 آلاف ليرة، بينما تجاوزت أسطوانة الغاز 200 ألف ليرة.

صحيفة “الوطن” المحلية نقلت عن الفلاحين قولهم، إن الإنتاج هو من البيوت المحمية وهذا الإنتاج ليس بموسمه سواء للكوسا أو الفاصولياء أو البازلاء، بينما شهدت هذه الزراعة ضرراً كبيراً نتيجة موجة الصقيع الأخيرة، مما أدى لخسائر كبيرة لدى المزارع وأيضاً انخفاض الإنتاج.

75 ألفا الحد الأدنى لإفطار عائلة

أمين سر جمعية المطاعم سام غرة أن “المأكولات الشعبية” تتربع على قائمة المواد الأكثر طلباً خلال شهر رمضان، تزامناً مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تدفع العائلة السورية للاعتماد على المواد الأقل تكلفة مقارنة مع غيرها.

غرة قدّر تكلفة إفطار عائلة مكونة من 4 أشخاص خلال رمضان بـ 75 ألف ليرة في حال اعتمدت على المأكولات الشعبية ومستلزماتها إضافة إلى الخضار والعصائر، وأكثر من ذلك بأضعاف بالنسبة لمواد اللحوم والأسماك ومشتقاتها مرتفعة الثمن.

ودعا إلى ضرورة النظر بعين الاعتبار إلى الوضع الاقتصادي الراهن من خلال العمل على تخفيض الأسعار، مشدداً على ضرورة تكثيف الرقابة بشكل أكبر على مختلف المواد الغذائية وخاصة المواد المكشوفة.

غرة أشار إلى أن الطلب يكون في ذروته خلال الأسبوع الأول من رمضان وينخفض تدريجيا، موضحا أن أسعار المواد حالياً “محررة” وتخضع للمنافسة والجودة، باستثناء المحروقات والخبز، التي يحدد لها تعرفة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات