في مسيرة حافلة بالتحصيل العلمي والعمل الإعلامي، يبرز اسم حمزة المصطفى كشخصية أكاديمية وإعلامية سورية تركت بصمتها في مجالات البحث السياسي والإعلام، لتتوّج هذه المسيرة بتعيينه وزيراً للإعلام في الحكومة السورية الانتقالية التي شكلها أحمد الشرع في 29 مارس الماضي.

من هو حمزة المصطفى؟

ولد المصطفى في مدينة حماة عام 1985، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي قبل أن ينتقل إلى دمشق لمتابعة دراسته الجامعية. شغفه بالعلوم السياسية قاده للحصول على درجة البكالوريوس في هذا التخصص من جامعة دمشق عام 2007، وهو ما وضع الأساس لفهمه المعمق للسياسات الإقليمية والدولية.

لم يتوقف طموح المصطفى عند هذا الحد، فتابع دراسته العليا في جامعة دمشق وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية، إلا أن مسيرته الأكاديمية في دمشق شهدت منعطفاً هاماً بفصله من الجامعة عام 2012، وذلك على خلفية مواقفه المعلنة المؤيدة للثورة السورية.

لم تثنِ هذه الواقعة عزيمة المصطفى عن مواصلة تحصيله العلمي، بل كانت دافعاً له للانطلاق نحو آفاق أكاديمية أوسع. ففي عام 2017، نال درجة الماجستير الثانية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، متخصصاً في السياسات المقارنة، من “معهد الدوحة للدراسات العليا” في قطر.

وتُوّجت مسيرته الأكاديمية بحصوله على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة “إكستر” المرموقة في المملكة المتحدة، حيث ركزت أبحاثه على التحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

حمزة المصطفى – (إنترنت)

قبل ولوجه عالم الإعلام، أمضى الدكتور المصطفى فترة هامة في مجال البحث العلمي، حيث عمل باحثاً مساعداً في “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في الدوحة منذ عام 2011 وحتى عام 2018، وبالإضافة إلى ذلك، شغل منصب سكرتير التحرير في مجلة “سياسات عربية” الصادرة عن المركز ذاته.

خلال تلك الفترة، أثرى حمزة المصطفى، المكتبة العربية بإصداره الهام “المجال العام الافتراضي في الثورة السورية: الخصائص، الاتجاهات، آليات صناعة الرأي العام”، وهو الكتاب الذي تناول بالتحليل المعمق دور الفضاء الرقمي في تشكيل الوعي الجمعي خلال الثورة السورية.

الانتقال للعمل الإعلامي

ساهم المصطفى بمقالات تحليلية معمقة في العديد من المواقع الإعلامية البارزة، سواء الأجنبية مثل “ميدل إيست آي” أو العربية مثل “العربي الجديد”، والتي تناولت قضايا متنوعة تتعلق بالشأن السوري والتحولات السياسية المتسارعة في المنطقة.

في عام 2019، انتقل حمزة المصطفى إلى العمل الإعلامي مشرفاً للتحرير في “التلفزيون العربي” في لندن، ليخطو بذلك أولى خطواته الفعلية في هذا المجال، وفي عام 2020، تولى مسؤولية أكبر كعضو مجلس إدارة في “تلفزيون سوريا”، ولم يمضِ وقت طويل حتى تبوأ منصب المدير العام للقناة في منتصف عام 2020.

اليوم، ومع تعيينه وزيراً للإعلام، تطوى صفحة من مسيرته المهنية الحافلة لتُفتح صفحة جديدة تحمل في طياتها تحديات وآمالاً كبيرة. فبعد سنوات من البحث الأكاديمي والعمل الإعلامي الملتزم بقضايا الشأن السوري، بات المصطفى في موقع المسؤولية المباشرة عن رسم السياسات الإعلامية في سوريا.

أخيراً، يبقى الترقب سيد الموقف لمعرفة كيف ستنعكس رؤية الوزير حمزة المصطفى وتوجهاته على مستقبل الإعلام في سوريا خلال المرحلة المقبلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة