مع استمرار الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران ليومها الثاني، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم السبت، المرشد الإيراني علي خامنئي، بـ “حرق” طهران، إن لم تتوقف إيران عن مهاجمة بلاده، لكن السؤال الذي يبرز، هو هل تخطط أو تطمح تل أبيب لتغيير النظام الإيراني؟

كاتس: خامنئي يحوّل سكان طهران إلى رهائن

في التفاصيل، قال كاتس، إن “الديكتاتور الإيراني يحوِّل مواطني إيران إلى رهائن، ويخلق واقعا سيدفعون فيه، وخاصة سكان طهران، ثمنا باهظا إذا استمر خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. باختصار ستحترق طهران”.

جاء تصريح كاتس، خلال ختام جلسة لتقييم الوضع الأمني في إسرائيل بعد الضربات الإيرانية، وذلك بحضور رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، ورئيس جهاز الاستخبارات دافيد برنياع، ومسؤولين عسكريين كبار آخرين، على حد ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وكان كاتس، كرر من تهديداته لإيران في وقت سابق من اليوم، قائلا، إن “نظام الملالي تجاوز الخطوط الحمراء، وسيدفع ثمنًا باهظا لذلك”، مؤكدا ضرب أهداف استراتيجية في الداخل الإيرانيّ، وإلحاق أضرار جسيمة بها.

هل تطيح إسرائيل بالنظام الإيراني؟

وحول ما إذا كانت تخطط إسرائيل لتغيير النظام الإيراني، قال تقرير لوكالة “رويترز”، نقلا عن “المسؤول الكبير” السابق في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، والباحث في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” حاليا، مايكل سينغ: “يفترض المرء أن أحد الأسباب التي تدفع إسرائيل للقيام بهذه الهجمات، هو أنها تأمل في رؤية تغيير النظام في إيران”.

وتابع سينغ قائلا، إن تل أبيب ترغب في أن ترى الشعب الإيراني ينتفض، وأشار إلى، أن العدد المحدود للقتلى من المدنيين الإيرانيين في الجولة الأولى من الضربات الإسرائيلية، يشير أيضا إلى “هدف أكبر”، على حد قوله.

وأردف: “لكن رغم الضرر الذي ألحقه الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق، فإن العداء لإسرائيل على مر العقود – ليس فقط لدى حكام إيران بل أيضا لدى أبناء شعبها – يثير تساؤلات حول إمكانية استنفار ما يكفي من الدعم الشعبي للإطاحة بقيادة دينية راسخة في طهران، مدعومة بقوات أمن تدين لها بالولاء”.

ولفت الباحث في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، وفقا لتقرير “رويترز”، إلى أنه “لا أحد يعرف ما هي الظروف المطلوبة لتوحيد صفوف المعارضة في إيران ضد النظام الحاكم”.

وقال نتنياهو في رسالته للإيرانيين، إن “هدف العملية العسكرية الإسرائيلية هو إزالة التهديدين النووي والصاروخي عن إسرائيل، ومع تحقيقنا لأهدافنا، فإننا نمهّد الطريق أمامكم لتحقيق هدفكم، وهو الحرية”، على حد تعبيره.

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالقول، إن “النظام الإيراني لا يعرف ما الذي أصابه، أو ما الذي سيصيبه. لم يكن هذا النظام في يوم ما، أضعف مما هو عليه الآن. هذه فرصتكم للوقوف وإسماع أصواتكم”.

وبعد الضربات الإسرائيلية، قالت إيران إن أي محادثات نووية أخرى مع الولايات المتحدة “لا معنى لها” بحسب ما نقلته صحيفة “طهران تايمز” عن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية. ونُقل عن بقائي قوله: “لقد أقدم الطرف الآخر على فعل يجعل الحوار بلا معنى”. هذا وكان من المقرر أن تستأنف الولايات المتحدة وإيران المفاوضات بجولة سادسة في سلطنة عمان يوم غد الأحد، لكنها تأجلت أو ألغيت بعد الضربات الإسرائيلية.

الضربات الإسرائيلية تطيح بقادة وعلماء إيران

شنت إسرائيل، فجر أمس الجمعة، عشرات الضربات الجوية، استهدفت قلب إيران، والهدف هو إنهاء النووي الإيراني، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، حيث تم استهداف عشرات الأهداف العسكرية والنووية في مناطق مختلفة داخل إيران، أبرزها منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية الإيرانية “نطنز”، والمقر الرئيسي لـ “الحرس الثوري” في طهران، فضلا عن استهداف مواقع عسكرية ونووية أخرى في مدن طهران وأصفهان ونطنز وكرمنشاه وقم وتبريز وشيراز وهمدان.

ومع الضربات الإسرائيلية، تم اغتيال أو مقتل أكثر من 20 قائدا ومسؤولا عسكريا وعلماء نوويين إيرانيين، على رأسهم علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، وقائد “الحرس الثوري” حسين سلامي، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، واللواء غلام علي، قائد مقر “خاتم الأنبياء العسكري المركزي”.

إضافة إلى ذلك، تأكد اغتيال اللواء أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوفضائية في “الحرس الثوري الإيراني”، واللواء مهدي رباني مع عائلته، وهو نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني، فضلا عن مقتل العميد داود شيخيان، قائد الدفاع الجوي لـ “الحرس الثوري الإيراني”.

وبشأن العلماء النوويون، فقد قتل مهدي طهرانجي، وهو عالم نووي ورئيس “جامعة آزاد الإسلامية”، وفريدون عباسي، عالم نووي ورئيس سابق لـ “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية”، وأحمد رضا ذو الفقاري، وهو أستاذ الهندسة النووية، وكل من عبد الحميد منوشهر، وأمير حسين فقهي، ومطالب ليزاده، وجميعهم علماء في المجال النووي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة