في وقت يتم الحديث عن نهاية الصراع في سوريا والدخول في مرحلة جديدة، تسعى إيران لتعزيز سيطرتها لضمن وجودها، من خلال قيامها بالعديد من المشاريع منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعمل مؤخراً على الربط بين طهران ودمشق بسكة حديدية مرورا بالعراق.

إذ أعلن علي بهادري جهرمي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2021، عن تدشين مشروع الربط السككي بين إيران والعراق بحلول كانون الثاني عام 2022، ما سيسمح بإنشاء طريق بري من إيران إلى سوريا عبر العراق.

فما الذي تسعى إيران إليه من خلال هذا المشروع، وهل هي خطوة لإعلان التحدي الإيراني لروسيا ومن يعارض وجودها في سوريا؟

اقرأ أيضا: إيران تفعل مشروع سكة حديد مع العراق وسوريا.. للقفز فوق العقوبات!

إيران تعزف على وتر التغيير الديمغرافي لخدمة مصالحها

الباحث في الشأن الإيراني، إسلام المنسي، قال لـ “الحل نت”، ” إن هذا الموضوع يأتي في إطار مشروع الهلال الشيعي وربط المنطقة كاملة من إيران والبحر المتوسط بكل السبل، ضمن العديد من المشاريع ومنها الربط السككي”.

ولفت المنسي، إلى أنه تم الإعلان عن مشروع السكك الحديدية التي تربط إيران بالعراق بسوريا منذ سنوات  ولم ينفذ نتيجة عقبات مالية وسياسية، ولكن إيران تصر عليه بهدف ربط اقتصادات هذه البلاد فيها، وتعمل بالتوازي على وتر التغيير الديمغرافي.

وبدأ العمل على المشروع من خلال تجديد السكك الحديدية في سوريا وإنشاء طريق دولي، وأنفقت الكثير من الأموال، ولكن تم تخريب جزء كبير منها، واتهمت إيران قوات سوريا الديمقراطية بذلك، وفق ما قاله المنسي.

وحصل اتفاق ثلاثي من أجل البدء بهذا المشروع بين الحكومات السورية والإيرانية والعراقية.

ويرى المنسي، أن تأمين المشروع ليس أمرا سهلا، لأنه يمر بمساحات كبيرة وهي عرضة للصراعات والتحديات الأمنية والتي تختلف من منطقة لأخرى، وتسعى إيران لإنجازه لأسباب جيوسياسية واقتصادية وديمغرافية وهي لا تخفي ذلك.

إيران تتحدى روسيا في سوريا

والتنافس بين إيران وروسيا في سوريا موجود حقيقة وينعكس في كثير من الجوانب على أرض الواقع.

وقال المنسي، إن موقف إيران الضعيف في سوريا مقارنة مع روسيا، دفعها إلى تغيير أسلوب عملها، إذ 

“لجأت إلى تغيير شكل المجتمع السوري نفسه عبر نشر التشيع وتوطين ميليشيات أجنبية شيعية وتجنيد السوريين”.

بالإضافة، إلى السيطرة على استثمارات اقتصادية عديدة كي توطن وجودها ولا يكون عرضة لتقلبات السياسة الدولية، وفق قول المنسي.

وفيما يخص الملف السوري، تبدو العلاقة الروسية الإيرانية في سوريا غير مستقرة، ولا تستند إلى أسس راسخة، حيث تنظر روسيا إلى إيران بوصفها ورقة ضغط في العلاقات مع الغرب والعرب، أكثر من كونها حليفا، بينما ترى إيران أن علاقاتها مع الغرب أهم من علاقاتها مع موسكو والعرب.

اقرأ أيضا: حكومة النظام تضع خطة لربط السكك الحديدية مع إيران

إيران وقعت مع العراق لبدء المشروع

وفي 29 كانون الأول/ ديسمبر 2021، نقلت وكالة  الأنباء الإيرانية، “إرنا”، أن وزير الطرق وإعمار المدن، رستم قاسمي، قد وقع خلال زيارته إلى العراق، اتفاقا مع الجانب العراقي، يقضي ببدء الأعمال التنفيذية لمشروع الربط السككي بين شلمجة الإيرانية والبصرة العراقية بعد توقف دام 20 عاما.

وتمكن شبكات السكك الحديدية الموجودة في العراق بربط إيران بسوريا، في طريق يمر من البصرة إلى بغداد ومنها إلى مدينة القائم على الحدود العراقية- السورية، وفق الوكالة.

وواجه المشروع العديد من العقبات، منها القوات الأمريكية الموجودة في التنف، وقوات المعارضة السورية، لذلك عمدت إيران إلى تغيير المسار بحيث يمر من القائم إلى دمشق عبر محافظة حمص.

ومن العقبات أيضا، إنشاء جسر على نهر في الطريق يستغرق بناؤه نحو عام ونصف، فضلا عن القيام بعمليات إزالة الألغام لمسافة 15 إلى 20 كيلومترا من الطريق.

وصرح الرئيس الإيراني السابق،”أن المشروع مهم للغاية، وأنه سيربط إيران بالعراق وسوريا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، ويحقق تغييرا كبيرا بالمنطقة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.