يتمتع معظم الموالين للكرملين الأقرب إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بخلفية أمنية أو استخباراتية، ففي دوائر روسيا يطلق عليهم الـ “سيلوفيكي”، وبالروسية تعني “رجال القوة”، وهم الرجال في قلب الدائرة المقربة من الرئيس، لإنهم موالون بشدة لخط الكرملين، وهم مستشارو بوتين الأكثر ثقة.

فالعديد من “سيلوفيكي” روسيا لديهم خلفية في منظمات الأمن القومي مثل، جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وريث جهاز أمن الدولة “كي جي بي” سيئ السمعة في الاتحاد السوفيتي.

شويغو جنرال الجيش ووزير الدفاع

يصف الجيش الروسي، أنه لا أحد لديه القدرة على الوصول إلى أذن بوتين في الوقت الحالي مثل الجنرال سيرجي شويغو، 66 عاما، قائد القوات المسلحة. والذي ولد في شافان، وهي بلدة في جنوب سيبيريا المجاورة لمنغوليا، كان والده من عرق التوفان، ومن السكان الأصليين في المنطقة.

أُعلن أنه بطل الاتحاد الروسي قبل أن يصبح وزيرا للدفاع في عام 2012. وأعيد تعيينه في عامي 2018 و2020، وذلك بعد تدرجه في الترقية إلى أن أصبح وزيرا لحالات الطوارئ في التسعينيات .

ويعد شويغو، وفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية، أحد مهندسي التدخل الروسي في سوريا، ووفقا للخبراء في الشأن العسكري، فإنه قد يرتفع نجمه أو ينخفض ​​بحسب ما يحدث في أوكرانيا.

للقراءة أو الاستماع: لماذا تهتم دمشق بدعم الغزو الروسي لأوكرانيا؟

“الكاردينال الرمادي”

إيغور سيتشين، 61 عاما، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “روسنفت”، وصفته برقية مسربة من السفارة الأميركية، بأنه “الكاردينال الرمادي للكرملين”، ورئيس شركة النفط الحكومية هو أحد أقرب “سيلوفيكي” روسيا لفلاديمير بوتين، والأوليغارشية.

وكما هو الحال مع العديد من مساعدي الرئيس – وجميعهم رجال – يأتي سيتشين من لينينغراد، في سانت بطرسبرغ، وكان نائب رئيس الوزراء من 2008 إلى 2012 بعد أن شغل منصب نائب رئيس أركان بوتين في عام 2000.

ويوصف أحيانا بأنه اليد اليمنى للرئيس الروسي، وهو مقرب منذ أوائل التسعينيات، وقد جعله دوره في “روسنفت” أيضا من أبرز أثرياء موسكو، حيث خضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي بعد غزو أوكرانيا، واستولت السلطات الفرنسية على يخته الذي تبلغ تكلفته 120 مليون دولار أثناء محاولته الإبحار هربا من العقوبات.

للقراءة أو الاستماع: روسيا تنشر الإرهاب في أوروبا؟

ثاني أقوى الرجال

يعد نيكولاي باتروشيف، 70 عاما، سكرتير مجلس الأمن الروسي، والذي يقدم المشورة لبوتين، ثاني أقوى رجل في روسيا، حيث ولد في لينينغراد وبدأ صعوده إلى السلطة في ظل الاتحاد السوفيتي القديم.

باتروشيف، الملقب بالصقر السياسي، صرح أن هدف الغرب في أوكرانيا هو “تدمير الاتحاد الروسي”. وتقول التقارير إنه يعرف بوتين، الذي ولد أيضا في لينينغراد، منذ حوالي 50 عامًا.

ويخلف باتروشيف، ديمتري روجوزين، 58 عاما، وهو المدير العام لوكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس”، والذي كان نائبا لرئيس الوزراء سابقا وسفيرا لدى الناتو، وقد تم تعيينه رئيسًا لاتحاد روسكوزموس في عام 2018.

كان روجوزين، مدافعا قويا عن الأقليات الروسية في عدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق. وكان صريحا بشأن التدخل الروسي في أوكرانيا، حيث قال في عام 2015، إن “الدبابات لا تحتاج إلى تأشيرات دخول”.

وقد هدد علنا بفصل القسم الروسي الذي يوفر الدفع لمحطة الفضاء الدولية، مما أثار مخاوف من أن موسكو ستسمح للمحطة بالتحطم على الأرض، والتخلي عن رائد فضاء ناسا في الفضاء نتيجة معارضة أميركا لغزو أوكرانيا.

للقراءة أو الاستماع: تركيا إلى جانب أوكرانيا في مواجهة روسيا؟

مدير الجواسيس في روسيا

يعد سيرجي ناريشكين، 67 عاما، مدير المخابرات الخارجية في موسكو. وهو خبير اقتصادي ومهندس، درس في المدرسة العليا لجهاز أمن الدولة السوفيتي جنبا إلى جنب مع بوتين. وتم تعيينه رئيسا للاستخبارات الأجنبية في عام 2016.

عشية غزو أوكرانيا، وخلال جلسة متلفزة لمجلس الأمن القومي، أيد اعتراف روسيا بالجيوب الأوكرانية دونيتسك ولوهانسك. حيث طلب منه بوتين ذلك أن يتكلم بصراحة عن وضع الدولتين. وكانت نصيحته أن الجنود الروس سيتم الترحيب بهم كمحررين من قبل شعب أوكرانيا، وسوف تتعاظم مكانته بشكل أكبر.

كما يرأس ناريشكين، الجمعية التاريخية الروسية، التي لعبت دورا عدوانيا في تعزيز التفسيرات الإيجابية لتاريخ روسيا، وهو مشروع محبب لبوتين.

للقراءة أو الاستماع: للمساعدة والرعاية.. وصول أطباء سوريين إلى أوكرانيا

“عقل بوتين”

وعلى الكفة الأخرى، يرجح حجر ألكسندر دوغين، والذي تردد صدى اسمه خلال الفترة الأخيرة حول الغزو الروسي على أوكرانيا كأبرز “سيلوفيكي” روسيا. وهو فيسلوف روسي تأثيره عالي على سياسات روسيا وتحركاتها الجيوسياسية خلال فترة حكم بوتين. حتى صار لقبه في الإعلام “عقل بوتين”، على الرغم من أن بوتين حسب دوغين براغماتي واقعي وليس أيديولوجي.

دوغين، متأثر بشكل رئيسي بأربع مفكرين. وهم الإيطالي يوليوس إيفولا، والتي تعد أفكاره أهم مغذّي لليمين المتطرّف في إيطاليا من فترة الفاشية لليوم. وعالم الميتافيزيقيا والروحانيات الفرنسي، رينيه غينون. وعالم الاجتماع الأميركي، صامويل هنتنجتون، صاحب نظرية صراع الحضارات، والألماني النازي هايدغر.

وأغلب الأفكار الرجعية التي يتبناها دوغين مأخوذة من إيفولا. ففي واحده من مقابلاته، قال إن “كتب إيفولا هي التي جعلته يفهم تناقضات العالم الحديث”. أما الأفكار الروحانية والدينية فمأخوذة من غينون، وفهمه لوجود روسيا ودورها اليوم متأثر بالشكل الذي رسمه هنتنجتون للغرب، والكينونة من هايدغر.

ويعمل ألكسندر دوغين، كمستشار لشخصيات سياسية وعسكرية رئيسية داخل الكرملين إلى جانب عمله كأستاذ جامعي وكاتب وفيلسوف. ويعتبر أيضا من أهم منظري فلسفة القومية الروسية والطرح الأوراسي الذي تتبناه روسيا، والذي يعتبر المحرك الرئيسي وراء غزو أوكرانيا.

ويرى دوغين أن الجغرافيا السياسية تلعب دوراً هاماً إلى جانب القوة العسكرية الروسية وما يسميه “الثقافة والإرث الحضاري الروسيين” في بناء أمة روسية عظيمة أكثر من البقية. وذلك حسب نظريته المسماة “السياسة الرابعة” التي رسم بوتين سياسته الداخلية والخارجية وفقا لها.

ويرى الصحفي المخضرم في منطقة الشرق الأوسط مقيم في بيروت، ديفد هيرست، أن روسيا تتجه بشكل واضح نحو تكرار جميع الأخطاء التي ارتكبتها القوى الإمبريالية المستعمرة. كما تتجه نحو إقصاء واستعداء الغالبية العظمى من سكان المنطقة، إذ أنها بكل حرب جديدة تستعدي شعوب أكثر.

للقراءة أو الاستماع: روسيا تقايض أوكرانيا بسوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.